يستند الديماغوجي في امضاء ما يريد امضاءه وتمريره الى مخاوف الجماهير واحاسيسها فهو يمارس خطابا –تحفيزيا- ينبش في الذاكرة ويستثير منها مايدعم موقفه ويجذب المتفرج الى ساحته ومن ثم احتسابه رقما انتخابيا وتسجيله كقيمة مضافة الى سجل القيم الرقمية في مواسم الزحف نحو صناديق الاقتراع ومعظم الديماغوجيين بلامواهب ولاحنكة سياسية توفر لهم حلا لمشاكل بلادهم او متطلبات شعوبهم ..وفي البلدان المتعددة اثنيا ومذهبيا يوفرهذا التعددمناخا ملائما لخطاب ديماغوجي يستند الى ظروف موضوعية تبدو مقنعة الى حد ما ودافعة نحو التخندق الاثني او الطائفي والدوران حول الخندق عينه او جعله ارتكازا في التعامل مع الاخر/العراقي وطوال فترتين رئاسيتين نجح الرئيس المالكي في تفتيت الشعب وتهديد وحدة البلاد وبات العراقي الشيعي يعيش تحت تهديد العراقي السني وبالعكس كما اصبح الشيعي يخشى تهديد الشيعي الاخر ومثله السني وهذا ما ادى الى بروز هويات ثانوية اطاحت بهوية الانتماء للوطن وأنست العراقي عراقيته فتوزع الشعب بين احزاب متصارعة وكل حزب بمالديهم فرحون !!! ومع هذا النجاح في التفتيت والتناحر يبدو الاخفاق في اعادة التشكيل واضحا جليا هو الاخر اقد اثار السيد المالكي مخاوف الشعب من الشعب والعراقي من العراقي والشيعي من الشيعي والسني من السني ولم ينجح ابدا في اظهار نفسه انه القادر على تبديد تلك المخاوف رغم تسويقه باعتباره –مختارالعصر-وهو لقب يستحضر التاريخ وينبش في مفرداته ويعزف على سيمفونية اخرى ليست بعيدة عن الديماغوجية التي يحاول الاخر المختلف طائفيا استغلالها ايضا فلم يعد ثمة اطمئنان الى شيعي ينقذ الشيعة والسنة معا ولاالى سني قادر على ذلك !!ونحن اليوم بازاء دولة انحلت الى مكوناتها البدائية ورئيس يفتقر الى اللياقة في الحكم واللياقة في الحديث والكياسة في التعامل مع ملفات شائكة ومعقدة
لاريب ان الخطاب المثير للخوف ليس جديدا على المتلقي العراقي الذي اعتاد سماعه مكررا مرة من تهديد –المد الاحمر- واخرى من تهديد-الشعوبيين- وتارة من تهديد الاقليميين –وخطرهم على الامن القومي والمتتبع لسنوات حكم الرئيس الرئيس المالكي وخطابات اثناءها يجده ببساطة مستلبا امام خطابات صدام حسين وموضوعها واسلوبها وان كان صدام يتفوق عليه بالكثير الكثيرمن الايجاب وليس السلب ولعل الاستقرار الامني اهم هذه المفارقات بين الرئيسين .