مع إقتراب بداية العام الجديد ينشط بعض التجار الذين يلهثون خلف المال والشهرة في إطلاق الأكاذيب والدجل تحت مسمى التوقعات الفلكية للعام الجديد ، وهذه التوقعات ليس لها علاقة بالتنجيم الحقيقي ، وهي بدعة قديمة أسسها صاحب مجلة إنكليزية وإنتشرت نظرالرواجها تجاريا وسهولة الكلام عنها بشكل عشوائي ، فما يسمى الأبراج التي تستخرج حسب الميلاد غير موجود في التنجيم الجاد وهو كذب قد يؤثر على معنويات الناس في حال كانت التوقعات سعيدة فهي ستجعل الشخص يتوهم حصول أحداث لاتقع ، وفي حال كانت متشائمة تجعله محبطا وفي كلا الحالين التوقعات غير صحيحة.
بوصفي دارسا للتنجيم بشكل تجريبي قائم على تطبيق قواعده وأحكامه على حياة الناس ومايحدث لهم من خلال الإستعانة ببنوك المعلومات الخاصة بالمشاهير : في السياسة والفن والرياضة والأدب والفكر وغيرهم ، تكون التوقعات التنجيمية صحيحة (70 ) إذا توفرت لها كافة الشروط بحسب كلام خبير التنجيم العالمي روبرت زولر ، وبالمناسبة لاتستغربوا من تفوق المنجمين الأميركان والأوربيين في التنجيم ، فقد درسوه وفق منهجية تجريبية جادة ، و التراث العالمي في التنجيم بما فيه التنجيم العربي والبابلي والفارسي والهندي مترجم لديهم ، ومثال على الجدية المنجم الأميركي روبرت زولر قبل دراسة التنجيم طلب منه أستاذه دخول الكلية ودراسة اللغات القديمة مثل اللاتينية واليونانية كي يتسنى له الإطلاع على كتب التنجيم القديمة بلغتها الأصلية ، وفعلا أكمل دراسة اللغات القديمة ثم درس التنجيم وأصبح صاحب مدرسة يطلق عليها (( التنجيم التقليدي )) التي من حسن حظي أنا درست دروس زولر بشكل شخصي فردي إضافة إلى الإطلاع على كلاسيكيات التنجيم الآخرى من منطلق كوني باحثا في التنجيم وليس منجما.
نعود الى شروط التوقعات في التنجيم ، فهي بعد التأكد من تاريخ ميلاد الشخص الكامل وساعة ودقيقة وقت الولادة ، ومكان مسقط الرأس يشترك الأثنى عشر برجا لتشكيل الخارطة الشخصية والتوقعات تجري عند مرور تاريخ ميلاد الشخص .. ثم تجرى الحسابات وفق عدة خطوات لمعرفة توقعات المستقبل وحسب مصطلحات التنجيم هي :
– الإنتهاء
– عودة الشمس الى درجتها
– عبور الكواكب والنجوم والسهام
– الفيدرايا
– التسيير الاولي والثانوي
– درجة الحد
– الخارطة الأثنى عشرية
– البيوت المشتقة
– الكوكب المسيطر على الفترة الزمنية من العمر على سبيل المثال : بشكل عام كل شخص يسيطر عليه كوكب المريخ من عمر ( 41- 56) وهي فترة تكون خطرة إذا كان المريخ وضعيته في الخارطة سيئة وبارزة لأن المريخ المسؤول عن التهور والعدوانية والدخول في القتال وإرتكاب الجرائم في حال كان وجوده سيئا في لحظة الولادة .
وتتطلب عملية التوقعات مهارة عالية من المنجم ، فإذا أخذنا بنظر الإعتبار ان التنجيم غير مكتمل من حيث القواعد والأحكام وهو في حالة إكتشاف دائم لأسراره ، وان ما يطرحه علماء الفيزياء وغيرهم من ان قواعد العلم والمعارف والكون بأكمله فيه جزء أصيل من (( الفوضى )) غير قابل للضبط ، وكذلك ان الأقدار عالم باطني واسع أكبر من التنجيم .. تصبح عملية التوقعات حتى الجادة والدقيقة صعبة و نسبية .
والجدير بالملاحظة والدراسة .. رغم مهارات المنجمين الآ أنهم لا يستطيعون توفير الفائدة لأنفسهم امام حتمية حصول الأقدار فالمنجم العالمي زولر فشل في زواجه الأول وتزوج مرة ثانية ، وأيضا إجتمع زولر مع مجموعة من كبار المنجمين الأميركان لإطلاق مشروع ترجمة كلاسيكيات كتب التنجيم اليونانية واللاتينية لكنهم إختلفوا وحصلت بينهم مشاكل ، ولم تنفعهم خبراتهم التنجيمية في إختيار الزوجة المناسبة أو الشريك المناسب في العمل ، كذلك في أميركا وأوربا توجد جوائز يانصيب بمئات ملايين الدولارات ، لكننا لم نسمع عن فوز منجم خبير بأي جائزة رغم معرفته بأسرار الأوقات السعيدة ، وأيضا لم نسمع عن منجم حصد مناصب عليا بفضل التنجيم ، وهذا يؤكد محدوية التنجيم ، وان للأقدار أسرارها الغامضة المخفية عنا .
أخيرا .. بما ان توقعات التنجيم حتمية الوقوع ولا نستطيع تغييرها بالحذر والإنتباه والذكاء .. فلا توجد فائدة من معرفة تلك التوقعات ، وإحذروا من كافة المنجمين العرب فلا أحد منهم يمتلك الصدق والخبرة الكافية ، وكذلك إحذروا من المنجمين الهنود الذين يدعون طرد الشر وجلب الخير وتعطيل النحس كل هذا الكلام دجل وشعوذة .
هامش : اقترح زيارة هذا الموقع الإنكليزي التثقيفي الرصين في التنجيم والإطلاع قسمي : المقالات والمنتدى http://www.skyscript.co.uk/