” …قل هو من عند أنفسكم…”
أقلام لا تستحي من نفسها ولا تخجل مما تسطره , وأصحابها يتفاخرون بما ينشرونه من كتابات التبعية والذل والهوان , وتطغى عناوين : ماذا سيقدم لنا فلان , وكيف ستكون أوضاع المنطقة , وما هي خطته ونهجه , وغيرها من العناوين الإستلابية الوضيعة الخالية من روح الحياة , والمجردة من العزة والكرامة والإرادة والشعور ببعض حياء!!
مَن يقدم لمَن؟
كلّ قوة تقدّم لمصالحها وتؤكد منطلقاتها , ولا تقدم شيئا إلا لنفسها , ولا توجد قوة تقدم خيرا لقوة أخرى , بل ديدنها كيف تفترسنها , لكي تكون أقوى منها وتسخرها لغاياتها.
فالذي يدور في دوامة إنتظار الآخرين أن يقدموا له خيرا , فهو من المغفلين المنوّمين المدحورين , الذين يهجعون على وسادة الأوهام والأضاليل.
وتتعجب من سيل المقالات المنشورة , التي تعبّر عن هذا التهج الخذلاني الهواني المرير , الذي يُراد للأجيال أن تنسجر به , وتتحول إلى رماد.
فهل تساءل أصحابها ماذا علينا أن نقدم لأنفسنا؟
ما هي تطلعاتنا وأهدافنا؟
كيف نفعّل إرادتنا ونبني حاضرنا ومستقبلنا؟
كأنّ هذه أسئلة ممنوعة ومحرّمة , وتعتبر من الجرائم الكبرى والخطوط الحمراء!!
والمطلوب هو إتبع وإقبع وإخنع , وتعبّد في محراب الذين بوجودك يفترسون , وردد إنا لله وإنا إليه راجعون!!