18 يوليو، 2025 12:39 ص

الحرب تزداد اشتعالاً .. رسوم “شارلي إبدو” تطال “إردوغان” وقادة أوروبا ينحازون لـ”ماكرون” !

الحرب تزداد اشتعالاً .. رسوم “شارلي إبدو” تطال “إردوغان” وقادة أوروبا ينحازون لـ”ماكرون” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن المواجهات (الفرنسية-التركية) باتت على أشدها ولن تتوقف، ففي آخر تحرك فرنسي، أعلن سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، “كليمان بون”؛ أن بلاده ستؤيد فرض “عقوبات” على المستوى الأوروبي ضد تركيا، في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين “الاتحاد الأوروبي” و”أنقرة”، على خلفية عدة ملفات.

وقال “بون”، في مجلس الشيوخ الفرنسي: “سنؤيد تدابير أوروبية تعكس ردة فعل قوية، من بينها أداة العقوبات المحتملة”.

كما قالت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، “ناتالي غوليه”، إن الإعلامين القطري والتركي يشنان، منذ الأيام الماضية، هجمات متعددة ضد فرنسا، بعد التحركات التي خاضها الرئيس، “إيمانويل ماكرون”، في أعقاب جريمة قطع رأس مدرس التاريخ والجغرافيا، “سامويل باتي”.

مطالب بغلق أبواق الإعلام التركي والقطري..

وتحدثث “غوليه”، في مستهل مداخلتها في البرلمان أمام وزير الداخلية، “جيرار دارمانان”، أمس الأربعاء، عن الإجراءات التي نفذتها الحكومة الفرنسية لمحاصرة التطرف ومحاربة الجماعات المتطرفة والإسلام السياسي، قائلة: “أحييكم جميعًا على الخطوات التي أتخذتموها.. كل ما قمتم به كنا ننتظره منذ فترة طويلة وها هو اليوم ينفذ”.

وأضافت: “لكن منذ الأيام الماضية، يوجه الإعلام القطري والتركي انتقادات كثيرة لفرنسا ورئيسها، إيمانويل ماكرون”.

وتابعت: “قناة (الجزيرة) القطرية؛ وقناة (تي. آر. تي) التركية، ضاعفت من هجماتها.. نعلم أن قطر وتركيا تدعمان تنظيم الإخوان، الذي طالبت أكثر من مرة بحظره”.

وأردفت قائلة: “لدينا معالي الوزير الأدوات القانونية لمواجهة كل هذه الهجمات.. مثل قانون 30 أيلول/سبتمبر 86. الذي يقول إن الخدمات المرئية يجب أن تراقب من طرف المجلس الأعلى للسمعي البصري بهدف منع التحريض على الكراهية والعنف”.

وأوضحت البرلمانية الفرنسية؛ أنه: “قبل 10 سنوات، جرى حظر قناة حماس – (الأقصى) – وقناة – (المنار) -، مع العلم أن الوضعية في عام 2010؛ كانت أقل سوء من وضعيتنا الحالية”.

وختمت بالقول: “سؤالي معالي الوزير هو: هل ستتخذون إجراءات قانونية لحظر قناتي (الجزيرة) و(تي. آر. تي) ؟”.

وأكتفى الوزير، “دارمانان”؛ بالقول: “لدى المجلس الأعلى للسمعي البصري الصلاحيات لاتخاذ قرار مشابه.. سيجري خلال الأيام المقبلة عقد اجتماع وزاري مع رئيس المجلس لبحث واتخاذ الإجراءات الممكنة”.

محاولة مثيرة للإشمئزاز..

في المقابل؛ أدان عدد من كبار المسؤولين الأتراك رسمًا كاريكاتيريًا للرئيس، “رجب طيب إردوغان”، نشرته مجلة (شارلي إبدو) الفرنسية الساخرة؛ ووصفوه بأنه: “محاولة مثيرة للإشمئزاز” من المجلة “لنشر عنصريتها الثقافية وكراهيتها”.

وزاد الغضب التركي، من الرسم الكاريكاتيري، الخلاف بين تركيا وفرنسا بشأن الرسوم المسيئة للنبي “محمد”، (صلى الله عليه وسلم)، والذي تفجر بعد قطع رأس مدرس كان قد عرض تلك الرسوم على طلابه في درس عن حرية التعبير في فرنسا هذا الشهر.

وكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية، “إبراهيم كالين”، على (تويتر): “ندين بشدة ما نشر عن رئيسنا في المجلة الفرنسية التي لا تحترم أي عقيدة أو قدسية أو قيم”، وقال: “إنهم يعرضون فقط بذاءاتهم وفجورهم. أي إعتداء على الحقوق الشخصية ليس دعابة أو حرية تعبير”.

وأظهرت الرسوم الكاريكاتيرية على غلاف (شارلي إبدو)، “إردوغان”، جالسًا بملابسه الداخلية ممسكًا بمشروب معلب مع امرأة ترتدي الحجاب.

وقال رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، “فخرالدين ألتون”، على (تويتر) إن: “أجندة ماكرون المناهضة للمسلمين تؤتي ثمارها” !

وكتب “ألتون”: “ندين هذه المحاولة الأكثر إثارة للإشمئزاز، من جانب هذه المطبوعة، لنشر عنصريتها الثقافية وكراهيتها”.

