23 نوفمبر، 2024 3:24 ص
Search
Close this search box.

الأعلام مهنة خطيرة ورائجة ولا تتوقف!

الأعلام مهنة خطيرة ورائجة ولا تتوقف!

من حيث ندري ولا ندري أصبح الأعلام وسماع ومتابعة الأخبار جزء من حياتنا، فصار كالماء والغذاء لا يمكن الأستغناء عنه!، فالأعلام يعيش معنا وبيننا نحن العراقيين تحديدا، بسبب كثرة الأحداث التي مرت وتمر علينا والتي عشناها من حروب وحصار ومؤامرات وغيرها، منذ أكثر من 4 عقود ولا زلنا نعيش تداعياتها لحد الآن، لذا نرى أن الأعلام يشدنا أليه مهما حاولنا الهروب منه!، بسبب وقع الأحداث الكبيرة وتسارعها والتي تضرب العراق يمنة ويسرة! وخاصة من بعد الأحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ولحد الآن. ومهما كان صوت الأعلام وأخباره وأحداثه مزعجة ومخيفة ومملة ألا أنك لا يمكن أن تتركه أو تهمله وخاصة بعد أن تعددت وسائله بفضل التكنلوجيا الحديثة التي جعلت من العالم بحق كأنه قرية صغيرة فأن هربت من سماع الأخبار من التلفزيون والراديو، فكل مواقع التواصل الأجتماعي بكل تفاصيلها وجزئياتها تنقل لك الأخبار والأحداث المهمة وغير المهمة الصغيرة والكبيرة المحلية والعالمية لحظة بلحظة بالصوت والصورة وعن طريق الواتساب والماسنجر والفيس وباقي الوسائل الأخرى، فلا مهرب من الأعلام وأخباره!. ويعتبر الأعلام من أخطر المهن، لأنه سيف ذي حدين فهو كالقمر له وجهان وجه منير ووجه مظلم! ومن الطبيعي أنه كلما كانت الأحداث كثيرة وكبيرة ومتنوعة في البلدان التي تعيش حالة من اللاأستقرار والفوضى والأنفلات الأمني ، بسبب الظروف السياسية والأقتصادية والأجتماعية التي تعيشها فمن الطبيعي سوف لا ترى من الأعلام ألا الوجه المظلم، كما في العراق ولبنان وليبيا وسوريا واليمن. فأننا في العراق مثلا، لم نر من الأعلام وجها منيرا ولو للحظات أو ساعات وخاصة في السنوات الأخيرة من بعد الأحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ، ولحد الآن لكثرة المصائب والمأسي التي مرت ولا زالت وستبقى! كما يبدو، وذلك على ضوء واقع الأحداث ومجرياتها في العراق. والأعلام ظهر للعالم قويا مهابا شامخا لا يتوقف ولا يهدأ!، وذلك عندما ضربت جائحة كورونا العالم حيث توقف كل شيء وأصيبت الحياة بالعالم بالشلل التام فلا شيء يتحرك، وصمت كل شيء أصوات المصانع والمعامل والسيارات والطائرات و و و كل شيء، وتوقفت كل المهن بالعالم وأصابها الكساد، ألا مهنة الأعلام فقد ظلت باقية كما هي، بل بالعكس علا صوت الأعلام أكثر وأكثر بفعل هذا الحدث الكبير وتعملق وتمدد أكثر وأكثر فكل شيء أصبح ملك للأعلام وتحت نظره وسيطرته، كل حركة كل همسة ولمسة تحدث في أية بقعة من العالم يرصدها الأعلام ويعلق عليها وينقلها الى العالم، فلم يعد السلطة الرابعة بالعالم كما يطلق عليه بل أصبح السلطة الأولى بأمتياز!، نعم هذا هو الأعلام أنها المهنة التي لا تموت ولا تتوقف الى يوم تقوم الساعة!، والتي لا يصيبها الشلل ولا الوهن ولا الضعف، وكلما كبرت الأحداث العالمية كلما كان تأثيرها أيجابيا عليه حيث تزيده حركة وقوة وتألقا وسطوعا. فأن الأحداث أيا كانت سياسية أقتصادية أجتماعية، كوارث زلازل فيضانات أنفجارات حروب عالمية حروب مناطقية صغيرة وكبيرة فكل هذه الأحداث تكون بمثابة شريان جديد يغذي الأعلام ويجعله غاية بالأهمية وتترقبه العيون والقلوب والآذان في كل بقعة من بقاع العالم، نعم هو الأعلام المهنة الأكثر رواجا وبقاء وتألقا والأكثر خطورة بنفس الوقت!. والأعلام كما ذكرنا آنفا هو سيف ذو حدين فبقدر ما بأمكانه أن يبني، فقدرته على الهدم والتدمير أكثر!