18 ديسمبر، 2024 8:39 م

إما الاخلاق او السياسة

إما الاخلاق او السياسة

يقال ان الاخلاق لا تلتقي مع السياسة على اعتبار ان السياسة هي مصالح مجردة وان التقت مع الاخلاق في مورد ما فأنها تختلف عنها في الف الف مورد , والأخلاق امر روحي وجداني يتعارض مع كل ما يلوث الفطرة الإنسانية السليمة و لا تعد اخلاقا ان يتمسك بها أي شخص في العلن فيما يقوم في حياته بأفعال اقل ما توصف به انها لا أخلاقية , ولذا فان مسلسل فضائح الحكومات العراقية منذ 2003 حتى اليوم والذي لم ولن يتوقف ابدا انما هو انعكاس لمدى افتقار السياسيين العراقيين لأبسط الاخلاق الحميدة , ولذا ليس غريبا ان تشاهد فقدان سبعة مليار في مياه الامطار كما حدث في حكومة عبد المهدي واليوم تطل علينا حكومة الإصلاح ومحاربة الفساد بفقدان 6 ترليون دينار من أموال الاقتراض المجلي مما أدى ويؤدي الى تعطيل وتأخير صرف الرواتب للموظفين في سابقة لم تحدث في عهد كل سراق المال العام العراقي من وزراء وسياسيين سابقين وحاليين ,وليس صعبا ان نقول ان اموالنا تذهب في بطون عديمي الاخلاق , فمن جاء للعراق حافيا لا يملك ثمن تذكرة طائرة صار بمباركة الشيطان مليارديرا في حين يفتقر مقابل كل مليون دينار يسرقه السياسيون تفتقر الف عائلة عراقية , لم تقدم لنا الحياة السياسية العراقية نماذج ناصعة البياض او منزهة عن الفساد الا اشخاص على قدر أصابع اليد الواحدة , نعم هناك حلقات مشرقة لا يغيب عنها المهندس ووزير النقل عامر عبد الجبار بنزاهته رغم قلة عطائه ولكن الاسم الأبرز والاشهر على الاطلاق هو جبار اللعيبي الخبير النفطي ووزير النفط العراقي الأسبق , الرجل الذي دخل الوزارة مثقل بمشاكل قطاع النفط العراقي وعمل كل ما يمكن ان يعمله أي وزير اخر وزاد عليها بأن امتدت يده لأصلاح مساوئ الوزرات الأخرى التي تمس المواطن في الصميم من قبيل اصلاح الطرق والبنى التحتية في عدد من محافظات البلاد كلما سمحت له الظروف بذلك اذا ما وضعنا نصب اعيننا محاربة بعض المحافظين له ومنعه من القيام بدور في محافظاتهم حتى لا يسحب البساط من تحتهم كما صرح هو علنا , أمور لو استمر اللعيبي وزيرا لأربع سنوات لأحدث نقلة نوعية في العمل الحكومة لكنه على قصر فترته فانه قدم الكثير من المشاريع التي لم يرَ بعضها النور لتوقفه بسب مصالح حزبية وسياسية مقيته , جسر الزبير البديل واحدا من مشاريعه , طريق أبو الخصيب الداخلي , والمدينة الترفيهية في البصرة و اعمار مصفى بيجي وتأهيله والقيام بأعمار شوارع الرمادي وصلاح الدين كلها امور لا يجب التغافل عنها وما قدمه رجل كان يعمل 18 ساعه يوميا , ولما ترك الوزارة لم تؤشر عليه أي ملف فساد فالرجل خرج من الوزارة بما دخلها به وكل ما كان يحمله هو هم هذا البلد المنكوب ولان السياسة لا دين ولا اخلاق لها فقد تم استبعاده لأنه حسبما صرح احد قادة الكتل السياسية ( ما يعطي) واترك للقارئ الكريم ان يفهم الكلمة أعلاه التي صدرت من واحد من ابرز الشخصيات المتحكمة بالمشهد العراقي , لذا فمعيار الاشتراك في العملية السياسية التي يفترض ان تكون لترميم البلد انما هو معيار مادي ان كنت تعطيهم او لا تعطيهم ومن يعطي بلا شك هو يأخذ وكلما اخذ من خزينة الدولة انما هو سرقة لقوت المواطن البسيط , وما شعارات الإصلاح ومحاربة الفساد التي صدعوا رؤوسنا بها في الحكومة الحالية او سابقاتها الا للاستهلاك الإعلامي ولغرض استمالة السذج من الناس الذين لا يعلمون( ياليت قومي يعلمون..) ان تقديم مصلحة العراق تستوجب على كل عراقي شريف وسياسي نزيه ان يمكن الشخصيات المنتجة التي لم تتلطخ يدها بثروة الشعب يمكنها من تسنم المناصب القيادية التي يمكنها من خلالها تحقيق حياة افضل للمواطن وبلد بلا فساد