بديهيات الأمور ومآلاتها تشير إلى أن السرقة مذهبنا والسارق قائدنا , ولا يمكن تفسير ما جرى ويجري بغير ذلك.
قد يقول قائل ما يقول , ولن يأتي بجديد , لأن العلاقات ما بين الدول ومنذ الأزل تحكمها شريعة الغاب , فلماذا تقول فلان يريد أن يفترسني , وتنسى بأنك تقدم نفسك له وليمة على موائد الغفلة والضلال والبهتان.
ولماذا تلوم فلان وعلان , وترمي الأسباب على مشجب هو وكان؟
وهل لديك إثبات بأن مذهبنا ليس السرقة وأن قادتنا ليسوا بسراق؟
أنهم يسرقون أموال البلاد والعباد ويضعونها في بنوك الآخرين الذين يستثمرونها , ويبنون بلدانهم بها , والسارقون يملكون أرقاما يمكن أن تمحى في أية لحظة , عندما تستوجب المصالح رميهم في نفايات المكان.
وتجد من أبناء البلاد مَن يطالب الذين ودّعت أموال السرقات في بنوكهم أن يفشوا الأسرار ويعيدوا الأموال للبلاد , وهي بأسماء سرّاقها أو ممثليهم , ووفقا لقوانين البنوك لا يحق لغيرهم التصرف بها , فلا يعنيهم من أين جاؤوا بها , المهم أنها ملايين مصمّدة وجاهزة للإستثمارات المريحة.
ويتناسى الكثيرون أن الكراسي يجب أن يكون فيها سارق مُصنّع ومبرمج لهذا الغرض , لتتحقق سرقة أموال الشعب بواسطته لا بواسطة السارق الحقيقي , الذي أوكل المهمة إلى ناقصي النفوس من أبناء ذلك البلد , فينهبونه ويفرغون خزائنه ويودعنها عند أسيادهم.
وهي لعبة سياسية إستحواذية قديمة , وفاعلة في واقعنا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى اليوم , ولهذا فأن ثروات بلداننا محرّمة على الشعب , ومصمّدة في بنوك الآخرين , والأمثلة على ذلك كثيرة , وجلية ومتكررة.
فلماذا نلوم الغير ونحن ندين بالسرقة ونهلل لقادتنا السرّاق , ونبارك النهب والسلب وعدم إحترام حقوق الإنسان؟!!
وهل يوجد عندنا قانون لصيانة الثروات الوطنية؟!!
وهل يجوز القول للسرّاق من أين لكم هذا؟!!