17 نوفمبر، 2024 6:48 م
Search
Close this search box.

دوامة الازمات المستعصية

دوامة الازمات المستعصية

بعد أن قامت الولايات المتحدة الامريکية بإعادة فرض العقوبات على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتأکيد بأنه ستکون هناك إجراءات إضافية لتعزيز تنفيذ العقوبات. وتزامن ذلك مع إصدار الخارجية الامريکية لتقريرها شديد اللهجة المعنون”نظام مارق Outlaw System ” حجم الأنشطة المدمرة للنظام الإيراني في الداخل والخارج. وعدم وجود أي موقف دولي يساير النظام الايراني بجدية ازاء ذلك، صار من الصعب إن لم نقل من المستحيل على القادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يجدوا سبيلا من أجل مواجهة الاوضاع الداخلية في إيران والزعم بأنهم يمسکون بزمامها کما کان الحال طوال العقود الاربعة المنصرمة، إذ أنه وبعد ثلاثة إنتفاضات عارمة وإحتجاجات شعبية مستمرة وإقتصاد هزيل وفساد مستشري في مفاصل النظام، فإنه لايبدو إن لهذا النظام من أي خيار من أجل مواجهة هذا الموقف الامريکي الحازم سوى الانتظار السلبي.

هذا النظام وفي ظل الاوضاع التي صار يعيشها على أثر الانتفاضتين الاخيرتين، قد أصبح على موعد في أية لحظة مع أزمة أو أزمات جديدة تضاف الى سجل أزماته المستفحلة والاهم من ذلك إنه في حالة ترقب وإنذار من إندلاع الانتفاضة مجددا ضده. ولاريب من إن هذا النظام الذي يواجهه أزمات غير مسبوقة ولايتمکن من إيجاد حلول لها أو معالجتها، ليس مربط الفرس، بل إن العقدة الاساسية هي إن هذه الازمات لها علاقة غير عادية مع مظاهر الاحتجاجات الحادة السائدة في إيران ومن إن بقائها يعني بقاء الاسباب الموجبة لإعادة سيناريوهات الانتفاضات ولکن بوقع أشد وأقوى، مع الاخذ بنظر الاعتبار بأن النظام المتدثر بالدين لم يعد يمتلك القوة السابقة لمواجهة أية إنتفاضة عارمة جديدة إذا ماأخذنا المواقف الدولية التي بدأت تتصاعد حدتها ضد النظام ولم تعد کما کانت في السابق ولاسيما بعد إعادة فرض العقوبات والتأکيدات الامريکية على الحرص على تنفيذها، الى جانب إن الاوضاع المختلفة للنظام داخليا لم تعد لصالحه إذ أنها قد تغيرت وأصابها وهن شديد يمکن لمسه بوضوح، مع ملاحظة إن السبب والعامل الرئيسي لأزمات النظام السياسية هو قيامه بصرف أغلب الميزانية على القمع الداخلي وعلى التدخلات في بلدان المنطقة ودعم المجاميع الارهابية والمتطرفة والسعي من أجل الحصول على الاسلحة الاستراتيجية، هذا إذا ماوضعنا الفساد الکبير المستشري في إيران بسبب الحکم نفسه جانبا. وفي ظل کل ذلك فإنه ليس هناك من أي دافع أو باعث للتعلق بالامال بإحتمال أن تتحسن الاوضاع ويتمکن النظام من إحتواء الاوضاع وإمتلاك زمام الامور کالسابق کما قد يتوهم البعض ويتصور.

إحتمالات تزعزع النظام الحاکم أکثر وغرقه في دوامة أزماته المستعصية وحلول نهايته هو الاکثر واردا في ظل ماقد أسلفنا ذکره من أن يقف على قدميه ولاسيما إذا أخذنا بالحسبان الظروف والاوضاع الدولية التي لم تعد في صالحه بل وإن هناك تشديد خارجي متزامن ومرافق للأوضاع الداخلية المتوترة أصلا من أجل إيصال الاوضاع الى الذروة خصوصا بعد التبني الدولي الرسمي لمجزرة صيف عام 1988، الخاصة بإعدام 30 ألف من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق وجريمة إغتيال السياسي الايراني المعارض الدکتور کاظم رجوي في عام 1990 في جنيف.

أحدث المقالات