صار جليا لجميع المتابعين والمراقبين فضلا عن المواطنين بأن كل ما يجري في العراق ومنذ عدة أشهر لايعدو أن يكون مجرد”أمركة” مواقع المسؤولية بعد فترة طويلة من”أيرنتها”ما يعني بالنسبة للمواطن المغلوب على أمره وبمفهوم الحِكَم والأمثال البغدادية ،أن”الزنكينة على خلخالها..والفقيرة على حالها “،أو وبمثل أكثر وضوحا (بين حانة ومانة – بين اميركانا وإيرانا -حلقت شواربنا ونهبت ثرواتنا وضاعت خيراتنا وتبددت أحلامنا ونتفت لحانا) كما بات واضحا بأن ما تبقى من الزمن لحين إجراء الانتخابات النزيهة،الشريفة،العفيفة،اللطيفة ،المبكرة الخفيفة -المزعومة- سواء أكانت بنظام الدوائر المتعددة أم بنظام الدائرة الواحدة ..بمفوضية الانتخابات الحالية أم بغيرها..بالنظام البايومتري،أم بالإنتخاب اليدوي،أو الالكتروني ..بنفس – الشكولات والمسميات والشعارات السابقة – أم بدماء جديدة ظاهرها ” تنك قراطي” وباطنها – تخربط راطي -حيث نفس الطاس والحمام ،عين الغتر والعقل،ذات القبعات والعمائم ،كوبي بيست للافكار المستهلكة والفارغ من الطروحات ،بحضور طاغ تارة،وتارة مطاطي لقوط وربطات عنق اللنكات المعطرة بدخان السجائر الرخيصة ورائحة البطالة والقواطي -“..بقانون الانتخابات الماضية أم بقانون إنتخابي جديد ..اكو فلوس وإستعدادات لوجستية ورقابة محلية وأممية لإجرائها بكل نزاهة وشفافية بموعدها المقرر 100% ، لو ماكو؟ .. اقول سوف نضيع الفترة المتبقية لحين إجراء الانتخابات -المهكرة – عفوا -المبكرة – وعلى ما يبدو بالنقل والمناقلة،بالإقالة والاستقالة،بوضع زيد مكان عبيد، وعبيد مكان زيد وإثنينهم طيارة ،أحدهما صديق للسفارة الارضية ،والثاني صديق للسفارة التي في العمارة + لغة جسد + فتح تحقيق عاجل بالحادث + التقاط صور فنية + مؤتمرات صحفية + إجتماعات كمامية وقفازية بين الكتل السياسية لمناقشة آخر مستجدات القضية على الساحة العراقية + قال الحظر وصرح الحجر،سولفت كورونا وحجت “ديدمونة” بشأن الموازنة الجديدة 2021 الميمونة فيما الصمت مطبق حيال موازنة 2020المعلقة المركونة،وأبوك الله يرحمه” ومع كل هذا وذاك ستنتخبهم مجددا- اي نعم أنت بشحمك ولحمك ،لاتتلفت يمنة ويسرة وتسوي نفسك مو يمك الحجي ،انت راح تنتخبهم وتروج لإنتخابهم مع انك تلتحف الارض وتفترش السماء وتأكل الثرى من شدة الجوع والبؤس والعطش – أيها الشاكي المتباكي المتذمر الجائع العاطل الفقير الذليل المسحوق المريض المعدم على طول الخط من دون أن يلتفت أي ممن إنتخبتهم اليك ..وأتحداااك ،لأن بناءك الفكري وبرمجتك الايدولوجية وتركيبتك العاطفية ومزاجك الانتخابي قد صمم هكذا على أساس إنتخاب الشخصية السياسية بناء على العصبية القومية،المذهبية ،الطائفية ،العشائرية ،المناطقية،السياسية حتى وان كانت هذه الشخصية الحزبية من أحط الكائنات وأفسد المخلوقات البرية والبحرية والجوية ،وليس على أساس الكفاءة والنزاهة والخبرة والوطنية !
