قال سبحانه و تعالى “وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا” (النساء 140)، أي على المسلمين أن لا يجالسوا و يختلطوا مع من يكفر بآيات اللّـــه حتى يتحدثوا في أمور أخرى و إلاّ فإنهم مثلهم و نفس مصيرهم، و اللّـــه سبحانه و تعالى لم يأمر المسلمين بتكفير هؤلاء و مقاتلتهم و لا حتى سبهم و كما قال سبحانه و تعالى ” وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (الأنعام 108) لأن اللّــه سبحانه و تعالى يريد من المسلمين دعوة الناس للهداية و ليس إجبارهم على سلوك معين لأن ذلك ينافي الطبيعة البشرية لقوله سبحانه و تعالى “وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ” (الرعد 40). و عليه فإن خير رد على ما بدر من الرئيس الفرنسي و من بعض مواطنيه بالإساءة للرسول الأعظم (صلى اللّـــه عليه و آله و سلم) هو مقاطعة المنتجات و المصالح الفرنسية و ليس سب فرنسا و الرئيس الفرنسي، و أن اللّـــه سبحانه و تعالى سيكفي الرسول الأعظم (صلى اللّـــه عليه و آله و سلم) المستهزئين لقوله “و أعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين” فلقد جاء في الأثر عن أحد الصالحين بأن رسول اللّـــه (صلى اللّـــه عليه و آله و سلم) مرَّ فغمزه بعضهم، فجاء جبريل أحسبه قال: فغمزهم فوقع في أجسادهم كهيئة الطعنة حتى ماتوا.