خلق الله البشر بعد فترة طويلة جدا من خلق الكون وهم بما سيتمخض عنهم من أجيال لحين فنائهم ليس الا سوى لحظة كونية عابرة سبقتها وسيلحقها العديد من المخلوقات التي هي اذكى واكثر تعقيدا من البشر في هذا الكون وفي ما لا يعد ولا يحصى من الاكوان التي تختلف بجوهرها وشكلها وعناصرها و صفاتها عن كوننا المرأى (ويخلق ما لا تعلمون – النحل – ٨).
الذي يهمنا هنا هو ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان حراً باختياره وبعث بعض الرسل والانبياء لهدايته حتى لا يظلم غيره ولا يعتدي و يعمل الخير ويبتعد عن الشر بكافة انواعه ولكنه لم يجبره على ذلك (انما انت مذكر لست عليهم بمصيطر) (ولو شاء ربكم لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).
ولكن للأسف الشديد فأن الناس وبالذات الذين لبسوا عباءة الدين وتجلببوا بجلبابه ادخلوا في الدين ما ليس فيه وحذفوا منه ما لا يتماشى مع عقولهم المريضة فتداخلت المعتقدات القبلية والاجتماعية وصارت على مر السنين وكأنها جزء من الدين والتعدي عليها صار كأنه كفرا في الدين وفي الواقع هو ليس من صلب الدين. وعندما تعددت الأديان والمذاهب صار كل فريق يطرح نفسه بانه هو الاجدر بأن يكون شعب الله المختار واحبابه الذين اعد لهم الجنة وغيرهم يكبون على وجوههم في النار. بل صار الدين يوظف لأغراض المال والسياسة والسلطة والحكم واللصوصية والحروب. وخير مثال حرب خميني الفرس وما تلاه ضد العراق وأهله وكيف ان هذا الذي تجلبب برداء الدين قتل مئات الالاف من المسلمين باسم الدين أي المسلم يقتل المسلم باسم الدين الإسلامي! اليس ذلك من العار والغطرسة والجهل وإساءة استخدام الدين ايما إساءة؟! ناهيك عن داعش والقاعدة وغيرها من الإرهاب الذي تسمى باسم الدين.
اما في العراق فقد اثبتت الأحزاب التي جاءت باسم الدين بانها أسوأ من الشيطان الرجيم وبلصوصيتها وعمالتها للفرس ولأمريكا والصهيونية فهي أسوأ من اساء لرسول الإسلام محمد لأنها اساءت اليه بأفعالها المشينة وظلمها للعباد وسرقاتها وعمالتها وخيانتها. هؤلاء ارتدوا عمامة رسول الله وبافعالهم اساؤوا اليه وشوهوا صورته اكثر مما شوهها الصهيوني المريض نفسيا ما كرون. انهم يرتدون عمامة رسول الله ورسول الله منهم براء لانهم ظلموا عباده وسرقوا قوتهم وتسلطوا عليهم وكما قيل فيهم (باسم الدين باگونا الحرامية). يلبسون عمامة سوداء ويجمعون حولهم اتباع ساقطين ومجرمين يبعثونهم لقتل الناس واغتيالهم في الشوارع ولافرق بينهم وبين الذي يذبح من افراد داعش باسم الله!
واليوم يتسابقون بكتاباتهم او يطلون من جحورهم جحور الجرذان لكي يتشدقون على البسطاء من الناس بانهم حماة الرسول وانهم سوف يلقنون ماكرون درسا لن ينساه وهم يعلمون بانهم يسوفون ويكذبون لانهم اشر وارذل واقذر من اساء للرسول ودينه فهم يهددون حصون دين رسول الله من داخلها وهذا هو التهديد الأشد والاخطر من مجرد حجر رماه المدعو ما كرون فارتد عليه! رسول الله ذلك النبي العربي الأصيل بعروبته ونكرر (عروبته مئات المرات) وعظمته التي كرمه بها الله هو كالجبل الشامخ الذي رأسه في السماء ورجليه في الأرض لا يضره مسيء منحط مهما فعل. وهو غير محتاج الى دفاع اللصوص والحرامية والانذال والظالمين والكاذبين وأصحاب العمائم المزورة. ذلك الرسول الذي كان يمر في دربه فيلقي عليه يهودي الازبال من اعلى بيته ليذهب الى فاطمة فتنظفها له ولكن عندما انقطع ذلك اليهودي عن فعلته سأل رسول الله عن سبب الانقطاع فقيل له ان اليهودي قد مرض فذهب ليعوده في مرضه! عند ذلك ندم اليهودي اشد الندم على ما كان يفعله واعلن اسلامه قبل وفاته! ذلك الرسول الذي جده عبد المطلب طلب من اهل مكة ان يفروا بأنفسهم مقابل جيش ابرهة وقال ان للبيت ربا يحميه وكذلك كان والذي كان جده يهشم الثريد واللحم لمئات والالاف من الحجيج بغض النظر من يكونوا هو اسمى من ان ينال مه صعلوك مثل ماكرون او غيره. ولكن ينال منه الذين يلبسون عمامته ويظلمون اهله وقومه واحبابه واتباع دينه. هؤلاء هم الذين يسيئون لرسول الله ايما إساءة فهم لصوص باسم دينه ومجرمون باسم دينه ويريقون الدماء باسم دينه ويقتلون الانفس البريئة باسم دينه ويخونون اوطانهم باسم دينه ويرتضون ان يكونوا مرتزقة يقاتلون اهل وطنهم باسم دينه ويجمعون الأموال من الفقراء باسم الخمس والزكاة ليتنعموا بها باسم دينه ويتسلطون علي رقاب الناس باسم دينه وحدث ولاحرج باسم الدين دعاة وملالي ولكنهم مجرمون ….. هؤلاء هم المسيؤون لرسول الله حقا فتبا لهم وتبا لماكرون معهم …