الطرطور: التافه الضعيف الذي لا قيمة له.
الواقع الأليم الذي أصيب ببلاء الطراطير المعممة سببه فقدان قيمة العمامة وضوابطها , وتحوّل الدين إلى بضاعة تجارية رخيصة في أسواق التضليل والبهتان وتدمير الدين بالدين , فكلّ مَن يضع على رأسه عمامة صار هو الدين.
وماكنة التجهيل والأمية الدينية تدور رحاها في المجتمعات , لإلغاء العقل وتأمين التبعية والقبض على مصير المُغفلين المُجهلين بالدين , من الذين عليهم الخنوع لمن دينه هواه , وتنفيذ فتاوى أمّارات السوء الفاعلة فيه.
وهذه العاهة السلوكية الفادحة المخاطر يتحقق الإستثمار فيها من قبل القِوى الطامعة بإفتراس العروبة والدين , والقضاء على وجودنا الحضاري والثقافي ومحق الهوية , وإلغاء الذات وما يميزها ويشير إلى أمتنا بمعانيها الحضارية السامية.
ولهذا يتم الترويج للطراطير المعممة , ودعمهم بالقوة والسلطة والعتاد والسلاح , والمليشيات الممولة وفقا لمقاييس تحقيق المصالح وتأكيد الأهداف والأجندات.
فهم من أدوات تدمير الدين بالدين , والعدوان على جوهر الأمة , وتحقيق أهداف الطامعين بالقضاء على وجودنا الحضاري والإنساني , وتجدهم بعد أن غُسلت أدمغتهم وتبرمجت وفقا للمطلوب إثباته وتحقيقه , يتحركون بقوة فتاكة ضد ذاتهم وموضوعهم وما يمت بصلة إليهم , وما هم إلا أدوات ستُرمى في الذل والهوان بعد تأديتها للمهمات المناطة بها.
ولا بد من الوقوف بوجههم , بنشر الوعي والتبصر بالعربية والدين , وأن يلجأ الناس إلى القرآن ويتعلموا قراءته وفهمه , بعيدا عن هؤلاء الدجالين المضللين المنافقين الغشاشين المتمنطقين بدين لا يعرفونه , ويتكسبون بإسمه , فهم العار الأكبر والدمار الأعظم للدين.
ويتوجب على ذوي المسؤولية الدينية من الفقهاء الأصلاء ومجامع الدعوة والدين , التحرك بقوة وحسم لمواجهتهم , وتنزيه العمامة والدين من الرذائل والسيئات والشرور , التي يُراد لها أن تلحق بهما.
فهل من غيرة وهبّة عزومة وتوعية صادقة للحفاظ على جوهر الدين؟!!