7 أبريل، 2024 10:04 م
Search
Close this search box.

في الذكرى الأولى لمقتل “البغدادي” .. “داعش” يتمدد إلى إفريقيا بعد إعادة ترميم صفوفه !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في الـ 27 من تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي؛ أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أنه تم القضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي وزعيمه الإرهابي، “أبوبكر البغدادي”، خلال عملية خاصة في محافظة “إدلب”، شمالي “سوريا”.

وفي الذكرى الأولى لهذا الحدث، أكد وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أن تنظيم (داعش) لا يزال يمثل تهديدًا.

ونقلت “الخارجية الأميركية”، في بيان، عن “بومبيو”: “قبل عام، أطلقت الولايات المتحدة، بالاشتراك مع التحالف الدولي ضد (داعش) وشركائنا المحليين العراقيين والسوريين، عملية قضت على، أبوبكر البغدادي، مؤسس وزعيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، (داعش). وجاء هذا بعد تدمير (الخلافة) الزائفة لداعش، ومثل انتصارًا كبيرًا إضافيًا في مهمة ضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم”.

عمل التحالف لم ينته حتى الآن..

وأضاف أنه: “منذ مقتل البغدادي، استمرت الولايات المتحدة وشركاؤنا في التحالف في ملاحقة من تبقى من قادة (داعش) ومقاتليه وتقديمهم للعدالة.. وقد أبقت حملتنا المستمرة ضد (داعش) قيادة التنظيم الإرهابي في حالة من الفوضى وعرقلت قدرة (داعش) على تنظيم الهجمات والتخطيط لها”.

إلا أنه لفت إلى أن: “عمل التحالف الدولي لم ينته بعد، إذ لا يزال تنظيم (داعش) يمثل تهديدًا كبيرًا، ومن المهم أن نواصل الضغط على فلول (داعش) في العراق وسوريا وأن نعزز جهودنا الجماعية الرامية لهزيمة أذرع (داعش) وشبكاته في مختلف أنحاء العالم، وهي التي ركز التنظيم اهتمامه عليها بشكل متزايد منذ هزيمة الخلافة الزائفة. وسنظل ملتزمين بالتحالف وبمهمتنا لضمان هزيمة دائمة لـ (داعش)”.

واشنطن تحمي الإرهابيين بإيداعهم في سجن فندقي !

ورغم هذا الحادث، قالت الدكتورة “هالة الأسعد”، من المركز “العربي” لتوثيق جرائم الإرهاب والملاحقة القانونية، حول التغيرات التي حصلت بعد مرور عام على إعلان مقتل الإرهابي، “أبوبكر البغدادي”، قائلة: “إن الوجود الأميركي وتحالفه غير الشرعي، الذي لم يأت بقرار أممي، بقي على وضعه، لكن الذي تغير هو إعادة تموضع لعملاء التحالف وقواته وتمددهم على الأرض السورية، ولم ينته الاحتلال الأميركي بإنتهاء الأسباب التي تذرع بها”.

وأضافت “الأسعد”: “تعتقل الولايات المتحدة قيادات من (داعش)؛ في سجن مدينة الحسكة المركزي، ليس لعقابهم أو لإنهاء الإرهاب وإنما لحمايتهم واستخدامهم لأكثر من مرة في أكثر من مكان، وهذا السجن ما هو إلا فندق لإيداع الإرهابيين إلى حين الحاجة لهم لتكون هذه التمثيلية بإخراجهم واستخدامهم”.

تحولت لفصائل تحت مسميات جديدة..

وتابعت: “كل مدة يتم إنزال أميركي على سجن الحسكة المركزي ومدرسة الصناعة بحي من ضواحي المدينه، بعد إطلاق قنابل مضيئة واختلاق حركة داخل السجن على أساس هناك تمرد داخل السجن لإشاعة الرعب بين سكان المنطقة، ومن ثم تنفيذ عملية تهريب جزء من القيادات ولا نعرف إلى أين، ربما إلى العراق أو إلى مناطق في سوريا، وبحسب المراقبين من أهالي المنطقة؛ أنه لم تقتل القوات الأميركية هذا العدد الكبير من (داعش) وإنما تحول بعضهم إلى فصائل ثانية هي عبارة عن إجترار إرهاب من عنوان إلى عنوان، وليس بعيدًا أن تظهر لنا أسماء لاحقة لفصائل هي عبارة عن (داعش) أعطيت اسم آخر”.

وأضافت: “ومن إحدى المتغيرات هو السيطرة على النفط السوري وعلى حقوله وآباره؛ إما بشكل مباشر أو بأدوات التحالف الأميركي عبر (قسد)، تحديدًا. وهناك تغيير لأماكن (داعش)، فمنهم من رحل إلى العراق وإلى الحدود بين سوريا والعراق، ولهم تواصل ثلاثي، تحت راية الأميركي وبسياراته وسلاحه عبر (قسد)”.

