(ليس لديكم ماتخسروه غير الاغلال التي تقيدكم ) كارل ماركس
في مقالنا السابق حذرنا المنتفضين من استدراجهم الى فخاخ الالتفاف والدخول الى جسم الانتفاضة وتخريبها من الداخل وتكبيل قياداتها بالاغراءات المالية والوظيفية .. ونبهنا لأخذ الاحتياطات من غدر الافاعي وسمومها الممثلة بعصابة مقتدى الصدر الذي تعود على ايذاء شباب الثورة ومحاولة لدغهم ويبدو ان هذه هي طباعه التي شب عليها ونمت ايران به روح الغدر للعراقيين .
جاءت أحداث ذي قار لتؤكد أن الفئات العدوة للانتفاضة لا يكفيها الاستدراج بل ستلجأ (ولجأت ) الى العنف لاجهاض الثورة وحرفها عن هدفها ( نريد وطن ) لذا فان ماحدث في الناصرية يوم 11/27 ليس حدثا معزولا عما سبقه انه حدث مخطط له كانت شرارته جماعة الصدر( وبمباركة ايران واطراف كثيرة في الدولة العميقة ) لإثبات وجودهم في ساحة الحبوبي في الناصرية وكسر شوكة المعارضين لهم وتقييد ايدي الثوار وارهابهم قبل بدأ الانتخابات .
هل نحن أمام دورة جديدة للعنف ؟ نعم دورة جديدة روادها الفئات الدينية والمذهبية التي ستتضرر مصالحها فيما لو حققت الانتفاضة ولو جزء يسير أو مطلب يومي جماهيري .. لا يغيب عن الذهن ان العنف في العراق ظاهرة ملموسة وعلى كل المستويات فاحتكار السلطة وبوسائل غير مشروعة هو ايضا عنف .. الثأر العشائري والفصل العشائري هو عنف اجتماعي . الحرمان والبطالة والفقر هو مظهر من العنف الاقتصادي تمارسه الفئات المتنفذة ( وهو بالمناسبة عند البعض وفي تصورهم انه ليس عنفا ) فرض الأجندات الثقافية وتحت اي مسمى هو عنف … وتحت مختلف التسميات يجري العنف في العراق بأسم الاممية او باسم الاثنية او باسم القومية او باسم الدين او المذهب ، هذا اذا اضفنا الى ما تقدم العامل الخارجي ( ارتباط بعض او اغلب الأحزاب والحركات بالخارج والبعض يتفاخر بها ) هذا الارتباط يزيد من دورة العنف ويجعل من الدورة الجديدة فرصة للتدخل في الشأن الداخلي العراقي وفرض أجندات الاجنبي السوداء على العراق وشعبه ..
هل الانتفاضة وجماهيرها مهيأة لمجابهة العنف المفروض عليها الجواب كلا !كلا لسببين اولا اختلال موازين القوى بين الانتفاضة وجماهيرها وبين الدولة والدولة العميقة ومكوناتها من الاحزاب ومليشياتها وعلى قيادة الانتفاضة وجماهيرها ان تضع في حساباتها ذلك ولا تجرها الاحزاب الدينية الى معركة خاسرة معروفة نتائجها مسبقا وستكون مكاسب العنف للأحزاب الدينية وليس لجماهير الانتفاضة .. والسبب الثاني ان الانتفاضة حركة جماهيرية سلمية في ادواتها وممارساتها وأهدافها المشروعة العادلة بدءا من المطالب اليومية البسيطة للانسان وصولا الى المطلب السياسي السامي نريد وطن .. لكن هناك مسألة مهمة وماذا عن حق الدفاع عن النفس الجماهير ربما سترد على العنف بالعنف اذا بلغ بها اليأس الى درجة يصبح عندها الموت من اجل الوطن هو الحياة الحياة وليس لديها ما تخسره اذن يبقى هناك طريق واحد هو العنف والموت امام الجلاد وستكون ردة الفعل للاسد الجريح شديدة جدا ولايستطيع الظالم الوقوف بوجهها لانه اساسا هو مرتزق وليس عنده مباديء ولا أهداف سامية سوى عبادة الصنم مقتدى فالويل الويل
ان جماهير شعبنا قد ملت العنف الذي فرض عليها منذ عام 2003 وان اي دورة جديدة للعنف ستدفع الكثير من جماهير الشعب الى ادانة القمع وهذا مايحصل الان بانتقاد شديد الى مقتدى الصدر بين صفوف الشعب العراقي وبالاخص الشيعة منهم .
هل الحكومة الحالية قادرة على منع دورة العنف الجديدة ؟ الجواب كلا فالحكومة الحالية لم تأت من كوكب آخر أنها نتاج الوضع السياسي الكارثي الذي يعيشه العراق والذي ولدته الاحزاب الدينية والطائفية والاثنية بعد حمل (غير شرعي من المحتل ) والتي لازالت تقتسم السلطة ( السلطة العميقة ) ان تلك المجموعة الشريرة اللقيطة (فهي شريرة لانها جلبت الشر للعراق وابنائه )، وان كانت متوافقة في العلن الا أنها متنافرة في الكواليس وستقاتل بكل ادواتها القذرة وغير المشروعة للسيطرة على الشارع بغرض الفوز بما تتمكن عليه في الانتخابات المقبلة وهي ان وجدت فرصتها ضعيفة بالفوز بالكعكة فإنها ستلجأ الى تخريب العملية الانتخابية وتعطيلها بالكامل والعنف سيكون هو الأداة الجاهزة للاستخدام .
ان دورة العنف لها الكثيرمن الاسباب لان تعود من جديد
لقد اوضح القران شرعية حالة الثوار بسم الله الرحمن الرحيم (اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ) صدق الله العظيم