19 ديسمبر، 2024 1:03 ص

الفتوحات الأسلامية .. بين المعلن والمخفي

الفتوحات الأسلامية .. بين المعلن والمخفي

دماء السيوف وأسنة الرماح لا تنشر الأديان ، لأن الدين أيمان ، والأيمان غير قابل للنشر .. كاتب المقال
ليس من نبي أو رسول أو دين أو عقيدة تأمر أتباعها بالغزو من أجل نشر دين محدد أو عقيدة بذاتها ، ألا الأسلام ، الذي يرفع هذا الشعار ، ولكن المطلع العقلاني يرى أن كل الفتوحات الأسلامية كان ظاهرها المؤطر هو نشر الدين ، ولكن الغرض الأساسي منها هو التوسع وأستعباد الشعوب والغنائم والنهب والسبايا ، وهذا ما سأناقشه في هذا البحث المختصر. الموضوع : 1 . يمكن أعتبار غزوة حنين – عام 8 هجرية ، وبرأي الشخصي ، أنها من أهم بواكير الفتوحات الأسلامية ، وذلك لأنها : أولا – كانت في عهد رسول الأسلام ، وهي التي قال عنها أبن القيم ” الفتح الأعظم الذي أعزَّ الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين ، واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين ، من أيدي الكفار والمشركين . وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء . / نقل من موقع قصة الأسلام ” ، ثانيا – في هذه الغزوة / غزوة حنين ، وضع تكييف قرآني لمعاشرة السبايا ، بنص قرآني محدد وصريح ، حيث ( أسَر المسلمون عدداً من نساء المشركين ، لكنَّهم حاروا في مسألة معاشرتهن ، هل هي جائزة أم محرمة ؟ وكان هذا سبباً لنزول آية ” والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم”. ما كان ” ملك اليمين ” يشمل الجواري أو السراري سواء كن من غنائم الحرب أو قد تم بيعهن خارجها . ومع أن الإسلام كافح هذه الأنظمة بتشجيعه على عتق العبيد ، لم يُحرّم ” ملك اليمين ” الذي صار يُطلق غالباً على النساء المخطوفات في الحروب . / نقل من موقع المرسال ) .
2 . وبالنسبة للنص القرآني ، المشار أليه في أعلاه ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24) سورة النساء ) ، لا بد لنا أن نقدم له تفسيرا وفق المصادر الأسلامية المعتمدة / من آجل التوضيح ، فقد جاء في الطبري ، ما يلي أنقله بأختصار ( القول في تأويل قوله تعالى” : والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ” يعني بذلك جل ثناؤه : حرمت عليكم المحصنات من النساء , إلا ما ملكت أيمانكم . واختلف أهل التأويل في المحصنات التي عناهن الله في هذه الآية , فقال بعضهم : هن ذوات الأزواج غير المسبيات منهن . وملك اليمين : السبايا اللواتي فرق بينهن وبين أزواجهن السباء , فحللن لمن صرن له بملك اليمين من غير طلاق كان من زوجها الحربي لها . ذكر من قال ذلك : 7124 – حدثنا محمد بن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا إسرائيل , عن أبي حصين , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس , قال : كل ذات زوج إتيانها زنا , إلا ما سبيت . / نقل من الموقع التالي quran.ksu.edu.sa ) .
3 . وكان للرسول السبق في موضوع السبي ، أي الرسول هو القدوة ، حيث أنه سبى صفية بنت حيي ومن ثم تزوجها في دراما دموية ، أنقل ملخصها من موقع / نور العقل ( صفية هي أسيرة يهودية من سبايا خيبر أغتنمها محمد في العام السادس من الهجرة ؛ قتل محمد زوجها كنانة بن الربيع صاحب حصن خيبر ؛ وقتل أباها حيّ ابن احطب ؛ وقتل أخاها ، أتي النبي بكنانة بن الربيع زوج صفية بنت حيّ وكان عنده كنز بني النضير فسأله عنه فجحد ( أنكر ) أن يعرف مكانه فأتى النبي برجل من يهود فقال الرجل رأيت كنانة يطوف بهذه الخربة كل يوم فقال النبي لكنانة زوج صفية ارأيت أن وجدناه عندك أأقتلك ؟ قال نعم فأمر النبي بالخربة فحفرت فأخرج منها بعض كنزهم ؛ ثم سأله عن الباقي فأبي أن يدله فأمر النبي الزبير بن العوام وقال عذبه حتى يقر فكان الزبير يقدح بزنده في صدره حتى قارب الموت ثم دفعه النبي إلى محمد بن مسلمة ليضرب عنقه فضربها وكان أخو مسلمة قتل في هذه الحرب ../ عن سيرة أبن هشام – باب ذكر المسير إلى خيبر ) .
4 . وحتى تأخذ الغنائم سياقها في التوزيع ، وضعت نصوص حول هذا الموضوع ، وحصة الأسد هي لرسول الأسلام ، منها : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.. 41 / سورة الانفال ) ، وأيضا هناك أحاديث بهذا الصدد ، منها : فقد جاء عن ” ابن عباس ” بخصوص توزيع الغنائم التالي : كان رسول الله إذا بعث سرية فغنموا ، خمَّس الغنيمةَ فضرب ذلك في خمسةٍ ثم قرأ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وللرسول .
5 . أما ما فعله المسلمون في البلدان التي تم فتحها فكان كله : قتل وأغتصاب وتعذيب وسبي .. ، وهذا الموضوع مسهب ، ولكني سأسرد أبشعه وأفضعه ، وهو دخول المسلمين للهند ، وقد أخترت مقالا مترجما من قبل موقع / مصطفى الفارس ، وكان بعنوان ” الغزو الاسلامي للهند : أعظم ابادة جماعية في التاريخ ” ، تمت الترجمة من المقال الاصلي الموسوم بالعنوان التالي: Islamic Invasion Of India: The Greatest Genocide In History من اللغة الانكليزية .. وبين الموقع مفاصل كثيرة ، وقد أخترت بعضا منها ، وأنقلها بأختصار : ( المؤرخين والعلماء المسلمين كانوا قد أرّخوا وسجلوا بكل فخر واعتزاز عمليات ذبح الهندوس ، و التحويل القسري للدين الاسلامي ، و خطف النساء و الاطفال الهندوس لاستعبادهم ، و تدمير المعابد الذي جرى على يد مقاتلي الاسلام للفترة من 800 م الى 1700 م . ملايين الهندوس تم تحويلهم للاسلام بوساطة السيف خلال هذه المدة .. ) ، وبهذا الموضوع قد كتب ” ألان دانيلو ” في كتابه الموسوم ” تاريخ الهند ” ، ما يلي ” منذ ان بدأ المسلمين بالوصول للهند ، حوالي سنة 632 م ، اصبح تاريخ الهند طويلا بسلسلة رتيبة من جرائم القتل و المذابح و التخريب و التدمير . و كل هذا كالعادة كان بأسم ( الحرب المقدسة ) النابعة بايمانهم بألاهم الوحيد . هؤلاء البرابرة حطموا حضارة ، ومسحوا أعراقا بكاملها عن بكرة ابيها ” ، وكتب أيضا ” ويل دورانت ” في كتابه الصادر في عام 1935 الموسوم بعنوان قصة حضارة – تراثنا الشرقي ص 459): الغزو المحمدي للهند كان على الارجح القصة الاكثر دموية في التاريخ . سجل المؤرخين و رجال الدين الاسلاميين بفخر و فرح شديد المذابح التي ارتكبوها ضد الهندوس ، التحويل القسري للدين الاسلامي ، اختطاف النساء و الاطفال الهندوس والمتاجرة بهم في اسواق العبيد و التدمير الشامل للمعابد الذي جرى على يد المحاربين المسلمين خلال الفترة الممتدة من عام 800 م الى عام 1700 م . ملايين الهندوس قد تم تحويلهم الى الديانة الاسلامية بواسطة السيف خلال تلك الفترة ) . أما المؤرخ الأسلامي فرشته – أسمه الكامل هو محمد قاسم هندو شاه ، ولد في عام 1560 و توفي في 1620 مؤلف تاريخ فرشته (Tarikh-i Firishta) ، فقد بين في كتابه حول غزو المسلمين للهند ( كان اول من اعطى فكرة عن حمام دم القرون الوسطى و هو الهند في عهد الحكم الاسلامي ، عندما اعلن ان 400 مليون هندوسي تمت اذابتهم خلال الغزو الاسلامي للهند .. ) . القراءة : أولا – قدمت في أعلاه بعضا من الأضاءات للفتوحات الأسلامية ، منها نصوصا حول أباحة سبي النساء ، وطريقة توزيع الغنائم .. ومن ثم ما فعله المسلمون بالبلدان التي يتم فتحها من قبلهم ! ، وقدمت الهند كنموذج .
