بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية أعلنت امريكا وفي عهد الرئيس ( ايزنهاور ) تحديدا عن مبدأ ( اليد الناعمة والعصا الغليظة ) في تعاملها مع الدول الأخرى وبموجب هذا المبدأ تحول الرؤساء من الحزب الجمهوري جميعهم أو أغلبهم إلى عصا غليظة في التعامل مع الدول وحكامها وخاضوا الحروب بناء على ذلك منذ فيتنام ولاوس وكمبوديا حتى أفغانستان والعراق ومد الرؤساء من الحزب الديمقراطي اليد الناعمة لكنهم رسموا بها خطط الحروب وإصدار قوانينها وشرعنتها ووضعها على رفوف الرئاسة منتظرين وصول الجمهوريين ذوات العصا الغليظة لتنفيذها وهكذا حارب جونسون ونيكسون وبوش الاب وبوش الابن وآخر العصي الغليظة كان الجمهوري ( ترامب ) الذي مارس التهديد والسلب وممارسة القوة كعصا غليظة ثم انكفا ليتيح لبايدن يد امريكا الناعمة الجديدة ظاهريا إصلاح ما افسدته عصا ترامب من علاقات امريكا ووضع الخطط لحروب قادمة وإصدار قوانين خاصة بها وربما سيرخي قليلا الحبل الملتف حول رقبة إيران ليتيح لها بعض التنفس بحرية كما سيهادن الصين ويقبل بها شريكا صناعيا ويعيد أوربا العجوز إلى حضن العم سام بعد أن استطاع إخفاء العصا ولو إلى حين ويد امريكا الناعمة وعصاها الغليظة مهما اختلفا فإنهما يتفقان على امر واحد هو تأمين سلامة إسرائيل وخدمة مصالحها وبحماس متزايد وعليه سيواصل بايدن ما قام به ترامب من تطبيع وإضعاف لاعداء إسرائيل وتمييع القضية الفلسطينية وسيعمل جاهدا على تفكيك العراق وتحويله إلى ثلاثة أقاليم أو دول وتحييد إيران وقطع امتداداتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وتحجيم السعودية والاتفاق مع روسيا على تقاسم مناطق النفوذ في الشرق إلاوسط بما يناسب حجم كل منهما وسيكافا دول الموادعة مع إسرائيل مثل مصر والأردن وغيرهما برعاية ومغانم وحماية أمريكية وفي المقابل سيسعى جاهدا لتفتيت سوريا المحاددة لإسرائيل وصولا إلى دفعها إلى تطبيع قادم وترسيم حدود حتى لو تطلب ذلك الاستغناء عن خدمات بشار الأسد وقد يحي برنامج إسكان الفلسطينيين في صحراء الانبار الغربية تمهيدا لتوقيع شهادة وفاة للقضية الفلسطينية وعلى رأي مذيعو نشرات الأخبار الجوية بعد ارعاب المشاهد بالمطر والبرد وتساقط الثلوج وقطع الطرقات فيختمون ونختم بقولهم .. والله أعلم.