18 ديسمبر، 2024 9:47 م

اللغة التي تضر طهران کثيرا

اللغة التي تضر طهران کثيرا

منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على أعقاب مصادرته للثورة الايرانية وسرقته من أصحابها الحقيقيين، دأب هذا النظام وفي الاوقات الصعبة والمحرجة التي کان يواجه فيها ضغوطا قوية ليس بمقدوره الوقوف بوجهها، على إطلاق تهديداته وبصور وطرق مختلفة وإظهار نفسه وکأنه مستعد لإحراق وفناء نفسه ولا أن يستسلم أو يخضع للضغوط والتهديدات التي تواجهه، مع ملاحظة إن هذا النظام وفي الوقت الذي يطلق فيه تصريحات نارية غير مسبوقة بشأن إستعداده لأية خيارات وأوضاع فإنه يحرص أيضا ومن خلال مجموعة أخرى من قادته ومسٶوليه الى إطلاق تصريحات توحي بإستعداد النظام للمساومة والاتفاق والمفاوضة على الشروط المطلوبة منه
منذ أن صار واضحا فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الامريکية، فإن قادة النظام الايراني يواظبون على إطلاق تصريحات نارية يلمحون من خلالها عن إستعدادهم لأسوأ الاحتمالات وإنهم يصرون على أن تعود الولايات المتحدة الامريکية للإتفاق النووي الذي تم إبرامه في صيف عام 2015، وإن النظام الايراني غير مستعد للجلوس على طاولة التفاوض مجددا من أجل إبرام إتفاق جديد، لکن وفي نفس الوقت فإن النظام الايراني يحرص أيضا على إطلاق تصريحات أخرى توحي بإستعداد طهران للتفاوض مجددا بشرط ضمان حقوق النظام.
الکذب والخداع والتمويه وإستخدام کل طرق وأساليب القفز على الحقائق والالتفاف عليها من جانب النظام الايراني، کان ولايزال من أهم سمات ومميزات هذا النظام عند لجوئه للمحادثات والتفاوض مع المجتمع الدولي خصوصا من حيث إطلاقه للتهديدات والتصريحات النارية بشأن إصراره على الالتزام بمواقفه وبخلافه فإن على المجتمع الدولي تحمل نتائج ذلك، ولکن وبفضل الدور الهام الذي لعبته منظمة مجاهدي خلق في کشف وفضح هذا النظام ودعوة وحث المجتمع الدولي الى الانتباه الى إن تهديداته تدل على ضعفه وليس قوته وإنه يسعى من خلال هذه التهديدات الى إبعاد الاخطار المحدقة به، بل وإن المنظمة قد دعت المجتمع الدولي الى أن تتبع اسلوب الحزم والصرامة مع هذا النظام لأنها اللغة الوحيدة التي يفمهما، ويبدو واضحا بأن التصريحات التي أعرب عنها الرئيس الامريکي وکذلك وزير الخارجية الالماني بشأن مستقبل الاتفاق النووي مع النظام الايراني بعد إنتهاء ولاية ترامب قد أکدت بأن هذه التصريحات لاتمثل لها شيئا وإن على النظام الايراني الامتثال لما هو مطلوب منه دوليا وليس لما يريده ويرغب بتحقيقه.
لعبة عرض العضلات الخاوية والمتهالکة للنظام الايراني من أجل تحقيق أهداف وغايات وأمور مختلفة، صارت لعبة مثيرة للضحك بل وحتى الاشمئزاز بعد أن صار واضحا للعالم کله إن النظام يعيش في ظل ظروف وأوضاع حرجة جدا من أهم معالمها رفض الشعب الايراني له من خلال الاحتجاجات الشعبية المتواصلة وخصوصا بعد إنتفاضة 15 نوفمبر2019، بحيث صار العالم کله يدري هذه الحقيقة الى جانب مشاکل وأزمات خانقة أخرى تکاد أن تخنق النظام، وفي ظل هکذا أوضاع فإن لغة التهديدات من جانب النظام الايراني لايمکن أن تنفع بل وإنها وعلى العکس من ذلك تضره کثيرا.