انّ ألمترّقب لدولة اسرائيل و ما تخوضه من مصاعب و محن داخليّة و خارجيّة منذ تأسيسها قسرا و قهرا رغم أنف ألعرب سنة 1948م و حتّى هذه أللحظة لا يجد صعوبة في ترجيح ألأحتمال ألأكبر ألا وهو اندثار و زوال دولة اسرائيل في ألمدى ألبعيد ( ولسنا نعرف مدى ذاك ألبعد حيث أنّ كلّ شيء,كما قال عالم ألفيزياء ألشهير ” ألبرت أينشتاين” ,انّما هو نسبيّ وليس مطلق ) .ومن أقوى ألحجج على سلامة هكذا تحليل ما قاله ألمؤرّخ ألبريطاني ألشهير ” أرنولد طوينبي ” في مطلع ألستّينات عندما أدلى برأيه عن دولة اسرائيل ألحديثة و قال عنها أنّها ” جسم غريب في ألشرق ألأوسط بين دول كلّها عربيّة , و أنّ مصيرها في ألنهاية ألى ألزوال و ألفناء “…
و ألأمر ألعجيب وغير ألعجيب في نفس ألوقت هو ما كتبه رئيس ألولايات ألمتّحدة ألأمريكيّة ألراحل ” ريتشارد نيكسون ” في مذكّراته “مذكّرات ريتشارد نيكسون ” ( و قرأتها أنا نفسي سنة 1979م ) عن ألعلاقة بين أمريكا و دولة اسرائيل, و عن حرب يوم ألغفران في شهرأوكتوبر- تشرين 1 لسنة 1973م( و كان “ريتشارد نيكسون” حينها رئيس ألولايات ألمتّحدة ) و أعرب جهرا بلا غموض عن تساؤله عمّا, و تشككّه فيما اذا كان في مقدور دولة اسرائيل ألبقاء في ألوجود على ألمدى ألبعيد وهي (أي دولة اسرائيل ) محاطة بدول عربيّة تناصبها ألعداء … ! و أنا أؤمن أنّ زعماء دولة اسرائيل على دراية واضحة وكاملة بتلك ألملاحظات ولا يتجرّأؤون على تجاهلها !
و في نهاية ألأسبوع ألأوّل من حرب يوم ألغفران سنة 1973م , و بالتحديد في ألرابع عشر من أوكتوبر – تشرين1 ,1973م, قام رئيس مصر ألراحل ” انور السادات ” بألقاء خطاب في مجلس ألشعب ألمصري ( ألبرلمان ), في أوج تلك ألحرب ألمصريّة-ألسوريّة على اسرائيل, عن أسباب و أهداف تلك ألحرب و كان ممّا قاله أنتقاد بأستخفاف ممزوج بألأزدراء لنظريّة ألأمن ألّتي وضعها ” دافيد بن غوريون ” ( أوّل رئيس وزراء لدولة اسرائيل ) للدولة أليهوديّة وألّتي كان عمادها و أساسها اعتماد اسرائيل أستخدام ألقوّة ألمسلّحة ضدّ جاراتها ألدول ألعربيّة, و أن تكون اسرائيل هي ألبادئة دوما في شنّ ألحرب على ألعرب, وألاّ تجري معارك ألحرب على أراضي اسرائيل ألمحددّة دوليّا منذ 1949م ( أي اراضي فلسطين ألّتي أغتصبها أليهود و أسسّوا عليها ألدولة ألعبريّة من 1948م ألى أوّل شهر حزيران لسنة 1967م ) بل أن تدور رحى معارك ألحرب على أراضي ألدول ألعربيّة ألمجاورة بسبب ما كانت آنذاك تفتقر أليه دولة أسرائيل من ” عمق جغرافي أستراتيجي ” لم يكن ليمكّنها استيعاب ألضربة ألأولى من ألعرب لأنّه لو حدث ذلك لكان بألتأكيد سيؤّدي ألى ألقضاء تماما على اسرائيل ألصهيونيّة ! لقد كانت أنتقادات ” أنور ألسادات” تلك موجّهة مباشرة ألى “دافيد بن غوريون”, وأغلب ألظنّ انّ تلك ألأنتقادات عجّلت في موت “دافيد بن غوريون” ألّذي فارق ألحياة في شهر ديسمبر- كانون1 لنفس ألسنة ,1973م( وبعد موته أطلقت اسرائيل اسمه على مطار مدينة أللّد ألشهير حيث أصبح اسم ألمطار ” مطار بن غوريون”) … !