وأنتقد “إردوغان” بشدة، “ماكرون”، مطلع الأسبوع؛ قائلاً إن الرئيس الفرنسي بحاجة إلى فحص نفسي، مما دفع باريس إلى استدعاء سفيرها من أنقرة. وحث “إردوغان”، يوم الإثنين، على مقاطعة المنتجات الفرنسية.

باريس تؤكد تمسكها بمبادئها بوجه حملة التهويل التركية..

من جانبها؛ ردت الحكومة الفرنسية منددة بـ”الهجوم الذي شنته تركيا” على مجلة (شارلي إبدو)، لافتة إلى أنها متمسكة بمبادئها في وجه “حملة التهويل التركية”.

وقال متحدث الحكومة الفرنسية، “غابرييل آتال”، في مؤتمر صحافي، أمس الأربعاء، إن: “الهجوم الذي تقوم به تركيا على مجلة (شارلي إبدو) مليء بالكراهية”.

وتابع: “فرنسا تتمسك بمبادئها في وجه حملة التهويل التركية، بعد التصريحات الأخيرة التي صدرت عن الرئاسة التركية”.

وأضاف أن: “الدول الأوروبية متحدة خلف فرنسا”، على خلفية التوتر مع أنقرة.

قادة أوروبا يدعمون “ماكرون”..

وهو ما أكدت عليه صحيفة (الدياريو) الإسبانية؛ إن الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، يثير استفزاز أوروبا بشكل كبير، وأصبح العديد من القادة الأوروربيين يدعمون الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، في مواجهة استغلال “إردوغان” للإجراءات التي اتخذها للحد من التطرف في البلاد، والتي تفاقمت بسبب مقتل مدرس فرنسي، هذا فضلاً عن إثارة الرئيس التركي التوتر مع “اليونان” و”قبرص” حول التنقيب في “شرق البحر الأبيض المتوسط”.

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن تصريحات “إردوغان”، وتهديده لأوروبا؛ بأنها تحضر لنهايتها، أثار جدلاً كبيرًا خاصة في ظل اتفاقيات أوروبا مع تركيا التي تنص على التجارة الحرة في السلع والمنتجات، لذلك فإن أوروبا حذرت “إردوغان” من أن تركيا عليها الإمتثال لهذه الاتفاقيات، وما ستفعله المقاطعات التي يدعو إليها، ليست إلا محاولة ستبعد “أنقرة” عن “الاتحاد الأوروبي”.

تركيا من الدول الممولة للإرهاب..

كما قالت صحيفة (الكونفيدنثيال) الإسبانية؛ إن تركيا تعتبر من الدول التي تمول الإرهاب في أوروبا، ولذلك فقد خصتها “فرنسا” في خطتها للسيطرة على الآئمة الذين يتم تموليهم من قبل جهات أجنبية تدعم الإرهاب في أوروبا.

واعتبرت الصحيفة أن إهانات “إردوغان”، لـ”ماكرون”، بمثابة البنزين الذي أشعل النار فى العلاقات بين “الاتحاد الأوروبي” و”تركيا”، خاصة وأن فرنسا نددت كثيرًا باستخدام الإرهابيين الذين ترسلهم تركيا في “ليبيا”، أو حتى في الصراع في “ناغورنو قرة باغ”، بين أرمينيا وأذربيغان.

تتجه نحو العثمانية الجديدة..

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن تركيا ترغب في تعزيز دورها كقوة إقليمية، مع سيناريوهات توسع النفوذ التركي في “البحر المتوسط”، والذي أثار جدلاً واسعًا مع “اليونان” و”قبرص”، ولذلك أنتقدت وكالة (أوروبا بريس)؛ محاولات تركيا لتوسيع نفوذها في “شرق البحر الأبيض المتوسط”، منذ عدة سنوات، ووجهت الوكالة الأوروبية انتقادًا حادًا لـ”تركيا” وسياستها الخارجية الاستفزازية، وقالت إن التوصل إلى اتفاق دائم بين “اليونان” و”تركيا” سيكون صعبًا دون حل مشكلة “قبرص” أولاً.

وأشارت الوكالة إلى أن تركيا تتجه نحو “العثمانية الجديدة”، كما أكد وزير الخارجية اليوناني، “نيكوس دندياس”، في كلمة ألقاها أمام البرلمان، مشيرًا إلى أن بلاده لا تتسامح مع الإدعاءات المنحرفة، ولا مع التهديدات بالحرب.

مشددًا على أن “اليونان” ستدافع عن حقوقها السيادية بكل الطرق، وأضاف: “نسير في توسيع المياه الإقليمية مع ترسيم حدود الجرف القاري، والمنطقة الاقتصادية الخالصة باتفاقيات صادقة نوقعها مع كل جيراننا، باستثنناء تركيا، التي ترفض الجلوس على طاولة المفاوضات”.

ودائمًا ما يثير الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، جدلاً واسعًا، وغضبًا حادًا في أوروبا بسبب طموحاته التوسعية التي تنشر حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، في الوقت الذي تعاني “تركيا” فيه من أزمات كثيرة؛ منها أزمة مالية طاحنة تضرب اقتصادها بقوة.

وقالت صحيفة (البوبليكو) الإسبانية؛ إنه منذ “الانقلاب الفاشل في عام 2016″، نقل الرئيس “إردوغان”، القوات التركية، إلى أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط، وذلك ضمن سعيه إلى دور مركزي لتركيا في المنطقة، وهو موقف يثير رفض دول المنطقة وأوروبا التي ترى في هذا التوسع تهديدًا لمصالحها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة