الاوضاع السلبية التي وصل إليها العراق بعد الاحتلال الامريکي، والتي جعلته بلد الرافدين ذو التأريخ العريق ينتظر دور في قائمة الدول الفاشلة، يرى معظم المراقبين السياسيون والمختصون بشٶون العراق والمنطقة إن لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الدور الاکبر فيها والذي يلفت النظر أکثر هو إن مصلحة هذا النظام بقاء تلك الاوضاع على حالتها السلبية والانکى من ذلك إن النظام الايراني يصر على عدم تصدي لتلك الاوضاع من جانب أي طرف ويرفض ذلك بقوة، ولکن ماقد بات يعاني منه الشعب العراقي من جراء تلك الاوضاع وعدم قدرته على التحمل بل وحتى وصول الحال الى إندلاع إنتفاضة وتحرکات إحتجاجية واسعة النطاق هو حاصل تحصيل ماقد آلت إليه الاوضاع بسبب من تدخلات النظام الايراني ودور أتباعه من الاحزاب والميليشيات التي تزيد الطين بلة وتزيد الامور سوءا.
رد الفعل الغاضب لممثل المرشد الاعلى للنظام الايراني في صحيفة”کيهان”الناطقة أصلا بإسمه، على الموقف السديد للمرجع السيد علي السيستاني خلال إستقباله لممثلة الامم المتحدة في العراق حيث دعا إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة في العراق،إذ رد حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة كيهان، على هذا الموقف عندما دعا بوقاحة السيد السيستاني إلى تصحيح موقفه وإعلان أنه لا ينبغي أن تكون هناك مراقبة من الأمم المتحدة للانتخابات العراقية. وهي دعوة تثير الاشمئزاز والقرف عندما نجد إن النظام الايراني يصل به الحال الى أن يسمح لنفسه بکذا تدخل صلف يشمل حتى المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني لأنه قال کلمة حق يعبر عن آمال وتطلعات عموم الشعب العراقي.
هذا الموقف الوقح لم يأت إعتباطا، ذلك إن النظام الايراني يعلم جيدا من إنه لو تم إجراء إنتخابات نزيهة تحت إشراف الامم المتحدة، فإن أذنابه وعملائه لن يحققوا النتائج السابقة، وسوف تلحق بهم هزيمة شنيعة، ولأن هزيمتهم تعني بداية عملية لتقويض دور ونفوذ هذا النظام وتحديد وتحجيم دور عملائه وأذنابه، فإنه من الطبيعي جدا أن يحتج على ذلك ويرفضه، فهو يريد إنتخابات شبيهة بتلك التي تجرى في ظله في إيران حيث التزوير والتحريف وإعداد النتائج سلفا من خلال هندسة الانتخابات تبعا لمصلحة النظام، وقطعا فإن للنظام الايراني تأريخ مشهود في تزوير الانتخابات والتلاعب بنتائجها ولاسيما في عام 2009، حيث تسببت في إندلاع إنتفاضة عارمة بوجهه، ولأن موقف شريعمتمداري هذا هو في الواقع انعكاس لموقف خامنئي، وقد عبر خامنئي عن غضبه من موقف السيستاني من خلال ممثله. يظهر موقف خامنئي هذا أن النظام الإيراني خائف جدا من انتفاضة الشعب العراقي والتطورات في العراق ويريد منع هذه العملية بأي طريقة ممكنة، لأن مطلب الشعب العراقي يرفع يوميا في جميع مدن هذا البلد وخاصة المحافظات الشيعية. والاهم بکثير من هذا إن النظام الايراني يتخوف کثيرا من إجراء إنتخابات نزيهة في العراق تحت إشراف الامم المتحدة لتخوفه من أن يتکرر ذلك في إيران ولاسيما وإن الشعب أساسا غير راض عن النظام وليس لايثق به فقط وإنما يرفضه ويناضل من أجل إسقاطه، ومن هنا فإن الدعوة الوقحة لممثل خامنئي مرفوضة جملـ وتفصيلا وإن المطلوب هو أن يقوم النظام الايراني نفسه تصحيح موقفه والاعتذار عن هذه الوقاحة!