وبما اننا نعيش حاليا في عراق المظللات والتضليل فأقول اذا ما علم أين إختفت الـ 6 ترليونات دينار من أموال الاقتراض الداخلي كما روج له على لسان بعض المطلعين ،واذا ماعرف أين توارت وأهدرت الـ 1300 مليار دولار،وأين تلاشت الأموال المخصصة لإعادة الكهرباء والماء والبناء والاعمار، واذا ما تم الكشف علانية عن أسماء المتورطين بتجارة المخدرات والسلاح والاعضاء البشرية والرقيق الابيض وعصابات التسول وتزوير العملات الورقية والوثائق الرسمية والشهادات الجامعية، ناهيك عن معرفة الجهات التي تعمل على حماية دور البغاء والرذيلة وصالات القمار، واذا ما توصلنا حقيقة الى معرفة المتورطين بقتل وخطف المتظاهرين والناشطين والأخيار،مع الكشف عن أسباب عدم إعادة النازحين والمهجرين الى مناطق سكناهم الاصلية بعد – كل الذي جرى فيها وصار- ،سيُعلم حينها فقط من الذي أطلق ويطلق صواريخ الكاتيوشا وقنابر الهاون على -العراقيين الآمنين – ويقتلهم بدم بارد داخل منازلهم – كما حدث في مجزرة الرضوانية – مع سبق ترصد وإصرار بزعم استهداف الاميركان الاشرار داخل سفارة الخضراء أو في محيط المطار !
وبما اننا نعيش في عصر التهويل والتغويل فلاريب من أن محاولة تضخيم مخاطر مغادرة السفير الاميركي للعاصمة بغداد وغلق السفارة الاميركية وفي واحدة من غاياتها – سواء أحدث الصدام المزعوم بين ايران واميركا على الاراضي العراقية بالوكالة، أم على الاراضي الايرانية بالأصالة، أم لم يحدث شيء من ذلك التضخيم الاعلامي الفارغ على الاطلاق – انما تعد محاولة جدية لتصوير الانسحاب للعالم والعرب والمسلمين على أن الاحتلال – اي احتلال وفي أي زمان ومكان كان بما فيه الاحتلال الصهيوني – على انه “صمام الأمان الوحيد الضامن لسلامة المواطنين ومستقبلهم والحفاظ على امنهم وأمانهم ووحدة شعوبهم وبلدانهم وانه الوحيد القادر على الحيلولة من دون وقوع حروب أهلية بين الطوائف والقوميات – التي تأبى التعايش مطلقا على مستوى الاتباع والقيادات – ما يؤدي الى تمزق المجتمع الى كانتونات” بمعنى ” تريد احتلال كامل بثلث أمان وبثلثي فقر وجوع وبطالة وحرمان وبقميص مرقع نص ردان ..أم انك تريد تحريرا ولكن من دون أمان ولاسلام ولا اطمئنان ؟” .
واكرر وللمرة الثانية لقد وصل العراقي الى حالة ” المبلل ما يخاف من المطر ..والى مرحلة ( ضربوا الاعور على عينه، قال خسرانه خسرانه ) بكل ما تعني الكلمة من معنى”سواء بوجود السفير الامريكي ماثيو تولر الطويل، أو بمغادرته الى مقر قنصلية بلاده كما يشاع في اربيل، بغلق السفارة ، أو بأنتقالها الى شقة في عمارة ..اما في حال اغلقت السفارة فعليا فلهذا الاغلاق تفسيرات عدة محتملة منها :
– أن استمرار استهداف محيط السفارة بالكاتيوشا من دون رد أميركي من شأنه أن يضعف احتمالات فوز ترامب – المستقتل على ولاية رئاسية ثانية – ما يدفع لإغلاقها في بغداد مؤقتا ونقل مهامها الى اربيل لتفويت الفرصة على من يريدون اسقاط ترامب من خلال هذه النافذة بمعنى ” ابعد عن الشر مؤقتا وغني له ، والباب اللي يجيك منها الريح سدها مؤقتا واستريح !
– اغلاق السفارة الاميركية سيدفع بقية السفارات والهيئات الدبلوماسية الاخرى لإغلاق ابوابها في خطوات مماثلة على منوال الاولى ما يجعل العراق في هذه الحالة معزولا عن العالم ينظر اليه كما في ايام الحصارالغاشم على أنه منطقة غير أمنة ولا مستقرة ولا مؤهلة للاستثمار وإبرام الاتفاقات وتوقيع مذكرات التفاهم والتدريب والتعاون والتجارة وتبادل الخبرات والسياحة والبناء والاعمار !
