الطرة: الطغراء , أو الختم , أو العلامة المميزة.
ظاهرة غريبة تسود الواقع وتبرز بوضوح في الوجوه الكالحة الفاسدة , حتى صار الإقران ما بين طرة الجبين والفساد الفاضح قويا ومؤكدا.
فالطرّة يتم إستعمالها للنفاق والكذب والخداع والتضليل , ولإبعاد الشبهات عن ذوي العاهات السلوكية والدمامل النفسية المتقيحة.
وهذه الطرر تنافي الواقع الفسلجي والبايولوجي , في زمن يصلي أصحاب الطرر على سجاد من الحرير والرقع الناعمة التي تلامس الجباه برقة وراحة , مما يعني أن المتطررين ( من الطرة وليس من الطرطرة) , لا يمكنهم أن يكتسبوا أثرا في جباههم مهما تجاوزت مرات سجودهم ما هو فرض من السجدات , وإن سجد الواحد منهم أكثر من مئة مرة في اليوم , فلن يكون في جبينه أثر من السجود , مثلما كان السابقون الذين يمرغون جباههم بالتراب أو الحجر أو أي شيئ خشن وصلب.
ومن الملاحظ أن رموز الدين لا تشاهد طررا على جباههم , أما المدّعون والمتاجرون بالدين فقد تعاظمت طررهم , فهي داكنة سوداء كأنها الحروق , والبعض يقول بأنهم يكوون جباههم , وهناك مَن صار خبيرا برسم الطرر , كما يَحصل في رسم الأوشام.
الطرّة من علامات التقنّع بالدين , وربما تشير إلى أن معظم أصحابها من المنافقين الدجالين المرائين , الذين يستغفلون الآخرين ويتحايلون عليهم لإبتزازهم والإستحواذ على حالهم وأحوالهم , وتحويلهم إلى بضائع في مزادات الأفك والضلال.
وما أكذبَ المطررين وأدجلهم , فهم لا يعرفون من الدين شيئا , ويتاجرون بالقيم والمبادئ ولا يملكون قليل حياء , أو غيرة على الدين الذي يدّعون وبه يتمرّغون كأنّهم ثيران بلا قرون.
وتجدنا اليوم إزاء طوابير من المطررين الذين يتبجحون بالدين , وهم من أجهل الجاهلين , ومن الذين لا يفقهون في الدين سوى ما تمليه عليهم أهواؤهم , ونفوسهم الأمّارة بالشرور.
فهل أن الطرة علامة تجارية مسجلة , تشير إلى أن صاحبها من ذوي الرحمة والخلق الحسن والألفة والمحبة أم أنها لتمرير ما هو مشين؟!!
فتطرروا ولا تتطرطروا أيها المتاجرون بدين!!