بشكلٍ متناثر ومنذ نحو اسبوعين , انتشرت مجموعةٌ نوعيةٌ من الأخبار المتفرّقة ذات العلاقة بأستعداداتٍ واستحضاراتٍ عسكرية امريكية للتهيّؤ لتوجيه ضربةٍ صاروخية – جوية مفترضة على اهدافٍ محددة داخل ايران , ولكنّ من يجمع تلكم الأخبار في صفٍ او طابورٍ واحد وبشكلٍ متسلسل زمنياً وجيوبوليتيك , فسيظن ويصل بأنّ الضربة قادمة لا محال وسوف يفسّرها وكأنها خلال الأيام القليلة القادمة .!
ولعلّ نقطة البداية في ذلك تتأتّى من قاذفات B52 التي حطّت الرحال في قاعدة ” الظفرة ” الإماراتية لتفريغ حمولتها من القذائف الخارقة للتحصينات , والبعض الآخر من التي تحمل رؤوساً نووية وفق ما قيل .! , وعلى ذات الوتر الحسّاس فأنّ قاعدة الحرير الأمريكية في مدينة اربيل ” التي تبعد 115 كم عن الحدود الإيرانية ” قد جرى تجهيزها بمدرجٍ خاص وبأجهزة رصدٍ وتنصّت متطورة .
واستكمالاً لذلك , فمنذ اسبوع اعطت اذربيجان الضوء الأخضر لإسرائيل بإستخدام اجوائها ومطاراتها وبحريّة مطلقة , وتزامن ذلك مع تواصلٍ استخباراتي بين المخابرات التركية والإسرائيلية في هذا الشأن ! , وانتشر خبره في بعض السوشيال ميديا , مع تواصلٍ آخر لطائرات الإستطلاع الأمريكية والإسرائيلية وبنحوٍ يوميّ , مروراً من الأجواء اللبنانية والسورية والى مضيق هرمز , وكان في صدارة الأخبار تحرّك حاملة الطائرات الأمريكية ” نيميتز ” بأتجاه مياه الخليج , كما أنّ الوصول المفاجئ لقوة عسكرية بريطانية الى السعودية ” ومن دون موافقة مجلس العموم البريطاني ! ” لحماية الحقول النفطية , فليس بعبثٍ .!
والى ذلك فقيام السلطات الإسرائيلية بتحديد مدخل جوّي واحد لدخول الطائرات المدنية الى مطار بن غوريون , فلذلك دلالات ساخنة .! , وجليّاً بدا أنّ المصالحة بين قطر والسعودية وبهذه العجالة , والتي اقتصرت اولاً على فتح الأجواء السعودية أمام الطائرات المدنية والعسكرية القطرية ” التي كانت تستخدم الأجواء الإيرانية سابقاً ” , فذلك يقرّب من احتمالات الضربة الأمريكية اكثر من سواها .!
إذ استعرضنا في اعلاه اهمّ الأخبار ” وليس جميعها ” المتعلقة بأحتمالٍ يتزايد لتسديد ضربةٍ امريكية داخل العمق الإيراني , لكنّ ما يستوقف في ذلك من زاوية الإستقراء والإعلام وعدم الهضم بِيُسرٍ .! لمحصّلة تلك الأخبار , هو الفقرة المتعلّقة بحاملة الطائرات ” Nimitz – نيميتز ودخولها الى مياه الخليج العربي , فقبل نحوِ عام , ففي ذروة التوتّر الأمريكي الأيراني والإستفزازات البحريّة التي حصلت فوق امواج الخليج منذ نحو عام , اضطرّ او بات على الأمريكان سحب حاملة طائراتهم خارج مضيق هرمز والى مسافة 700 كم داخل بحر عُمان , كإجراءٍ وقائي ضد افتراضٍ محتمل بقيام الأيرانيين بالتعرّض للحاملة بوسائلٍ مضادة وغير محسوبة او متوقّعة , ولا شكّ أنّ الأمريكان يدركون أنّ رسوّ او مكوث ” نيميتز ” في المنطقة فقد يعرّضها لوسائلٍ ايرانيةٍ اشدّ تضاداً , قد لا تبتدئ من صواريخ بحر – بحر التي قد تفجرها اجهزة الحاملة الأمريكية , لكنّ احتمالات الإنقضاض بطائراتٍ انتحارية ” كما ال
Kamikaze – الكاميكاز او كاميكازي ” اي الطيارون الفدائيون اليابانيون الذين انقضّوا على الأسطول الأمريكي في ملحمة ” بيرل هاربر ” في الحرب العالمية الثانية , فذلك ما يوجب لتوقفاتٍ تستدعي مزيداً من التأمّل , ودون نفي احتمالات حدوث الضربة .!
وللحديثِ بقية وشجون …