– إغلاق السفارة – هذا إن أغلقت فعلا – واحدة من أهدافه منح ايران نصرا معنويا عادة ما يسبق الاتفاقات الكبرى ويتيح للطرف الأضعف في طرفي المعادلة الدخول في مفاوضات ما بعد الانتصار -المعنوي – بثقة اكبر وانكسار اقل ،أمام جمهور الأضعف وإعلامه على أقل تقدير،هذا كله في حال أراد كل منهما التفاوض جديا لحل الاشكالات وخفض زخم التصعيد المتبادل والتخفيف من حدة التوترات!
– إغلاق السفارة – في حال اغلقت – وما يرافقها من شيطنة وتغويل يحذر من “حرب ..حصار ..دمار ..انهيار الدينار، ارتفاع الدولار ..ها ولك ..ابو جوقي ..الحك ربعك ،خشم الولد طار” غايته إعداد وتهيئة الجماهير وشحنها بالتزامن مع الذكرى الأولى لتظاهرات تشرين / اكتوبر القادمة للضغط تجاه اما المطالبة العلنية بنزع سلاح الفصائل المسلحة، أو ضمها الى الجيش،أو تحييدها كليا عن المشهد ،أو حلها ،أو تقسيمها الى فصائل ذات ولاء داخلي – وطنية – وفصائل ذات ولاء خارجي – ولائية -والتعامل معها وفق تلكم التعريفات وعلى أساس هذه التقسيمات !
– اغلاق السفارة مع التهويل المرافق لها غايته إرغام المتعنتين للعمل على رفض فكرة طرح والتصويت على اخراج القوات الاميركية من العراق تحت قبة البرلمان ،ولربما الضغط بهدف التصويت على بقائها بدلا من ذلك وبالاجماع !
– اغلاق السفارة مع التهويل – المتعمد -المصاحب قد يكون غايته الضغط على العراق لدخول قطار التطبيع مع الكيان ،مع ايصال رسائل واضحة ومقلقة للكويت تحديدا لاسيما بعد وفاة اميرها وتنصيب امير جديد بأنها صارت في مرمى النيران وباتت معرضة للخطر أكثر من أي وقت كان ولابد من دخول قطار التطبيع لضمان أمنها وسلامتها من أي تعد وعدوان !
– اغلاق السفارة وكما يتردد على ألسنة المهولين عبر القنوات العربية المعروفة بعشق الدخان وكره الأمن والأمان حيثما حل وكان ،بزعم تمهيده لعمليات اميركية هنا وهناك وضرب كذا هدف يهدف لزيادة شعبية ترامب – ابو ابتسامة بلهاء وكذيلة شقراء وشعر سارح لم يعلم حتى الان وبعد 4 سنين من طلته اللابهية على الامتين العربية والاسلامية،أهي باروكة صناعية،أم كذلة شعر طبيعية -أمام منافسه المؤيد الأكبر والأخطر لمشروع تقسيم العراق وفق خارطة برنارد لويس الانشطارية ،جو بايدن ،الدم ..قراطي الذي يتقدم حاليا وبحسب الاستطلاعات في المتلفز من اللقاءات والمناظرات !
– اغلاق السفارة لايعدو ان يكون مجرد جعجعة اعلامية وسياسية فارغة ومحاولة – بيع شدة خبز يابس بفرارة – لتشتيت الانظار عن مغادرة اميركا للعراق الى بقية الاقطار، وحصر تفكير الجماهير في دائرة مغادرة وغلق السفارة وما قد يترتب على ذلك من عقوبات ويتمخض عنها من تداعيات وأخطار !
– اغلاق السفارة غايته في جانب منه حرف بوصلة الجماهير والاعلام العربي كله والعمل على إشغاله بها بعيدا عن قضية التركيع أمام الكيان الصهيوني المسخ وهذا ما يحدث الان ، فبعد أن كان الكل يترقب بقلق بالغ دخول السودان وعمان قطار التركيع وعدة دول اخرى من دون إستذان ، صار بعضهم يتمنى تعجيل التطبيع مع الكيان والمهادنة مع الاميركان بزعم مساندتهم في حربهم – اطول من مسلسل باب الحارة – والتي نسمع بها منذ 40 عاما ..ضد ايران !
وهنا صارلابد ولزاما على الجماهير العريضة ومن الأهمية بمكان التفريق بين اللاسياسة والسياسة و”الخمط ساسة” بما سنجمله بمقال قريب وتحت نفس العنوان بمشيئته تعالى والله المستعان .
أودعناكم اغاتي