تعتبر مشکلة مشاعر الکراهية ومعاداة النظام الايراني من جانب الشعب الايراني هي أکبر وأخطر مشکلة تواجه هذا النظام، وهي مشکلة ترافقه منذ البداية لکنها توسعت وتعمقت خلال العقدين الاخيرين بحيث وصلت الى درجة لم يعد بوسع النظام وضع حد لها أو حتى التأثير عليها بحيث يتم التقليل من تزايد وتيرتها وسعتها المقلقة له. هذه المشاعر ليست وليدة الصدفة أو عوارض وقتية أو موسمية ويمکن أن تتغير وتتتلاشى بل إنها مشاعر متأصلة وهي وليدة تجارب ومعاناة مرة مستمرة للعقود الاربعة المنصرمة من حکم هذا النظام، والذي يبدو ظاهرا بعد هذه العقود الاربعة إن هناك إجماعا عاما لدى الشعب الايراني من حيث رفضه القاطع للنظام وسعيه ليس من أجل مواجهته فحسب وإنما حتى من أجل إسقاطه.
الاوضاع الحالية السائدة في إيران، والتي تتجه من سئ الى الأسوأ وتزداد تفاقما ومن الواضح والمعروف إنها نتيجة وخلاصة مٶکدة للفشل التراکمي لحکم النظام الايراني، حيث لم يعد بوسع النظام الدفاع عن سياساته وتبرير فشله وحالة التخبط التي يعاني منها ويواجهها وإنما يلجأ وبشکل خاص دي الوقت الحاضر الى الممارسات القمعية بمختلف الصور والانماط من أجل مواجهة مشاعر الرفض والکراهية لها ولکن الذي يبدو مسلما به إن النظام کلما تمادى في ممارساته القمعية کلما إزدادت وإتسعت دائرة الرفض والکراهية ضده وترسخت أکثر فأکثر.
النظام الذي کان يحاول جاهدا التقليل والحد من دور وتأثير المقاومة الايرانية وذراعها القويـ منظمة مجاهدي خلق من حيث التأثير على الاوضاع في داخل إيران والحد من علاقته القوية جدا بالشعب الايراني، لکنه اليوم يواجه حالة لم يکن يتصور من إنه سيواجهها يوما، إذ أن ماکانت تدعو وتحث عليه وتطالب به المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، صار الشعب برمته ينادي ويطالب بذلك، وهو مايعني بالضرورة من إنها هذه المعارضة الفعالة نجحت في أن توصل الشعب الى القناعة الکاملة بما دعت وتدعو إليه بخصوص هذا النظام وحتى إن إنتفاضتا 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، قد جسدتا هذه العقيقة بکل جلء وبشکل خاص ومميز الانتفاضة الاخيرة التي جعلت النظام يدرك ويعي بأنه لو لا يتدراك الامر فإنه سيواجه الانهيار، ولکن، لايبدو إن النظام وتمکنه من القمع الوقتي لتلك الانتفاضة قد ضمن الامان لنفسه لأن أساس وجذر المشکلة وهي بقائه وإستمراره باق، والاهم من ذلك إن الشعب الايراني لايزال مٶمنا بأن طريق مواجهة النظام والتصدي له وإسقاطه هو الخيار الاهم الذي لامناص منه أبدا، ومن هنا فإن کل المٶشرات تدل على إن الايام القادمة لن تکون آمنة للنظام.