ثانيا – من الغريب / في المعتقد الأسلامي ، أن الذات الألهيىة يشرعن بنص قرآني عملية وطأ السبايا ! ، وحتى المتزوجات منهن ! ، ويعتبر وطأ السبية ليست بزنا ! ، ولم يتفق المفسرين على رأي بذلك ! ، فهل ( هن ذوات الأزواج غير المسبيات منهن . وملك اليمين : السبايا اللواتي فرق بينهن وبين أزواجهن السباء .. ) ، ولكن المهم تحليل الله وطأ المسبيات بالنسبة للمنتصر . والتساؤل هنا هل الله محلل لما يقوم به المسلمون من محرمات وذنوب بحق المظلومين والمهزومين ! . ثالثا – الرسول دشن عهد السبي ، وذلك بسبيه صفية بنت حيي ، وذلك بعد تصفية أهلها / زوجها وأبيها وأخيها ، والرسول نفسه قد سلبها من أصحابه ، أي أن الرسول سبى سبية كانت مسبية أصلا ، ( جاء الصحابي الجليل دحية بن خليفه المالي الى رسول الله وقال له اعطيني جاريه من السبي فقال له رسول الله اذهب فهد جارية فذهب دحية وأخذ صفية بنت حيي إلا أن أهل الرأي والمشورة من الصحابة قالوا يا رسول الله انها سيدة قريظة والنضير ما تصلح إلا لك ولكن رسول الله اشتراها من دحية نقل بأختصار من الموقع التالي / www.storiesrealistic.com ) . والرسول سباها لجمالها ! .
رابعا – بالنسبىة لتوزيع الغنائم ، هل من المنطق أن الله يشارك ويحدد نسب وحصص ما ينهبه المسلمون أثناء فتح البلدان ! ، وأن يمنح الله رسول الأسلام خمس الغنائم ! ، ولم النص القرآني يحشر الذات الألهية في هكذا أشكال ! . خامسا – هل الدين ينشر بالسيف وبالترهيب ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، لم دعيت هذه الغزوات بالفتوحات الأسلامية ! ، وهل الله يدعوا للقتل من آجل نشر الدين ! ، وهل الدين الأسلامي فرض على العالم أجمع ، وما هو أذن مغزى آية ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي/ سورة البقرة:256 ) ، وقد جاء في تفسيرها وفق موقع / أسلام ويب التالي ( وروي عن ابن عباس أيضاً ، أنها نزلت في رجل من الأنصار ، كان له ابنان نصرانيان ، وكان هو رجلاً مسلماً ، فقال للنبي : ألا أستكرههما ، فإنهما قد أبيا إلا النصرانية ؟ فأنزل الله فيه ذلك – رواه الطبري.) ، ولكن شيوخ الأسلام ، كالعادة ليس لديهم ثوابت تتبع لا بالنصوص القرآنية ولا حتى بأحاديث رسولهم ! أنهم يتبعون ويبررون ما يقوله السلاطين والأمراء ! . خاتمة : رجال وشيوخ الأسلام يعطون صورة وردية للفتوحات الأسلامية ! ، وذلك لأنهم يدلسون التأريخ ويقلبون كل الحقائق والوقائع ! ، الفتوحات تدمر المجتمعات ، لأنها النقيض للسلم والأمن ، الفتوحات تعوق التحضر الأنساني ، والمحتل لا يقدم وردا ، لأنه غزا لكي يقتل ويسبي وينهب ، والسؤال الأهم بأي قانون تغزون البلدان ! ، وبأي حق تنشرون معتقدا أنتم أمنتم به دون الأخرين ! ، أما تأريخ الفتوحات الأسلامية فيكتبه وعاظ السلاطين ، الذين يحللون حراما ويحرمون حلالا ، والحقائق التأريخية لا يسطرها المنتصر ، بل تكتبها الأقلام الحرة ! .