قوزي الشام طبق مصلاوي شهي يقدم حارا طازجا , وهو عبارة عن قالب من الرز والدجاج واللوز والكشمش والبطاطا والبيض وبعض التوابل التي تزيد من طيبة طعمه ومذاقه.
قوزي الشام من أطيب الأكلات التي كنا نتناولها في مطعم الكلية , وكان يجيد تحضيره متعهد النادي بخبرة ومهارة متميزة.
تذكرت قوزي الشام وإحترت كيف سيكون طعمه وإسمه , إذا تم عزل مكوناته وطبخها منفردة وتقديمها بطبق , وقد تواصل معي صديقي يتساءل عن مصير وطن يُراد له أن يكون بضعة نتف هنا وأخرى هناك , وفقا لإرادة مصالح إقليمية بالدرجة الأولى متوافقة مع مصالح الآخرين في الديار البعيدة.
فلا يمكن لقوة نائية أن تنجز شيئا بعيدا عن ديارها دون توافق مع القوى الإقليمية في تلك البقعة المستهدفة.
فالذي يُراد إجراءه هو تمرير المصالح الإقليمية وتأكيدها , وبسط إرادتها على المنطقة بالتعاون والإسناد من قبل القوى النائية , التي تعتمد عليها لتنفيذ الأجندات المتفق عليها لتأمين مصالح الطرفين المتعاونين للقضاء على الهدف.
فأي بلد لا يمكنه أن يُصاب بضرر من غير تفاعل قوى إقليمية مع أخرى عالمية تشترك معها بذات المصالح والأهداف ولو إلى حين , فالضحية تأكلها أفواه عدة , ولا توجد ضحية مأكولة بفم واحد.
وهذا هو قانون الغاب الفاعل في التفاعلات الدولية , فمثلما تتعاون على أكل الفريسة الأسود والضباع والذئاب والكلاب والطيور الجارحة وغيرها , كذلك الحال في واقع إفتراس البلدان والشعوب.
فلا تقل هو وهي , بل قل هم , وما أدراك ما هم , وما أكثرهم!!
وهذا حال أي بلد يستلطف أهله مصير الضحية , ويُمتَهَنون بما يسمى مذهب ودين!!