18 نوفمبر، 2024 7:40 ص
Search
Close this search box.

من الماضي .. جريدة الجمهورية وعلي جواد الطاهر ومالك المطلبي

من الماضي .. جريدة الجمهورية وعلي جواد الطاهر ومالك المطلبي

في منتصف عقد الثمانينات من القرن الماضي ، حدث أمر نادر ، وربما لأول مرة بتاريخ الصفحات الثقافية في العراق ، إذ كتب مالك المطلبي في جريدة الجمهورية – الصفحة الثقافية – مقالة إنفعالية فيها هجوم عدواني على الناقد علي جواد الطاهر ردا على ما كتبه الطاهر من رأي إعترض فيه على مبالغات النقاد العرب في الإحتفاء بالبنيوية ، مما أثار غضب المطلبي بشكل صادر حق الطاهر في إبداء وجهة نظره بوصفه ناقدا مخضرما إطلع على البنيوية في ينابيعها عند دراسته في فرنسا .

الحدث النادر الذي حصل هو ان الناقد عناد غزوان كتب رداً على المطلبي دفاعا عن الطاهر ، ولكن الصفحة الثقافية نشرت جزءا صغيرا من الرد ، ونشر بقيته في صفحة (( التتمة )) ما قبل الأخيرة وهو مكان مهمل لايليق بمادة ثقافية ، وكانت صدمة للقراء حصول ذاك التصرف مع ناقد كبير وأكاديمي مرموق مثل الدكتور عناد غزوان ، فقد جرى العرف الصحفي ان الصفحة الثقافية تنشر المواد كاملة في نفس الصفحة ، وان (( التتمة)) عادة تخص الأخبار السياسية العادية ، و ما أقدمت عليه الصفحة الثقافية يعد خلاف العرف المهني وقيم إحترام مكانة الكتاب وأهمية المادة !

وعند تحليل دوافع جريدة الجمهورية .. نجد ان الناقدين : علي جواد الطاهر وعناد غزوان كانا مستقلين لاينتميان الى صفوف حزب البعث ، وان مالك المطلبي (…) مما دفع الجريدة للإنحياز الى جانب المطلبي بحكم كونها صحيفة السلطة ، ليس هذا فقط بل فتحت الجمهورية المجال للمطلبي الى مهاجمة شخصيات أخرى من الأدباء والنقاد إستخدم فيها لغة عدوانية بعيدة عن جمالية الأدب ورصانة الفكر ، وكان يرأس تحرير الجمهورية حينها سامي مهدي ، ومسؤول القسم الثقافي ماجد السامرائي !

اليوم ونحن نعيش نعم إختراع الانترنت بفضل الولايات المتحدة الاميركية والذي غير وجه الحياة في التواصل ونقل المعلومات والمعرفة ، نستذكر تلك الأيام التي عانت منها الشعوب في كل مكان من الأرض ، وكيف كانوا يعانون من القمع ومنعهم من التعبير عن آرائهم ومشاعرهم في ظل احتكار وسائل الإعلام من قبل السلطات القمعية !.

 

أحدث المقالات