، ولهذا نرى أن الصهيونية العالمية سيطرت على أهم سلاحين تحرك وتهدد بهما العالم والبشرية جمعاء!، متى ما تريد وكيفما تشاء وهو (المال والأعلام)، فهما بيد الصهيونية ومنظماتها العالمية. وأزدادت أهمية الأعلام أكثر بفضل التكنولوجيا الحديثة والأختراعات التي جعلت دول العالم قريبة من بعضها البعض، يسمعون ويشاهدون بعضهم البعض في كل لحظة، بعد أن جعلت من الأعلام أشبه بشاشة سينما كبيرة مفتوحة ومتاحة أمام العالم يشاهدها الجميع. أن خطورة الأعلام تكمن، عندما يخرج عن سيطرة الدولة ومركزيتها، تحت ذريعة بأنه لا يجوز (تقييد الأعلام وتكميم الأفواه وحرية الكلمة والصحافة والأعلام وما الى ذلك من مبررات غير منطقية) كما يحدث الآن في العراق!، حيث توجد العشرات من الفضائيات الأعلامية الخارجة عن سيطرة الحكومة والتي لا تحكمها أية ضوابط أعلامية وقانونية وغالبيتها تعمل بنفس بعيد عن نبض الشارع العراقي وأماني الشعب وتطلعاته ولا تخدم العراق ولا قضيته بل ساهمت منذ ظهورها على الساحة الأعلامية على أثارة الكثير من المشاكل والأزمات وزرع الخلافات والفتن بين أبناء الشعب وبالتالي كانت أداة لتمزيق الصف الوطني والنسيج المجتمعي للعراق من خلال ما تبثه من برامج وطروحات ولقاءات صحفية وندوات، لا سيما وأن هذه القنوات تعمل بمهنية وأحترافية عالية لنشر الكثير من الضبابية على صورة العراق لكي لا تساهم في ضياع الحقائق فحسب بل لتشويهها!. ومن الطبيعي أن الأعلام المنفلت يسبب أرباكا كبيرا للمواطن، ويثير فيه الكثير من القلق والخوف واليأس، لأنه أصلا يعمل بعيدا عن المصالح الوطنية. أن العراق مثلما هو أرض خصبة للأشاعة والدعايات المغرضة الهدامة فهو بنفس الوقت أرض خصبة للاخبار والمعلومات الكاذبة والمظللة التي يسوقها الأعلام المنفلت والجيوش الألكترونية، التي لا يعرف حتى مصادر تمويلها!، والخطير في ذلك، هو أن الأخبار والمعلومة الكاذبة والمضللة وغير الصحيحة تبث من قبل أجهزة أعلامية وقنوات فضائية تضفي على نفسها شيء من الصبغة الرسمية والقانونية!. أن العراقيين يتعرضون الى اكبر وأقسى هجمة أعلامية مظللة وخطيرة وهدامة ومدمرة وفيها كم هائل من الكذب، الذي بدأت به أمريكا منذ عام 2003 عندما خدعت العراقيين بوعود وعهود كاذبة لم تفي بأي وعد قطعته للعراقيين وأستمرت أمريكا بسياسة الكذب والتظليل هذه لحد الآن ومعها العديد من تلك القنوات الفضائية المحترفة التي تعرف كيف تدس السم بالعسل!. أخيرا نقول ونتمنى بنفس الوقت بأنه وفي ظل هذه الفوضى التي يعيشها العراق في كل شيء ومنها الجانب الأعلامي ووجود الكثير من الجيوش الألكترونية التي تبث الأخبار المظللة والكاذبة والتي تشوه الحقائق وتزرع الفتن والقلاقل والأزمات، والتي ساهمت وزادت كثيرا، من ضياع المواطن وتوهان فكره وتشتيته وبشكل مقصود ومدروس!، وبأعتبار أن العراق يمر بظرف أستثنائي وخطير وعلى كافة الأصعدة، وللحد من كثرة الأخبارغير الصحيحة التي تبثها هذه القناة وتنقلها تلك، نتمنى أن يكون هناك خطاب أعلامي مركزي يومي أو شبه يومي للناطق الرسمي والأعلامي بأسم الحكومة ولمدة نصف ساعة أو أقل يذكر فيه آخر الأخبار والمستجدات والقرارات الصادرة من قبل الحكومة، وأية اعمال لرئيس الحكومة، والتأكيد بأن كل ما يسمع ويقال عن هذه الأخبار والقرارات من أية جهة أعلامية وأية فضائية كانت هو غير صحيح!. واعتقد ان هذه الخطوة الأعلامية ستعيد شيء من الثقة المفقودة بين الحكومة والمواطن منذ أكثر من 17 عام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات