17 نوفمبر، 2024 6:28 م
Search
Close this search box.

الكويت حزينة مع رحيل امير الانسانية

الكويت حزينة مع رحيل امير الانسانية

حزن كبير يخيم على الكويت لوفاة رمز من رموزها التاريخيين الامير الراحل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته.

المرحوم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كان أحد رجالات الحكم البارزين في تاريخ الكويت المعاصر والذين امتزجت آرائهم السياسية مع مواقفهم الوطنية وأحد الذين اجتهدوا في سبيل تحقيق الأهداف والغايات التي التقت عليها إرادة الشعب الكويتي.

تاريخ المرحوم الشيخ صباح الأحمد الصباح ممتد وعميق و حافل مع الأحداث والتطورات السياسية و أيضا الثقافية فقد لا يعرف الكثيرين ان الراحل الكبير كان من احد المؤسسيين لمجلة العربي الشهيرة و كذلك له الدور بأصدار قانون المطبوعات لتنظيم شئون النشر و الكتابة و ذلك بالعام 1961 و كذلك كان مهتما في الحفاظ على المخطوطات العربية و كذلك ساهم في العمل على نشر العديد من الكتب و المطبوعات و هذا ضمن احد مسئولياته الأولى كوزير للإرشاد و من هذا الدور الثقافي المتميز الى انطلاقته في الحركة بالجانب السياسي الدولي و تطورات الاحداث العربية و الدولية منذ تولى مسئولية وزيرة الخارجية بالعام 1963 حيث احداث ثورة السلال باليمن و اندلاع الحرب هناك و هزيمة يونيو 1967 و اسهام الكويت بالحرب اللاحقة بأكتوبر 1973 و دوره في توحيد الموقف العربي مع استخدام حرب النفط مرورا في أنشاء مجلس التعاون الخليجي و تطورات العلاقات الكويتية العراقية و هو ملف طويل و متشعب و ممتد لفترة زمنية طويلة.

ومنها دوره بأنهاء الحرب الاهلية اللبنانية وهذه الملفات المعقدة والمتشابكة لعب بها المرحوم الأمير الراحل أدوار مهمة ويتضح حجم النشاط الدبلوماسي والنجاح للراحل الكبير كبر مكانة الكويت في الواقع الدولي من حيث استضافة أكثر من مائة منظمة ما بين سفارات وهيئات ومنظمات إقليمية وعالمية وهذا يقدم لنا حجم الأداء الدبلوماسي الرفيع للأمير الراحل اثناء تحركاته بالقضايا الدولية والعلاقات الأممية ابان توليه مسئولية وزارة الخارجية.

وهذا الدعم الكبير لمستوى العلاقات ينطلق من مصداقية الكويت وعدم تبعيتها لأي مشاريع إقليمية وحرية حركتها وثبات هذه السياسة وعدم تقلبها لأنها مؤسسية وليست شخصية او عاطفية وكذلك ساهم عدم تناقض الخطاب السياسي مع الحركة على ارض الواقع في اعطاء مصداقية واحترام للكويت كدولة وللراحل الكبير كشخص مؤسس لهذا الدور.

علينا القول والتأكيد ان الراحل الكبير صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كان يمثل عمق تاريخي وشاهد على احداث مهمة بتاريخنا العربي وايضا هو كان كشخص وكمسئول من ضمن الحدث ان لم يكن بقلبه اذا صح التعبير حيث موقعه السابق كوزير للخارجية وهو يحمل لقب صاحب اطول فترة عمل كوزير للخارجية وهو احد اركان ومؤسسين الدبلوماسية الكويتية وطريقة عملها.
وكذلك موقعه كرئيس لمجلس الوزراء الى توليه مسند الإمارة.

الحديث عن تاريخ صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يحتاج الى كتب وليس كتاب واحد ومقالات مطولة وايضا تجميع وثائق وخطابات وكذلك توثيق تاريخ روائي محكي ومقارنته بالوثائق.

هذا الكلام يختص بالتاريخ والتحليل السياسي وما يتعلق بالواقع الحالي المعاش حاليا مع ازمة وباء الكورونا اريد ان اقول انه يجب تسجيل نقطة للتاريخ وهي الاوامر المباشرة التي أصدرها الراحل الكبير في الحفاظ على كرامة المواطن والمقيم على ارض الكويت بما يختص بالمعيشة وكذلك حملة استجلاب وجمع المواطنين العالقين بالخارج وحفظ كراماتهم الانسانية قبلها بالإقامة وترتيب حياتهم خارج الوطن الى وقت ترتيب نقلهم الى الداخل.

هنا قيادة العليا للدولة كانت حاضنة للشعب وحامية له.

وهذا الاحتضان الانساني من القيادة السياسية العليا الممثلة بحضرة صاحب السمو هو ديدن تاريخي للأسرة الحاكمة وجزء من عقلية متوارثة من سنين لدى صاحب السمو بالخصوص وأسرة الحكم بالعموم وهذا ما خلق بالماضي والحاضر رابط المحبة والتواصل بين القيادة والشعب.

رحم الله اميرنا وقائدنا الغالي واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون.

أحدث المقالات