نحن نعي ما جرى من مناوشات ومعارك و أعمال عنف مسلّح بين ألعرب وأليهود منذ كانت أراضي فلسطين تحت حكم ألأنتداب ألبريطاني ولا نزال نذكر اضراب سنة 1936م , وألهجوم ألعنيف ألّذي قام به ألخلايلة ( اهل مدينة ألخليل) على ألمستوطنين أليهود خلال ألأنتداب ألبريطاني, و كذلك قيام أليهود( ألّذين كان معظمهم قد جاء ألى فلسطين من مختلف أرجاء ألمعمورة , خاصّة أثناء ألحرب ألعالميّة ألثانية عندما أضطهد ألنازيّون في ألمانيا كلّ ما كان يهوديّا ) بتأسيس مختلف ألتنظيمات شبه ألعسكريّة ( ألّتي كان هدفها حماية ألمهاجرين أليهود بقدر ما كان هدفها ألتهجّم على ألمدنييّن ألعرب من أجل دبّ ألرعب وألخوف في نفوس ألعرب ) وألّتي كان من أبرزها منظّمات: ” ألبالماخ ” ( ألصدمة – ألّتي أسسّها ” اسحق ساده” و ” يغأل ألون” ), و ” الهغانا “( الدفاع- ألّتي أسسّها ألبريطاني “أورد وينغيت”) , و”شتيرن” (أسسّها ألصهيوني “افراهام شتيرن” و كانت معروفة أيضا باسم ” ليهي” – “لوهامئي حيروت اسرائيل” وتعني
” ألمقاتلون من أجل حرّيّة اسرائيل”) ,و ” هاشومير” ( ألحارس ), و “ألأرغون”- مختصر” ارغون زفي لئومي” ( ألمنظّمة ألعسكريّةألوطنيّة) ألّتي أسسّها ألجزّار ” مناحيم بيغين” بألأشتراك مع ألصهيوني”فلاديمير جابوتنسكي” …! وكذلك لا ننسى ألسياسة ألمنهجيّة ألّتي أتّبعها أليهود في بناء ” ألكيبوتزات “و “ألموشافات” (ألقرى ,والمزارع ألتعاونيّة) مباشرة قبالة ألمدن ألفلسطينيّة ألكبيرة,وخير توضيح لذلك ” تل أبيب” ألّتي بناها أليهود ك”كيبوتز” قبالة مدينة “يافا” عروس فلسطين ثمّ أصبحت ” تل ابيب” مدينة أكبر في ألحجم و عدد ألسكّان و أكثرفي ألنشاط التجاري من مدينة “يافا” ألعربيّة” ( ” ألكيبوتز” في دولة اسرائيل كان أقرب نموذج للشيوعيّة ألماركسيّة حيث أنّ مبدأ كيانه هو ألعمل وألأقامة فيه استنادا على بند من بنود ألعقيدة ألشيوعيّة ألقائلة ” من كل ّحسب قدرته و لكلّ حسب حاجته ” … ) ! و لا يخفى علينا أن ” كيبوتزات” دولة اسرائيل كانت طيلة ألوقت من أكبر أوكار ألزنا حيث كان يجري فيها ممارسات ألجنس بحريّة لكن بدون أرتباط شرعي يهودي أو ارتباط قانوني,وهكذا كانت ألفتيات وألنساء ألحوامل ينجبن ألأطفال غير ألشرعييّن ( أطفال ألصدفة ) , و كان و لا يزال يتمّ تسمية مواليد هذه “القرى وألمزارع ألتعاونيّة” هكذا : (1) كيبوتزنيك= ابن “كيبوتز” . (2) موشافنيك= ابن “موشاف” . و في دولة اسرائيل نسبة لا بأس بها من ” أولاد و بنات ألكيبوتزات ” (مواليد ألصدفة) … !
