العُضرُوط والعُضرُط: الخادم على طعام بطنه , اللئيم. والجمع عضاريط.
لماذا حضرت هذه المفردة وما المناسبة؟!
مفردة تواجهني صباحا وكأنها تطالبني بتدوينها وشرحها والإشارة إليها , وربطها بما يدور في أروقة التداعيات والويلات الجسام.
ما علاقة العضروط بمتواليات الوجيع الصاخب في أيامنا المقهورة بنا؟
العضرطة أن نسنم المسؤولية لمن يمتلكون مؤهلات الذل والهوان والتبعية والخنوع , والركوع للسفهاء المستأجرين للعدوان على البلاد والعباد.
أن تنتخب عضروطا , همّه أن يملأ بطنه بما تصل إليه يداه من حقوق الناس وثروات البلاد , وفي عرفه أن البلاد وما فيها وعليها غنيمته وله حق التصرف بها كما يشاء.
والعضرطة سلوك نمارسه وبموجبه وصلت أحوالنا إلى ما هي عليه , وستتكرر وتتواصل ما دمنا نتعضرط , ونأتي بالعضاريط ونتوهم بأنهم قادة وساسة , ولديهم شعور بالمسؤولية وقدرة على صيانة الأمانة والحكم العادل الرشيد , وما هم إلا في عضرطاتهم يعمهون.
فلا نلومن إلا أنفسنا , ما دمنا نستلطف سلوك العضاريط ونسوغه ونبرره , ونتفاخر بهم ونعيد إنتخابهم وتتوجهم أئمة للفساد والظلم والإمتهان , وندعي ما ندّعي وهم في حرز وأمان , وإمعان بالنهب والسلب والتضليل والبهتان.
فهم عضارط وعضارطة , ومَن يدور في أفلاكهم يبارك عضرطاتهم , ويتعّبد في محاريب غيهم وتبعيتهم وعدوانيتهم على الدنيا والدين.
و”إيّاكَ وأهْلَبَ العَضْرَطِ”!!
“وإذا أصيبَ القوم في أخلاقهم….فأقمْ عليهم مأتما وعويلا”!!