19 ديسمبر، 2024 12:24 ص

المقدس الديني لا يصلح قدوة

المقدس الديني لا يصلح قدوة

يقال ان المرحوم محمد باقر الحكيم كان يزور احد مخيمات اللجوء في ايران بسيارته المارسيدس فطلبت منه سيدة غسالة كهربائية للمخيم فأجابها غاضبا ( وهل كانت عند فاطمة الزهراء غسالة كهربائية ) فرددت عليه هذه السيدة بهدوء ( وهل كان عند علي سيارة مرسيدس ) . هذه الحادثة ليست عادية لانها تظهر انفصام الشخصية في العربي والاسلامي وحالةالضياع وسط الماضي المقدس والحاضر المدنس . فعندما حطمت هذه السيدة الحاجز المقدس بين التابع والمتبوع ظهرت الصورة الغير المرئية في حياة الانسان المسلم بأبشع صورها ، فهذه السيدة كانت تمتلك في تلك اللحظة وعي غير عادي رغم المأساة التي تعيش فيها ، لانها تعرف ان المقدس الديني البشري متمثلا بالزهراء لايصلح ان يكون قدوة لها لانها تنتمي للجنس الشري المدنس الذي لاينتمي للسوبرمان المقدس وتعرف أيضا ان من عاش ومات في القرن الخامس الميلادي لايصلح ان يكون قدوة لمن يعيش في القرن العشرين نتيجة الثورة الحضارية التي حدثت بهذا القرن والتي فصلته بصورة تامة عن بقية القرون التي مرت بها البشرية .. فالمرحوم باقر الحكيم انسان مقدس سليل عائلة مقدسة عاش بالقرن العشرين ،وهو يعيش روحيا بالقرن السادس الميلادي بينما يعيش ماديا بالقرن العشرين فهو يركب السيارة مرسيدس بدل الجمل ويعيش في فلة بدل الخيمة . اراد هذا السيد المقدس بالوراثة حيث نسبه يعود للأمام موسى الكاظم ان يجعل من جدته المقدسة فاطمة الزهراء قدوة لسيدة اخرى حتى تعيش هذه السيدة روحيا في القرن السادس الميلادي وتعيش ماديا في القرن السادس الميلادي ( خيمة ، جمل ، فانوس ، غسيل يدوي ) . لماذا أراد السيد المرحوم ان يدفن هذه السيدة وهي حية وسط ركام العصور الماضية ؟ لانه بواسطة العلوم التي ورثها عن اجداده المقدسون يعرف عندما يمتلك الانسان وسائل الحضارة الحديثة ( الغسالة – السيارة) فانها تخفي بداخلها قيم جديدة ، واخلاق جديدة ، ومقدسات جديدة ، وهذا سيصيب البضاعة القديمة التي يتاجر بها بكساد عظيم لوجود بضاعة جديدة. ان القيم الروحية ماهي الى انعكاس للقيم المادية ، وحيثما تعقدت اوملوسائل المادية التي ينتجها العقل البشري تعقدت معها القيم الروحية والعكس بالعكس . وبسبب هذا لاتوجد اي علاقة منطقية اليوم بين القرن العشرين ومابعدة وبين القرن السادس الميلادي حيث ولد المقدس البشري الاسلامي . واذا وجدت مثل هذه العلاقة اليوم فانها وجدت لأسباب قسرية . وعواقب هذه القسرية وخيمة جدا لانها تحول ملايين البشر الى قطعان من الغنم. وهذا يفسر سبب التخلف المزمن في العالم الاسلامي خاصة في المجتمعات الشيعية التي تقودها القداسة الوراثية في العصر الحديث . . لهذا تعمل النخبةالوراثية المقدسة على شيطنة الحضارة الحديثة وتعمل على جر مجتمعاتها جرا لعصور الظلام و التخلف والانحطاط لتكون قريبة من مقدس اجدادها القديم الذي ولد بالقرن السادس الميلادي لتبعدهاعن تبني قيم ومقدسات الحضارة الحديثة التي ولدت بالقرن العشرين والتي تشكل لها تهديدا وجوديا معنويا وماديا . واكثر الطرق شيوعا لعملية النقل الى الماضي تتم عن طريق القوة الناعمة بواسطة التلقين وغسل الادمغة بالتجهيل والتظليل والخداع والخرافة والطريقة الثانية هي القوة الخشنة باستئجار قوى طفيلية محلية مثل زعماء المليشيات وشيوخ العشائر والطريقة الثالثة الاستعانة بالقوى الأجنبية وبصورة خفية للغاية . . ان كهنة المعابد في النجف والأزهر هم من يدير هذه العملية بكاملها . وان العالم العربي والإسلامي سيبقى منطقة صراعات عبثية داخلية مقدسة ولا دور حضاري لها اذا لم يتم تفكيك معبدا النجف والأزهر وإعادة تعريف الله في العالم العربي والإسلامي تعريفا انسانيا حضاريا يليق به بوصفه (عالم عظيم ) بدل التعريف القديم الذي يصلح للمجتمعات الهمجية المتخلفة وهو ( ملك عظيم ) الذي يقاتل من اجله مراجع النجف والأزهر بوصفهم ( حاشية هذا الملك ) !