و بخصوص ألشعب أليهودي فانّنا لا ننسى أنّ الكثير من مؤسسّي دولة اسرائيل انّما كانوا ارهابييّن بكلّ ما في ألكلمة من معنى و كان منهم “اسحق شامير”, و” يغئال ألون” و”اسحق ساده” و ” رحبعام زئيفي” ( ألّذي اغتاله ألعرب سنة2001م في فندق ” هايات ريجنسي” في حيّ “وادي ألجوز” بألقرب من مستعمرة ” هداسا وألعبريّة” قريبا من قرية ” ألعيسويّة” ألعربيّة) , و ألجزّار ألسفّاح ” مناحيم بيغين”
ألّذي قامت منظّمته “ألأرغون” بنسف جناح كامل من فندق
في ألقدس سنة1946م عندما كان مقرّ King David
حكومة ألأنتداب ألبريطانيّة , مثلما قامت منظّمته بأرتكاب مجزرة قرية “دير ياسين” ألعربيّة سنة1948م – قام أليهود بتسميتها ” جفعات شاؤول” بعد تأسيس دولة اسرائيل-( وألأمرألّذي دعا للسخرية كان قيام “لجنة نوبل ” باعطاء جائزة نوبل للسلام للسفّاح “مناحيم بيغين” سنة 1979م بعد ابرامه اتّفاقيّة كامب دافيد للسلام مع مصر رغم أنّ “بيغين” كانت يداه ملطّختان بدم ألأبرياء ), و مصّاص ألدم ” ارئيل شارون ” ألّذي نسف بيوت أهالي قرية ” قبية” ألفلسطينيّة في ألضفّة ألغربيّة سنة 1953م مثلما كان متورّطا بطريقة غير واضحة بمذابح مخيّمي “صبرا” و “شاتيلا” في بيروت في أيلول 1982م … ! وهكذا يتبيّن لنا بوضوح أنّ كبار أليهود في فلسطين كانوا من كبار ألأرهابييّن ألسفّاحين ألجزّارين … !!!
هذا وقد خاض أليهود ألحرب ضدّ ألعرب سنة 1948م و تكبّدوا فيها أكثر من ستّة آلاف قتيل و لمسوا و رأو بوضوح وجلاء بسالة و شجاعة و جرأة ألكثير من ألقادة ألعسكرييّن ألعرب و كان منهم أللواء ألمصري ألسوداني ” محمّد سعيد طه ” ألّذي ظلّ مع حاميته من ألجيش ألمصري محتفظا بجيب ” مدينة ألفالوجا ” شرقيّ “ألمجدل” و”عسقلان”( وكانت قرية “عراق ألمنشيّة” شرقيّها مثلما كانت قرية ” عراق سويدان” غربيّها) حتّى نهاية حرب فلسطين ,ولم يستول أليهود على “ألفالوجا” الاّ بموجب بنود ” اتّفاقيّة رودس” للهدنة سنة 1949م,وكذلك ألقائد ألسوري ألتركيّ ” فوزي ألقاوقجي ” , و ألقائد ألفلسطيني ” عبد ألقادر ألحسيني ” ألّذي كبّد أليهود خسائرفادحة في “معركة ألقسطل” على طريق ألقدس- يافا , ولا تزال بعض ألآليّات ألعسكريّة أليهوديّة متروكة عمدا حتّى هذه أللحظة على جانبي ألطريق لتكون أكبر اثبات على شراسة تلك ألمعركة ألّتي جرت سنة 1948م و أنتهت بمقتل عبد ألقادر ألحسيني غدرا ,و ألقائد ألفلسطيني “حسن سلامة ” ( أب “ابو ألحسن علي سلامة ” أحد قادة ألمنظّمات ألفلسطينيّة ألّذي اغتالته اسرائيل في لبنان سنة 1979م و كان عشيق ملكة جمال لبنان ألسابقة “جورجينا رزق ” ) !!!