واختتمت “الأسعد”، قائلة: “لا شك؛ وكوني من منطقة شرق الفرات، فإن أهل المنطقة يرفضون الأميركي ويواجهونه بأجسادهم”.

بدأ إعادة ترميم صفوفه..

من جهتها؛ تناولت مجموعة “صوفان” للاستشارات الأمنية والاستخبارية حالة تنظيم (داعش) الإرهابي مع حلول الذكرى السنوية الأولى لمقتل الزعيم السابق للتنظيم، “أبوبكر البغدادي”.

وقالت المجموعة؛ إن (داعش) بدأ إعادة ترميم صفوفه بعد سقوط “دولة الخلافة”، وإن التنظيم الإرهابي يعتمد اليوم أسلوب “التمرد” في العراق وسوريا، والتقديرات تفيد بأن لدى التنظيم “المركزي” ملايين الدولارات، مع وجود شبكة كبيرة للتنظيم تشمل الشركات الوهمية، والتي تمتد إلى مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وتصل إلى أوروبا وآسيا.

المجموعة تحدثت عن قيام عناصر (داعش) بعمليات اغتيال سياسية ونصب الكمائن وشن هجمات كر وفر خطيرة، مشيرة إلى دعوات التنظيم لأتباعه بشن هجمات تستهدف البنية التحتية في “السعودية”، بما في ذلك منشآت النفط، وذلك بسبب توطيد العلاقات بين “الرياض” و”تل أبيب”.

نشاط “داعش” في إفريقيا..

المجموعة لفتت إلى مساعي (داعش) لتوسع الجماعات التابعة له خارج العراق وسوريا، وقالت في هذا السياق إن الجماعات التابعة للتنظيم الإرهابي تنشط في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل، وأيضًا في جنوب شرق آسيا، وتحدثت عن نشاط (داعش) في دول إفريقية مثل: “الكونغو الديمقراطية” و”موزمبيق”، كما تحدثت عن هجمات “على صلة بداعش” حصلت في “تنزانيا” مؤخرًا.

كذلك قالت المجموعة؛ إن (داعش) يحاول خلق ملاذٍ في دول هشة أو فاشلة تعاني من الفساد والضعف في صفوف القوات الأمنية، وأشارت إلى قدرة فرع التنظيم في “أفغانستان”، (والذي يحمل اسم تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان)، على شن الهجمات، محذرة من أن الجماعة قد تلعب دور المخرب في المحادثات الجارية بين “الولايات المتحدة” وحركة “طالبان” والحكومة الأفغانية.

بسبب تحول واشنطن من استراتيجية الأولويات إلى القوى الكبرى..

وقالت المجموعة أيضًا إن (داعش)، “وعددًا من الجهات غير الحكومية العنيفة”، ستتحرك لملء الفراغ؛ بينما تنسحب الولايات المتحدة من “الساحات الساخنة العالمية”.

وأشارت “صوفان” إلى إعلان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، عن هزيمة (داعش)، معتبرة أن جميع المحللين في مجال مكافحة الإرهاب لا يتفقون مع هذا التقييم. وتحدثت عن مخاوف متزايدة من إمكانية قيام (داعش) بإعادة تنظيم صفوفه واستعادة القدرة على شن هجمات إرهابية في أوروبا والغرب، وذلك بسبب انتقال “الولايات المتحدة” من استراتيجية تضع أولوية على محاربة الإرهاب إلى استراتيجية تضع أولوية على التنافس بين القوى الكبرى.

سيبقي على الانقسامات داخل المجتمع الغربي..

المجموعة قالت؛ إن (داعش) سيبقى يعتمد على الانقسامات داخل المجتمع الغربي من أجل دعم رسالته بأن الغرب في حرب مع الإسلام.

ولفتت إلى حادثة قطع رأس أستاذ في العاصمة الفرنسية، “باريس”، وما تلا ذلك من إعتداء على امرأتين عربيتين إثنتين قرب “برج إيفل”، حيث قالت إن هذه الأحداث أدخلت “فرنسا” في صراع ساخن حول “هوية البلد”.

وحذرت المجموعة من أن جماعات مثل (داعش) و(القاعدة)؛ ستحاول استغلال الوضع في “فرنسا” لتجنيد أتباع جدد والتحريض على تنفيذ الهجمات من أجل زعزعة الاستقرار في دول الغرب.

يعتمد أسلوب التغلب الريفية..

وفي تقرير حديث لـ”معهد واشنطن”، فإن التنظيم بعد مقتل قائده، “أبوبكر البغدادي”، مازال يحتفظ بآلاف الكهوف والمخابيء التي تحتوي على المعدات والأسلحة والذخائر والمتفجرات ومعدات أخرى.

