18 ديسمبر، 2024 10:59 م

نصرة النبي الاكرم ..‼️

نصرة النبي الاكرم ..‼️

? “تدفع له صدقة..؟

لا اعرف ان كانت تنفعه..”

هكذا قلت لصديقي، بعد ان دفع الف دينار لاحد المتسولين.

هذا سؤال دار في ذهني، كالذبابة تدور في كأس فارغ.. وصرت انظر الى حالة الفقير، وهو في تقاطع باب المعظم، حيث العشرات من المتسولين والباعة المتجولين..

مشهد أليم، اراه يتكرر، ويعصر القلب، حتى يقفز الدمع الى حدقة العين.

ثم قلت لنفسي، مرة اخرى:

“ادفع له صدقة..؟

لا اعرف ان كانت تنفعه..”

ام أوفر له فرصة عمل..؟

لكن، لا ارى ان كان في ذلك، اي أمل…

كيف احل مشكلته؟ ومشكلة عشرات … يتوسلون في الطرقات..؟

اخذت نفسا عميقا، هربا من الضيق الذي حاصرني.. وسالت صديقي في حوار متناثر، اعددته بطريقة فنية. فقلت:

كيف يستطيع الانسان ان يساعد هؤلاء . ؟ اقصد تقديم مساعدة حقيقية، بعيدا عن الرياء و “الكشخة” والتفاخر..

قال:

“لا تدوخ راسك، ادفع اللي تقدر عليه، وهذا هو”

تحرك السير بفوضوية، وارباك، لم يحصل مثله، الا في هذا البلد… ثم عدت الى صديقي، وسالته:

“هل هم هؤلاء المساكين فقط…؟ ابتسم واجابني:

كلنا مساكين ونحن نعيش الفوضى والظلم..

قلت له:

فما هو الواجب والتكليف الانساني تجاه هذا الوضع المرفوض منا، ونحن الذين نصنعه، او نعيش فيه..؟

قال لي:

هل بلدان الشرق تعيش السعادة. ؟

تبا لك ايها المسؤول، اذا توهمت ان بناء برج، سوف يحل للمجتمع مشاكله؟

قاطعته:

تقصد الشرق؟

هل الغرب يعيش السعادة؟

وانا اتابع يوميا اخبار الجرائم والتحرشات والانتحار، التي تحصل بكثرة وتزايد…

اه.. ما اضعف الانسان… لا افهم اين تكمن القوة..؟

فقال لي:

ماذا في بالك؟

قلت له:

قد يرى البعض ان ما اقوله مثاليا، او وهما… الا ان مشكلة البشرية، هي مشكلة ثقافية، علتها عقائدية..

ابتسم صديقي، وقال:

“على كيفك دكتورنا.. لا تضرب الرصيف” ثم قهقق بصوت عال. وقال: وضح؟

قلت له:

يحتاج ابين لك عدد من المقدمات للتوضيح.

1️⃣ اولا. على المستوى الفردي، لاحظ ان الانسان، يعيش القلق والفوضى مع الالحاد، ومع عدم الانتماء. اي لا يرتاح نفسيا، بدون الايمان. لذلك يلجا الى الايمان باية فكرة، وان كانت الحادية، او لا منطقية، او بلا انتماء. فيقول “انا لا منتمي” . لكنه يؤمن بها كعقيدة، ويبحث لها عن رموز وقادة.
2️⃣ وثانيا. لاحظ نيويورك وغيرها من مدن الجريمة، والاغتصاب، كيف تعاني بسبب الازمة المعنوبة والاخلاقية. بينما توجد مدن ومجتمعات، وان كانت صغيرة، تحكمها القيم والاخلاق، فتجدها سعيدة، نسبيا، ومنظمة الى حد معين.

نظر لي صديقي بتمعن، وسالني..:

فعلا. لماذا يدعي بعض الشباب عدم الانتماء، وهو ينتمي للوجودية ويتخذ من كتابها رموزا مثل سارتر وكاميه وولسن..؟

قلت له:

لان العقيدة حاجة فطرية، للعقل. فكما تتغذى المعدة بالطعام، يتغذى العقل بالعقيدة. ونحن نبحث عن غذاء جيد لكروشنا، ولا نهتم لغذاء عقولنا..

فضحكنا بوقت واحد، وسأل صديقي:

فعلا، انا كنت شابا، وجوديا، اقرا لسارتر وكولن ولسن، ظاهري متحرر وسعيد، ولكني كنت اعيش القلق والضيق، ثم شعرت بتغيير واضح في حياتي، بعد ان هداني الله للاسلام. ولكن قل لي:

لماذا يبحث الانسان عن رمز وقدوة؟.

قلت له:

نحتاج طباخ ماهر، لاجل طعام صحي لذيذ لعقولنا. فضحك صديقي، وسالني : من قدوتك؟

اندفعت اهات الشوق، واغروقت عيناي، دون ارادة مني، وكاني اشم عطر مدينته الفاضلة.. قلت:

حبيب الله محمد.

وهل هنالك اامن منه، الصادق الامين، وقد جاء بما يقبله العقل ، وينمي الاخلاق والمنطق والشجاعة في نفسي وعقلي..

ابتسم صديقي وقال:

هل تتوقع ان توافق السعودية على زيارتنا، بعد طلب سماحة السيد مقتدى الصدر، ان تكون زيارة مليونية لنبينا الحبيب الاكرم، ردا على الاساءة السخيفة من المتهور ماكرون..

قلت: انا مطمئن ان المسلمين، سوف ينصرون حبيبهم..

استدار صديقي بوجهه نحوي، مبتسما، وقال مستغربا:

دكتور، “شنو جاب الخيل على الصفرية”..هذا شنو علاقته بموضوع مساعدة الفقراء او البشرية او بلدنا..

قلت له، بثقة:

? لا حل الا باصلاح النفوس، ولا تنصلح الا بسيرته العطرة، وان نتمسك بهديه ومنهجه. ولذلك الاستعمار يحاول ان يبعدنا عنه، حتى يبقينا “مخربطين’..
لذلك، لابد من اعلاء اسمه وكلمته وحبه، بل وعشقه، بزيارة مليونية، نحو مدينة المدنية والحضارة.. انا ارى ذلك قريبا، ان شاء الله..

قال: يا الله..

وهل هذا يحل مشكلة البشرية.

قلت: يبدو انهم بحاجة شديدة لذلك، الان. ولهذا، سلطاتهم تعمل رسوم واساءات وتصريحات مسيئة..انها ايام ظهور نور شمس #الحقيقة_المحمدية.