مدمروا الامم و البلدان نوعان (حمقى طغاة او عملاء فاسدون) و الصنف الثاني اخطر على الامة من الاول ، حيث الاول قد يصح من طغيانه شيء ينفع الناس من بنيان او اعمار او تقدير العلماء او في الاقل الحفاظ على الوحدة و الكرامة ، اما الثاني فلا يرجى منه الا الخراب الذي يتبعه خراب .
و كل البلدان التي انهارت على ايدي الفاسدين صعدت صعودا ملفتا و سريعا و تقدمت بشكل مذهل حال الثورة عليهم و سحقهم بكل وحشية و دون رحمة ، و امثلة الامم المتقدمة الان امامنا شواهد و كيف كانت .
و كاد ذلك الامل ان يتحقق في بعض البلدان العربية في السنوات الاخيرة و العراق على وجه الخصوص بواسطة انتفاضة تشرين 2019 . و لكن التآمر الاقليمي و الدولي جاء بخدعة الاصلاح على يد الصحفي الفاشل و المخابراتي الافشل مصطفى الغريباوي ، و قضى على الحل الوحيد (و هو قلع النظام الفاسد من جذوره قبل ان يفتك بما تبقى) و لكنهم ارادوه ان يفتك بما تبقى فدعموه بالاعلام و التزويق و خداع الناس بانه يحارب فسادهم .
فقصرت انتفاضة تشرين عن تحقيق هدفها و هدأ الناس ، و الان اذا ثار الناس فلن يخدعوا مرة اخرى و ستكون القاضية باذن الله و مابعدها الا التقدم و الازدهار وان كلفت الناس بعض التضحيات .
فهلموا نحض بعضنا من جديد بالكلمة و الفعل و القصيدة و العمل و تحريك الابطال الشباب مرة اخرى لاستكمال انتفاضة تشرين و ايصالها الى غايتها الاولى التي انطلقت من اجلها (قلع النظام الفاسد كله و مَن وراءه) فالسفينة نحو الغرق ان لم نقذف بمن ينخر بخشب سطحها ،، الى البحر .