17 نوفمبر، 2024 5:18 م
Search
Close this search box.

رحلتي من الحلم أن أصبح داعية إسلامي في أميركا الى الإلحاد !

رحلتي من الحلم أن أصبح داعية إسلامي في أميركا الى الإلحاد !

يالها من تحولات لم تخطر حتى في الخيال .. يوجد تداخل مابين إستشفاف المستقبل ، وبين التمنيات .. الإستشفاف خرق زمان المستقبل وهو جزء من طاقة الباراسايكولوجي لدى بعض البشر .. حينما كنت جنديا في الجيش واليأس مسيطر علينا بسبب إستمرار الحرب مع إيران ، كنت أردد امام بعض الأصدقاء اني انوي بعد تسريحي من الجيش الدراسة في الحوزة ثم بعدها السفر الى أميركا والعيش في مدينة ديترويت التي أعيش فيها حاليا ، أحد الأصدقاء ممن يتصفون بالغيرة والحسد غضب من أحلامي تلك وسألني ماهي مؤهلاتك حتى تسافر الى أميركا ، في حينها كنت من شدة إفلاسي أستدين من ذاك الصديق المال .. بإختصار كنت شخصا مفلسا ماليا وجندي يأس من التسريح ومع هذا لديه حلم الدراسة والسفر الى أميركا .. هل كان حلماً أم إستشفافا للمستقبل ؟.

الصديق أياد الزاملي رئيس تحرير موقع كتابات .. ذكرني بعد وصولي الى أميركا .. اني كنت أتحدث أمامه عن أملي بأن أكون داعية إسلامي في أميركا .. وكنت في الحقيقة قد نسيت هذا الجزء من الأحلام وهو ذكرني به مشكوراً.

حينما كنت بالجيش أخدم في دائرة التجنيد العامة ببغداد .. جاءنا شخص من النجف حمل كتاب من مرجعية الخوئي يسمح بإعفائه من الجيش كونه طالبا في الحوزة حيث كان لدى الخوئي صلاحية اعفاء الطلاب من الخدمة العسكرية ، وبما ان المشمولين من الطلاب العراقيين العرب وليس الإيرانيين .. فإن الخوئي والعصابة من أولاده وحاشيته لم يتحركوا لإستثمار هذه الصلاحية بشكل واسع لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الشباب من الموت في الحرب .. نعود للطالب المراجع للتجنيد ذهبت اليه وسألته عن شؤون الحوزة وكيفية الدراسة فيها ، وظهر لي انه ليس لديه معلومات كافية ، بل شعرت انه ليس طالبا ، وربما من عائلة ثرية تدفع الحقوق الشرعية للخوئي وحصل على كتاب الإستثناء من الخدمة في الجيش .

بعد التسريح من الجيش حاولت دخول الحوزة عن طريق أحد أبناء المرجع السبزواري بعد ان حصلت على تزكية من احد أقربائه في كربلاء ، لكنه ظل يماطل حوالي سنة كاملة ، وبعد ان استفسر منه قريبه عن سبب ذاك التعطيل في قبولي أخبره ابن السبزواري انه رفض قبولي لأني حالق ذقني بالشيفرة وليس عندي لحية طويلة .. لاحظوا سخافة العقل الديني وتفاهته ، ثم غيرت إتجاهي وقابلت محمد تقي الخوئي الذي وافق على قبولي لكنه طلب مني دفتر الخدمة العسكرية وجلب تزكية من ممثلهم في كربلاء وكان المدعو شيخ شاكر السماوي وكيل أمن معروف وعلمت فيما بعد ان مرجعية الخوئي بالإتفاق مع أجهزة الأمن تم الإتفاق على أسماء المزكين في مدن العراق ، وبوعي الحالي أشيد بتعاون مرجعية الخوئي الإيجابي مع أجهزة الأمن لمنع تسرب عناصر حزب الدعوة وغيرهم من المخربين العملاء !

بقيت أياما قليلة في حوزة النجف وتركتها لأسباب مزاجية ، لاحقا إكتشفت إصابتي بمشاكل فقرات الرقبة منذ مدة طويلة وانا غير منتبه للأمر ، وقد كانت الفقرات تؤثر على النخاع الشوكي ويسبب لي الكثير من المشاكل المزاجية والإكتئاب والكسل ، ثم حينما سافرت خارج العراق درست حوالي سنة في الحوزة ، بعدها دحرجتني الأقدار صوب مصيري وحصلت على اللجوء بعد ان رُفضت مرتين في الأردن ولبنان وحصلت على القبول في سوريا وسافرت الى أميركا ، وفتح امامي الانترنت عالم المعرفة غير المسموح بها المتمثلة في الفكر النقدي للأديان ، ثم الفكر الإلحادي ، زائدا جرائم الإرهاب وقطع الرؤوس والمفخخات … كي يموت حلم الداعية الإسلامي ، ويبدأ واقع جديد .. وحياة أخرى مع خيار قرار الإلحاد .

مؤسف جدا تأخرت كثيرا على إتخاذ قرار الإلحاد ، وتمنيت لو إتخذته في عمر العشرينات وليس بعد الخمسين .. فالأديان سجون للعقل والروح والسلوك وقتل للعفوية … والدين في حقيقته هو يتناقض مع الصحة العقلية والنفسية ، وسبب نشوء المعتقدات الدينية لدى البشر الأوائل هو حالة مرض فصام العقل الشيزوفرينيا وما ينتج عنها من مخاوف وهمية من وجود الأشباح والشياطين والجن ، وان غضب الطبيعة هو تعبير عن غضب الرب على البشر … وهكذا أصبح جزءا من العقل منفصلا عن الواقع ومحلقا في عوالم الخيال والأوهام وأخذ ينسج المعتقدات الدينية .. التي تكرست على أيادي شخصيات مصابة بفصام شديد وإمتلكت مهارات الخطاب الديني لأتباعها مثل : النبي موسى الذي كان لديه هلاوس سمعية ويتوهم ان الأشجار تكلمه ، والنبي عيسى الذي توهم ان الرب حل فيه ، والنبي محمد كان يتوهم رؤية شبح يلقي عليه القرآن بينما كل هذه هي أعرض إضطرابات العقل الذهان الفصامي .

قد يسأل ساءل : هل من المعقول ان مئات الملايين من البشر بمختلف المستويات من المؤمنين هم على خطأ ويعتنقون معتقدات دينية أصلها ناتج عن مرض فصام العقل ؟ .. والجواب : نعم معقول جدا وطبيعي ، مثلما هو معقول البشر صنعوا الأسلحة وقتل بعضهم البعض ، وإبتكروا مفهوم (( الدولة )) وأصبحت كل مجموعة تحتكر جزءا من الأرض وثرواتها بأنانية قبيحة ، وساد الظلم والفقر والأمراض شعوب الأرض الفقيرة … فالسلوك الجمعي أكثر قناعاته وخياراته مضادة للعقل والعدالة ومصالح العائلة البشرية !
هامش : أقترح مشاهدة فيديو بسبب المرأة أصبحت ملحداً على قناتي في اليوتوب

أحدث المقالات