لم تتوقف المخططات المشبوهة والخبيثة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي يبذلها على قدم وساق من أجل ليس ضمان نفوذه وهيمنته على العراق فقط بل من أجل إستنساخ نظام ولاية الفقيه الاستبدادي في بلاد وادي الرافدين أيضا، وإن سبب عدم توقف تنفيذ هذه المخططات يعود الى حقيقة إن الايراني لو توقف عن ذلك فإنه فيه خطر کبير عليه حيث إن تعرض دوره ونفوذه في العراق سيرتد عليه سلبا إذ يعلم جيدا بأن الشعب الايراني يرفض بشدة نظام ولاية الفقيه ويناضل من أجل إسقاطه في حين إن هذا النظام من خلال ترسيخ دور ونفوذه وجعل العراق ظهير له من أجل ضمان إستمراره وبقائه وإستمداد العزم والقوة من وراء ذلك من أجل قمع الشعب الايراني.
المخططات المشبوهة والخبيثة التي دأب النظام الايراني على تنفيذها في العراق کانت دائما عن طريق عملائه وأذرعه أي عن طريق الميليشيات والاحزاب التابعة له قلبا وقالبا، وإن الذي يلفت النظر إن هناك تسابق وحتى نموعا من المزايدة بين هذه الاذرع من حيث إظهارها لعمالتها المفرطة للنظام الايراني وإن کتائب حزب الله لها دور مشهود بهذا الصدد وبسبب من علمها بأن الشباب العراقي بشکل خاص يشکلون أکبر خطر وتهديد بوجه الدور والنفوذ السرطاني المشبوه لنظام ولاية الفقيه في العراق فإنها قد وضعت على رأس أولوياتها قضية استقطاب الشباب والتغلغل في المجتمع العراقي.
هذه الکتائب المعادية للعراق والشعب العراقي لم تتوقف عند حد تأسيس جمعية كشافة الإمام الحسين، التي تقوم بنشاطات اجتماعية تهدف عبرها إلى تجنيد موالين مستقبليين أوفياء، بل عمدت إلى تجنيد شباب يافعين للتجسس على القوات الأميركية وتحركاتها، فضلا عن محاولة إسكات أي صوت ينتقد إيران والميليشيات الموالية لها عبر الترهيب والوعيد. ولعل خلايا ظل التي روجت لها قناة “صابرين نيوز” على التليغرام التابعة لهذه الكتائب العميلة، تکشف عن دليل واضح أشد الوضوح على تلك الأهداف. فقد دعت صراحة العراقيين للانضمام إلى خلايا الظل التابعة لحزب الله برسالة بثت في 21 أغسطس ثم أزيلت بعد فترة، وجاء فيها “كن مقاوما من حيث أنت، وانضم إلى خلايا الظل لإرسال صور ومقاطع مصورة أو معلومات عن أي تحركات للعدو الأميركي”. وهذه المساعي التي يسعى النظام الايراني من خلال عملائه الى تکثيفها ومضاعفتها ولاسيما خلال هذه الفترة التي من أکثر الفترات خطورة عليه ولاسيما وهو يواجه مشاعر رفض وکراهية شعبية غير مسبوقة وإزدياد الاصرار أکثر من أي وقت آخر على إسقاطه ووصول الامر الى حد إن منظمات دولية في مجال حقوق الانسان قد نجحت في طرح مذبحة نوفمبر2019، التي إرتکبها النظام الايراني وقام بقتل 1500 مواطنا إيرانيا أمام محکمة في لاهاي حيث سيتم النظر فيها في شهر فبراير القادم وهو يعلم بأن هکذا أمر من شأنه أن يفتح عليه الکثير من الابواب ويصعب من موقفه ووضعه ولاسيما وإن المقاومة الايرانية تقف له بالمرصاد في داخل وخارج إيران وصارت تفرض دورها وحضورها أکثر من أي وقت آخر، فإن النظام الايراني يريد أن يطمئن نفسه بهکذا مخططات سوف ينهض ذات يوم على إنتفاضة عراقية باسلة تکنس ليس هذه المخططات وإنما حتى عملائه أيضا وتلقي بهم في مزبلة التأريخ.