17 نوفمبر، 2024 10:02 م
Search
Close this search box.

هل من حقِّ السياسيين أن يبادروا  لسلم إجتماعي أم لسلم سياسي ؟!!

هل من حقِّ السياسيين أن يبادروا  لسلم إجتماعي أم لسلم سياسي ؟!!

من المضحك المبكي أن يبادر الساسة العراقيون إلى سلم إجتماعي دون أن يبادروا إلى سلم سياسي ، فقد مرّ عقد من الزمن على التذابح العراقي ـ العراقي ، والسياسيون يأتون اليوم ؛ ليطرحوا إلى الشعب العراقي مبادرات لتحقيق السلم المجتمعي ، وكأنهم تفطنوا اليوم ، وصحوا من سكرتهم التي كانوا يترنحون فيها تحت نشوات الحكم والمناصب المغرية والمناطق الجرداء والمؤتمرات الحمراء والصباحات السوداء ، والشعب العراقي يتقاتل ويختلف يوماً بعد يوم ،وعاماً بعد عام وحقبة بعد أخرى !!!؟
الدكتور خضير الخزاعي ؛ رجل سياسي مجاهد خبر العراق منذ شبابه في حركة الدعوة الإسلامية ، ومقارعته لنظام صدام حسين الدكتاتوري ، وهو ابن العراق ، والمتكوّن في رحم معاناته ، ووليد مخاضاته العسيرة عبر تاريخ العراق السياسي المعاصر . من المخجل أن يلتفت اليوم ؛ إلى هذه المبادرة ، وكأنّه أتانا بقبس من نور السماء الملهمة !؟..
والحالة هذه ؛ فالسياسيون المؤيدون لمبادرة السلم الاجتماعي يقاضون وفقاً للتداعيات الآتية :ـ
أولاً : إما أن يكونوا جهلة ؛ ولا يتقنون فن إدارة الأزمات ، فلماذا ورّطونا ، وورّطوا أنفسهم بصنعة السياسة (وليس كل من سخّم وجهه صار حدادا) !!؟ ..
ثانياً : أو أنهم يعرفون الحلَّ للمعضل الاجتماعي العراقي ، لكنهم ؛ يتغاضون ، ويستخفـّون بالدم العراقي المراق على مذبح الخلافات الاجتماعية الوطنية ، وكانوا يتفرّجون على هذا الفلم التراجيدي حتى الحبكة الدرامية ومرحلة التطهر ، التي أيقظت في الضمير الساكن حراكه الإنساني اليوم !!؟..
ومهما يكن من أمر ؛ فإنَّ أمرَّ الأمرين مرُّ !
عليه ؛ قررت محكمة الضمير الشعبي العراقي مايلي : ـ
1. تأكيد فشل المرحلة السياسية للحكومة العراقية منذ عام 2003 لغاية 2013في إدارة الحكم .
2.  تأكيد عدم أهليّة القيادات الممسكة بزمام العملية السياسية للعراق ، من خلال عدم توفر عنصر المهارة  للمبادرة بحل الأزمات الاجتماعية للوطن والشعب . فالفطنة المتأخرة ليست مهارة !
وعلى ضوء التداعيات والهواجس والإرهاصات الآنفة الذكر ، نود نبين ملاحظاتنا التالية :ـ
أ / إن كافة المجتمعين في إعلان مبادرة السلم الاجتماعي ، قد تدّخلوا بما لم ينط بهم إصطلاحاً ، فالمبادرات الاجتماعية مواضيع تخص رؤساء العشائر ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات المهنية والجماهيرية ، وليست من اختصاص الأحزاب السياسية ، أو السلطة التنفيذية ، ولا من مهام رئاسة الجمهورية .
ب/ كان حريٌّ بالمؤيدين لإعلان مبادرة السلم الاجتماعي ، أن يعلنوا مبادرة للسلم السياسي .. حسب الاختصاص ،
فالعراق ؛ يعاني منذ مرحلة التغيير في نيسان/2003 من ضائقة سياسية ، تسببت في إحداث أزمة سياسية بالمجتمع العراقي ، فعلى المؤيدين لإعلان (مبادرة السلم الاجتماعي) أن يبادروا ـ بالأمس ـ إلى (مبادرة سلم سياسي) تضع الشعب العراقي يسير وفقاً لتوافق سياسي يبرمج حراكه السياسي داخل وخارج أرض الوطن ، لا أن يأتوا اليوم ؛ ليعلنوا هذه المبادرة المتأخرة ، أو ليست من اختصاصهم في العملية السياسية المعاصرة . وهذا الإهمال ؛ أدى بكل تأكيد إلى وقوع الكثير من العراقيين تحت ضرر الأجندات الإقليمية والطائفية ، التي فاقمت الأزمة ، وأنجبت الأزمات ، مجهضة ً وناسفة ً وحدة الشعب العراقي ، ومنزفة ً لمشيمة اللحمة الوطنية . 

أحدث المقالات