منذ أن غيرت الولايات المتحدة الامريکية من اسلوب تعاملها مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وإتبعت استراتيجية جديدة إختلفت عن تلك التي إتخذتها منذ نشوء هذا النظام وهذا ماأثر عليه کثيرا، مع ملاحظة إن هذا النظام وخلال هذه الفترة تحديدا في وضع خاص يکاد أن يکون مختلفا عن الاوضاع السابقة التي مرت عليه من مختلف الاوجه، حيث تتکالب عليه التهديدات والاخطار من کل جانب، ويقف حاليا في وضع غير مريح وحتى غير مستقر أمام الاستراتيجية الامريکية الجديدة التي وضعت بصورة بحيث تمسك بطهران من مواضع الالم، أي إن الاستراتيجية تغطي معظم الامور المتعلقة بإيران وخصوصا التي تهمها کثيرا.
لئن کانت هناك الان ضجة وردود فعل عنيفة في داخل إيران بشأن تصدي الاستراتيجية الامريکية للإقتصاد الايراني بصورة خاصة وترکز عليه بشکل ملفت للنظر الى جانب إنها صارت تتصدى للحرس الثوري والميليشيات التابعة لها في بلدان المنطقة، لکن ومن دون شك فإنه ستکون هناك ضجة وردود فعل إستثنائية فيما لو بادرت واشنطن الى الاهتمام العملي بملف حقوق الانسان وتسليط الاضواء عليها أکثر وبدقة أکبر من الفترات الماضية، خصوصا من حيث تفعيل الجهود لدعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير.
ومع الاخذ بنظر الاعتبار الموقف الهام الذي أعلنته الخارجية الامريکية من ملف مجزرة عام 1988 وکذلك قضية إغتيال الدکتور کاظم رجوي، لکن مع ذلك فإن الاستراتيجية الامريکية الان وفيما يخص قضية تإييد نضال الشعب الايراني من أجل الحرية، لازالت في طور نظري وليس هناك من خارطة طريق أو منهاج محدد لکيفية تفعيله على أرض الواقع، ولاريب من إن تفعيل هذا الجانب من الاستراتيجية و الذي يعتبر بمثابة القلب النابض للإستراتيجية کلها، مهم جدا لأنه وفي حال شعور الشعب الايراني بأن العالم يسنده ويٶيد نضاله فإنه سيتحرك بصورة غير عادية، وبطبيعة الحال فإن الشعب الايراني لايزال ينتظر الموقف الامريکي من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يقود نضال الشعب الايراني منذ أربعة عقود، خصوصا وإن شخصيات سياسية رفيعة المستوى من الکونغرس الامريکي ومجلس النواب ومن برلمانات أوربا، قد دعت إدارة الرئيس ترامب لفتح حوار مع هذا المجس والاعتراف به تمهيدا للتعاون والتنسيق معه بشأن التغيير في إيران.
المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والمعروف بنشاطاته وتحرکاته وفعالياته المستمرة وشبکة علاقاته الواسعة مع الاوساط السياسية والثقافية والعالمية على مختلف الاصعدة، يشکل رقما صعبا في المعادلة الايرانية وإن إهمالها أو تجاهلها بوسعه الحيلولة دون نجاح أي مخطط أو مشروع سياسي دولي عام ضد النظام الايراني ولايمکن أبدا أن يحقق الاهداف والغايات المحددة لها. وإن تجربة العقود الاربعة المنصرمة في تعامل المجتمع الدولي عموما والولايات المتحدة الامريکية خصوصا، قد أثبتت ذلك بکل وضوح.