تمُرُّ الشهورُ والأعوام، وتعدوا قوافل الأيام، مُثقلة بالحُزنِ والآلام، وخيبة آمال الأنام، بهذا وذاك النظام، لغباء أكثر الحُكام، وتمسكهم بقوى الظلام، واتباع سام والحاخام، وبعض أولاد الحرام، في السياسة والإعلام، المُحرضين على الإنقسام، والدافعين الى الصِدام، لألا يُعم السلام، وتعود أجواء الوئام، بعد انقشاع الغمام .
لقد تباينت وجهات النظر، حول ويلات الحرب والضَرَر، الذي لحِقَ بالناس والحَجَر، فطالب البعض بأخذ العِبَر، ودعا الى توخي الحذر، مِن دسائِس المُحتل المُحتقر، والبعض مدَحَ الاحتلالَ وشكر، وعلى فطائسه تأسف واعتذر، فبان صدأ معدنه وظهر، بينما ركز الآخر واقتصر، على ذكر الخسائر واختصر، بأن جيش الاحتلال إنتصَر، وحقق ما خطط له وظفر، بعدما شن عدوانه وغدَر، وزحف نحو الحدود وعبَر، مرتكبا جرائمَ لا تُغتفر، تباهى بوحشية تنفيذها وافتخر، في دهاليز السجون والحُجَر، بسبب إبتلاء الأمة بالخِدَر، وسوء تقييم حجم الخطر، وربط المصير بالقضاء والقدر، الذي جاء براعي البقر، بصحبة أقذر حثالات البشر.
ولا حاجة بنا للتنظير، وطول التأمل والتفكير، بأهمية هدف التحرير، وسلمية نهج التغيير، وحتمية بدأ التطهير، لمافيات الخراب والتدمير، وعصابات القتل والتهجير، وحثالات التمَلُق والتبرير، لبقاء المُحتل الحقير، ومَن معهُ من الحمير، وفاقدي الغيرة والضمير، الذين يستحقون التحقير. فالواقع المُر والمرير، الذي تعيشه الجماهير، بلغ مستواه الخطير، ويُستلزم الإعداد والتحضير، ليوم النزال الكبير، وخوض معركة المصير، ضد العدو الشرير، بسلاح المعرفة والتنوير، وحسن اتخاذ التدابير، برفع وعي الجماهير، وبلوغ الإزدهار الجدير، بجيل الشباب الجدير، بجزيل الشكر والتقدير.
لا أحدٍ يستحق الإحتقار، ووصمة الخزي الأبدي والعار، كقادة دولة رعاة الأبقار، وأمراء مراعي النعاج والأبعار، في الخليج وبعض دول الجوار، الذين تسببوا بهول الدمار، والحقوا بالعراق أفدح الأضرار، وعرَّضوا صرح الدولة للإنهيار، بقتل أبناء شعبه الأبرار، وسجن وتعذيب رجاله الاخيار، من مختلف الأجناس والأعمار، دون الأخذ بنظر الإعتبار، تبِعات جرائم قتل الصغار، وحملات الاعتقال ضد الكبار، وبلوغ أعلى درجات الاستهتار، بنهب حقول النفط والآبار، وسرقة مواقع ومتاحف الآثار، ونقلها الى ما وراء البحار، وهو ما لم يفعله المغول والتتار.
ولا يختلف هؤلاء الأقذار، عن الذين لاذوا بالفرار، وتواروا بعيدا عن الأنظار، ما أن شعروا بدنو الأخطار، وتعرض حكمهم الى الإنهيار، بينما توجب اتخاذ القرار، بمقاومة جيش الغزاة الجرار، لا التبجح بفارغ الأعذار، والإستسلام دون اطلاق النار، ويا ليتهم قد فضلوا الإنتحار، قبل أن يلحق بهم العار.
وليس المتاجرين باسم اليسار، بأفضل من هؤلاء البُعار، حين بَرروا العدوان والحصار، وشكروا قادة الإحتلال الأشرار، على”مأثرة” التضحية والإيثار، وهنئوهم على تحقيق الإنتصار، و” التحرير” بعد طول الانتظار، فاستحقوا لعنة الشعب والاحتقار، لفشلهم في اجتياز الاختبار، الذي لن يرد الإعتبار، حتى اذا قدموا الإعتذار.
ولا تكفي نصوص النثر والأشعار، في هجاء اليساري المنهار، الذي انحرف عن المسار، وعرض جُل خدماته للإيجار، من أجل اليورو والدولار، على حساب المبادئ والأفكار، التي أكدت إمكانية الإنتصار، على طمع الإمبريالي الغدار، وجشع جيوش الرأسماليين الأشرار.
علينا ان نختار، بين الجنة والنار،
جنة وحدة الشعب ضد الاستعمار،
وطرد جيوشة وأعـوانه من الدار،
ونـارالرضوخ لذل العيش والعار،
الذي يأنفه أبنـاء الوطـن الأحرار.
ولك أن تختار…
موسكو/ 16.12.2020