وأضاف أن التنظيم يعتمد على “استراتيجية التغلب الريفية” في عدة مناطق من البلاد، محاولاً إنشاء معاقل ومناطق محظورة في المناطق الريفية يصعب كثيرًا على الحكومة المركزية الوصول إليها، ويتوجّه التنظيم إلى المناطق التي تضم أقل عدد من السكان في البلاد، ويعمل على إخلائها أكثر من سكانها.

وبحسب الاستخبارات الأميركية والعراقية، أن التنظيم أصبح يتكون من 14 ولاية و5 دواوين “وزارات” وإدارة واحدة مسؤولة عن إدارة الولايات خارج سوريا والعراق، كما ألغى التنظيم الإدارات المسؤولة عن الحسبة والكهرباء بعد خسارته جميع الأراضي.

وأشارت التقارير إلى أنه بعد خسارة التنظيم لجميع الأراضي التي سيطر عليها، أعطى صلاحيات أكبر للمسؤولين في اللجنة المفوضة دون العودة للقيادة المركزية.

وقدرت “وزارة الخزانة” الأميركية أن احتياطيات التنظيم قد تصل إلى 300 مليون دولار، بينما أعلنت “الأمم المتحدة” أنها تقدر بـ 100 مليون دولار على الأقل.

وبالرغم من الضربات الموجعة والقاسية التي تلقاها التنظيم في سوريا والعراق، إلا أن قوته إزدادت في غرب إفريقيا، وسيطر على مساحات واسعة من دول “النيغر وسيراليون ومالي، وبوركينا فاسو”.

وأظهرت دراسة نشرت فى مجلة (CTC Sentinel) إن الأشهر الـ 18، التي أنقضت منذ سقوط آخر معقل لـ (داعش) في سوريا، شهدت نموًا لفروع التنظيم في إفريقيا وتحقيق مكاسب هائلة في السيطرة على الأراضي وجذب مزيد من المجندين، بالإضافة إلى تطور ملحوظ في قوتها النارية.

وبحسب تقديرات الأمم يبلغ عدد مقاتلي التنظيم في منطقة غرب إفريقيا نحو 3500 عنصر، بينما تقدر عددهم في ليبيا بالمئات.

تاريخ دخول “داعش” لأرض الفرات..

يُذكر أن التنظيم كان قد تمكن، عام 2014، من بسط نفوذه على ما يقرب من 8 ملايين شخص في منطقة تبلغ مساحتها 88 ألف كيلومتر مربع، واستطاع أن يجني مليارات الدولارات من عائدات النفط والسرقة والخطف، بحسب تقرير لـ”هيئة الإذاعة البريطانية”.

وبدأ “التحالف الدولي”، الذي تقوده الولايات المتحدة، في شن غارات جوية في العراق، آب/أغسطس 2014، كما بدأ الحملة الجوية في سوريا بعد ذلك بشهر، ونفذ التحالف وقتها أكثر من 33 ألف غارة جوية.

وبدأت روسيا، وهي ليست جزءًا من “التحالف الدولي”، غارات ضد “الإرهابيين” في سوريا، في أيلول/سبتمبر عام 2015، وذكرت “وزارة الدفاع” الروسية أنه تم تنفيذ 39 ألف غارة في سوريا، منذ عام 2015، دمرت 121 ألف “هدف إرهابي” وقتلت 5200 عضوًا في التنظيم.

وقد ساهمت الحملة العسكرية، حسب مبعوث الولايات المتحدة للتحالف الدولي، في حزيران/يونيو 2016، عن فقدان التنظيم الإرهابي لـ 47% من أراضيه بـ”العراق”؛ و20% من أراضيه في “سوريا”.

وبحلول تشرين ثان/نوفمبر 2016، فقد “تنظيم الدولة الإسلامية”، 62% من الأراضي التي كانت تحت سيطرته، في 2014، بـ”العراق”، و30% بـ”سوريا”.

وأكد “مركز الأبحاث البريطاني”، (آي. آيتش. أس. ماركت)؛ أنه بحلول نهاية 2016، تقلصت أراضي “الدولة الإسلامية”، في “العراق” من 40% إلى 10% فقط.

وكانت “الباغوز” آخر بلدة خسرها التنظيم، في آذار/مارس 2019، وأستسلم العديد من عناصر التنظيم وعوائلهم لـ”قوات سوريا الديمقراطية” في سوريا.

وخسر التنظيم معظم قدراته على إنتاج النفط، في عام 2015، نتيجة حملة قصف واسعة النطاق عُرفت باسم “موجة المدّ والجزر الثانية”، والتي حدّت بشكل كبير من قدرة الجماعة على تمويل عملياتها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب