فضيحة بجلاجل کما يصف المصريون أية حادثة غير عادية تکشف عن مجريات أمور ومعطيات لما کان متناقضا ومتغايرا مع الواقع تماما، هو ماقد جرى مع نشر تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” التي نقلت عن أربعة مسؤولين بالمخابرات الأميركية تأكيدهم أن إسرائيل اغتالت القيادي في تنظيم “القاعدة” أبو محمد المصري، وذلك بطلب من واشنطن قبل ثلاثة أشهر في أحد شوارع العاصمة الإيرانية طهران. حيث إنه وکما قد دأب عليه القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من إنکار الحقائق أو الالتفاف عليها أو تحريفها وتزييفها وتزويرها، فليس من السهل أبدا أن يعترف القادة والمسٶولون في النظام الايراني بهکذا أمر من شأنه أن يفضحهم ويکشف حقيقتم البشعة.
الامر الملفت للنظر والذي لابد من الاشارة إليه هنا ونحن في صدد الحديث عن هکذا موضوع حساس وخطير، هو إن النظام الايراني الذي طالما زعم وإدعى بإنه ضحية للتطرف والارهاب وإنه يعمل من أجل مواجهتهما، فإن المقاومة الايرانية وقوتها الاساسية الرئيسية منظمة مجاهدي خلق أکدت وتٶکد على إن هذا النظام هو بٶرة التطرف والارهاب وإنه المصنع الرئيسي لذلك، وإن الحقيقة التي لابد من الاقرار بها هي إن تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، قد جاءت مطابقة تماما لما کانت المقاومة الايرانية تٶکد وتشدد عليه وليس لما تزعمه وتدعيه الاوساط التابعة للنظام الايراني.
بحسب المعلومات الواردة ووفقا لمسؤولي المخابرات الأميركيين الذين نقلت عنهم “نيويورك تايمز”، فقد قتل المصري مع ابنته مريم وهي أرملة حمزة بن لادن، نجل أسامة بن لادن. ونفذ الهجوم إسرائيليون بأمر من الولايات المتحدة، بحسب أربعة من المسؤولين، نقلت عنهم “نيويورك تايمز”. والامر أو بالاحرى الملاحظة المهمة التي يجب هنا الانتباه إليها وأخذها بنظر الاعتبار هي إن هذه العملية قد أثبتت کذب وزيف المزاعم التي کان النظام الايراني يدعيها بشأن محاربته المزعومة للتطرف والارهاب، إذ أکدت بأنه ليس من جزء أو جانب عرضي في القضية وإنما هو العصب الرئيسي فيها.
الحقيقة الساطعة التي لايمکن أبدا دحضها بالاکاذيب والخدع هي إن النظام الايراني متورط من قمة رأسه الى أخمص قدميه في الممارسات والاعمال والنشاطات الارهابية وإن ماقد جاء في تقرير صحيفة”نيويورك تايمز”قد أثبت وأکدت تلك الحقيقة وإن موقف النظام الايراني ليس لم يتمکن من دحض ونفي تلك التهم بل وحتى تأکيدها إذ أن النظام الايراني ومن خلال موقفه الرسمي الذي أعلنه على لسان المتحدث بإسم وزارة الخارجية الامريکية قد أثبت حقيقة تورطه بالقضية وليس خلاف ذلك!