لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية العديد من السمات والمميزات الخاصة به ولعل من أهمها ممارسته لعمليات الکذب والخداع والتمويه والتحريف والتشويه في نقل المعلومات المرتبطة بحقائق تٶثر عليه سلبا، وهو قد مارس ولايزال في تعامله مع کل مايتعلق بوباء کورونا وتفشيه وإنتشاره في البلاد، الکذب والخداع والتمويه والتزييف بمختلف الطرق، ولاسيما بعد أن باتت الاوساط الاعلامية والسياسية المطلعة تنقل تقارير مرعبة عن حجم الاصابات في إيران بهذا الوباء في ضوء عجز أکثر من واضح للسلطات الايرانية في مواجهته والحد منه، وإن الارقام التي باتت تعلنها وزارة الصحة الايرانية عن عدد الاصابات لم تعد تقنع أحدا والجميع يعملون بأن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بکثير خصوصا يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار إن الکثير من الاوساط الخبرية والسياسية وقبل ذلك الشعب الايراني صاروا يأخذون الارقام التي تعلنها مجاهدي خلق يوميا عن عدد الاصابات لأنها الاقرب من الواقع وتحمل درجة أکبر من المصداقية والثقة الاعتبارية.
وباء کورونا الذي يحصد بأرواح أبناء الشعب الايراني بلا رحمة ولايتحرك النظام تحرکا جديا ملموسا لمواجهته بل والانکى والاسوأ من ذلك إن هناك حديث عن مافيات للنظام بدأت تظهر تستغل أجواء کورونا من أجل الحصول على مکاسب وإمتيازات وأموال على حساب الشعب الايراني المنکوب، لکن هذا النظام وفي غمرة إستغلاله للوباء من أجل تدارك أوضاعه الوخيمة فقد نسي بأن تجاهل التصدي لهذا الوباء سيضع قادته ومسٶوليه وجها لوجه أمام الوباء، وإن إعلان رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إصابته بكورونا. وقال إنه أصيب مع أحد زملائه دون ذكر اسمه وأنه يخضع للحجر الحجر الصحي. وهنا لابد من التذکير بأنه قد أصيب عدد من المسؤولين الإيرانيين بالفيروس، من بينهم علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني، وعلي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق، وعلي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، کما إن الوباء أصاب أيضا 40 عضوا في برلمان النظام قضى ثلاثة منهم نحبه بسبب منه، کل هذا يٶکد بأن دائرة الوباء باتت تحاصر النظام في داخل حلقاته المغلقة کما تحاصره بآثاره وتداعياته السلبية المختلفة.
وباء کورونا الذي کان النظام الايراني بنفسه ومن خلال تعامله الخاطئ معه وتکتمه على تفشيه وعدم مبادرته لمنع الرحلات الجوية التي کانت تقوم بها شرکة ماهان الجوية التابعة للحرس الثوري للصين، قد سمح بتوفير أفضل الاجواء من أجل تفشي الوباء بدرجة غير عادية وحتى إستثنائية، ومن دون شك فإن النظام يقف اليوم أمام مفترق خطير يواجهه الکثير من التحديات المصيرية واحدة منها کورونا فإنه يقف موقف العاجز والمحبط الذي ليس بإمکانه أن يفعل أي شئ سوى مواصلة المزيز والمزيد من عمليات الکذب والخداع والتمويه وتزييف وتزوير الحقائق.