اذن خاض أليهود حربا طويلة و دمويّة و مكلفة ضدّ ألعرب سنة 1948م حتّى أستطاعوا تأسيس دولة اسرائيل (في عقد ألأربعينات) ,ثمّ خاضت دولة اسرائيل أليهوديّة حربا ضدّ مصر ( وضدّ شخص جمال عبد ألناصر نفسه زعيم مصر ) سنة 1956م بألتواطؤ مع بريطانيا و فرنسا – في حرب ألسويس سنة1956م قامت ألمدمّرة ألمصريّة ألسفينة ألحربيّة ” ابراهيم ألأوّل” بألأبحار خلسة في منتصف الليل و وصلت ألى ساحل مدينة “حيفا” ألساعة ألثالثة صباحا و أطلقت من مدافعها مائة و ستّين قذيفة على ميناء حيفا و مصفاة ألبترول فيها- ( في عقد ألخمسينات ) ,ثمّ خاضت اسرائيل حربا ثالثة ضدّ مصر وسوريا وألأردنّ سنة 1967م – حرب ألأيّام ألستّة (وكانت أسهل حرب و أقلّها كلفة على دولة اسرائيل ) ,و بعدها بسنة أضطرّت اسرائيل ألى خوض ” حرب ألأستنزاف” ألتي فرضها زعيم مصر ألراحل ” جمال عبد ألناصر ” من شهر آذار 1968م ألى شهر آب 1970م على طول خطّ قناة ألسويس و لتحطيم “خطّ بارليف” ألدفاعي ألّذي كانت اسرائيل تقوم بتشييده ( في عقد ألستّينات) ! و في شهر أوكتوبر – تشرين1 سنة 1973م شنّت مصر و سوريا حربا منسّقة و شرسة ضدّ دولة اسرائيل يوم عيد ألغفران لدى ألشعب أليهودي ” عيد يوم كيبور” و تبيّن لدولة اسرائيل أنّ حرب 1973م انّما كانت حربا شرسة بكلّ جديّة كلّفتها ألكثير من ألخسائرألبشريّة ألفادحة غير ألمألوفة لدولة اسرائيل مثلما كلّفتها عبئا ماليّا ضخما ما كانت اسرائيل لتتحمله لولا ألدعم ألمالي و ألعسكري ألأمريكي للدولة أليهوديّة ( في عقد ألسبعينات ) . و بعد تسلّم مصرلبقيّة صحراء سيناء في نيسان 1982م قامت اسرائيل بشنّ حرب سلامة ألجليل على وجود ألمنظّمات ألفلسطينيّة في لبنان في شهرحزيران1982م و أستمرّ ألقتال , وكذلك حصارمدينة بيروت مائة يوم تقريبا ,وهكذا لم يكن غزو لبنان حربا سهلة بل كانت حربا طويلة و مكلفة جدّا و لم تحظ على شعبيّة من ألشعب أليهودي في اسرائيل ( في عقد ألثمانينات ) . و لدى اجتياح ألعراق لدولة ألكويت في شهرآب سنة 1990م طلع دويّ طبول ألحرب ,وبألفعل قام ألعراق باطلاق 43 صاروخا مطوّرا من ألصاروخ السوفياتي للدعم ألتكتيكي على مدن تل أبيب ,وحيفا ,ورامات غان , وديمونا ( في Scud عقد ألتسعينات ) . و أخيرا وليس آخرا اندلعت حرب عنيفة بين اسرائيل و شعبها وجيشها من جهة و منظّمة ” حزب اللّه “اللبنانيّة من جهة أخرى من 12 تمّوز ألى 14 آب سنة2006 م أثبت ” حزب اللّه ” خلالها قدرته ألواضحة على ضرب ألعمق ألأسرائيلي بأستمرار طيلة تلك ألحرب حيث أطلق تنظيم “حزب اللّه ” ما كان معدّله مائة وخمسين صاروخا يوميّا على مختلف ألمدن ألكبيرة شماليّ اسرائيل شملت لأوّل مرّة في تاريخ حروب اسرائيل مع ألعرب مدن حيفا,وألعفولة, و بيسان, و خمس مدن أخرى شرقيّ مدينة حيفا(كريوت) , ومغدال هعمك,وصفد ,ومعالوت ,و ألخضيرة , و روش بينا,ألخ…! هذا بألأضافة ألى قيام “حزب أللّه” بقصف سفينة صواريخ اسرائيليّة ” حانيت” بصاروخ مضادّ للسفن من سواحل لبنان ممّا ادّى الى مقتل أربعة بحّارة اسرائيلييّن و أصابة ألسفينة ألحربيّة ألأسرائيليّة بأضرار بالغة , وكذلك بألأضافة الى قدرة مقاتلي “حزب أللّه” على ألتصدّي ببسالة وجرأة للدبّابات ألأسرائيليّة ألمدرّعة درعا سميكا جدّا من طراز ” مركفا ” و اعطاب أربعين دبّابة من ذاك ألنوع ألأمر ألّذي أذهل ألدولة أليهوديّة وجعلها تفقد صوابها في حربها ضدّ منظّمة من مقاتلين شبه نظامييّن و ليس ضدّ قوّات مسلّحة نظاميّة !
و ظلّت آثار حرب اسرائيل ضدّ “حزب اللّه ” تعصف بألمؤسسّة ألسياسيّة وألعسكريّة ألأسرائيليّة لعدّة شهور بعد سريان وقف اطلاق ألنار ممّا جعل بعض كبار ضبّاط ألجيش ألأسرائيلي يقدّمون استقالاتهم ألواحد تلو ألآخر حتّى وصل ألأمرألى تقديم رئيس أركان ألجيش ألأسرائيلي ” دان حالوتس ” استقالته في ألسابع عشر من شهريناير-كانون1 سنة2007م ( وهذا يذكّرني بالنتائج ألسلبيّة ألّتي أنعكست على دولة اسرائيل بعد حرب 1973م عندما قدّم رئيس أركان ألجيش ألأسرائيلي آنذاك ” دافيد أليعازار” استقالته , ثمّ لحق به وزير ألدفاع “موشي دايان” ورئيسة ألوزراء ” غولدا مئير” في تقديم ألأستقالة ,مثلما حدث بعد حرب سلامة ألجليل سنة1982م عندما أضطرّ ألجزّار” ارئيل شارون” لتقديم استقالته ) ! حرب اسرائيل ضدّ “حزب أللّه” : تمّوز-آب 2006م ( في ألعقد ألأوّل للقرن 21) … !
و لايمكن أن يفوت عن بالنا ألعمود ألفقريّ للحرب ضدّ دولةاسرائيل أليهوديّة ألصهيونيّة ,الا وهو ألمقاومة ألفلسطينيّة ألمسلّحة ضدّ شتّى ألأهداف ألأسرائيليّة . هل يعقل أن ان يفوت عن بالنا و ألشعب ألفلسطيني هو صاحب ألقضيّة في ألدرجة ألأولى وهو بنفس ألمقدار ألضحيّة ألأولى للأجرام وألأغتصاب و المجازر ألصهيونيّة ألّتي فاقت وحشيّة ألحيوانات ألمفترسة في أشرس أدغال ألمعمورة !
ألكفاح ألمسلّح الفلسطيني بدأ في الخمسينات وكان من بين عوامل أخرى السبب في اجتياح ألجيش ألأسرائيلي لمدينة غزّة سنة 1955م. و خلال حكم جمال عبد ألناصرفي مصر تمّ تأسيس منظّمة ألتحرير ألفلسطينيّة سنة 1965م ,تلك ألمنظّمةألّتي بدأت تمارس ألمقاومة ضدّ ألكيان ألصهيوني قبل اندلاع حرب حزيران1967م . ومنذ 1968م كثّفت ألمقاومة ألفلسطينيّة نشاطاتها ضدّ اسرائيل و أنزلت ألخزي بألجيش ألأسرائيلي في ” معركة ألكرامة ” شرقيّ نهر ألأردنّ في21 آذار 1968م عندما دبّ ألفزع في صفوف ألجيش ألأسرائيلي وجعله يذهل و يفقد صوابه نتيجة ألمقاومة ألشرسة ألّتي أبداها ألفلسطينيّون ممّا جعل ألجيش ألأسرائيلي ينسحب من قرية “ألكرامة” بعد معركة دامت 13 ساعة و يترك ورائه أربع دبّابات
ولا يمكن أن ننسى تجرّؤ رجال ألمقاومة ألفلسطينيّة و اقدامهم على أحتجازتسعة رياضييّن اسرائيلييّن في مدينة”ميونيخ” في ألمانيا ألغربيّة خلال ألألعاب ألأولمبيّة في أيلول 1972م ثمّ قيامهم بقتل ألرياضييّن ألأسرائيلييّن خشية وقوعهم في فخّ ألقنّاصة ألألمان ! ونحن على أكمل دراية أن قتل تسعة رياضييّن اسرائيلييّن لم يكن على ألأطلاق بقدرته انزال ألهزيمة بألجيش ألأسرائيلي ولا اجبار ألجيش ألأسرائيلي على ألأنسحاب من ألأراضي ألّتي أحتلّها في حرب حزيران 1967م, و لكن كان ألهدف ألرئيسي من عمليّة “ميونيخ” سنة 1972م هو جعل دولة اسرائيل,حكومة و شعبا , تتلوّى من ألألم وألوجع مثل ألحيّة وتبليغها ألرسالة بأنّ دولة اسرائيل لا يمكن أن تنعم بلحظة من ألسلام وألأسترخاء طالما أنّها مغتصبة حقوق ألشعب ألفلسطيني وخاصّة أللآجئين ألفلسطينيّن ! و كذلك عمليّة ألياباني “كوزو أوكا موتو” في حزيران 1972م في قلب مطار أللّد , و ألكثير من ألعمليّات ألفدائيّة ضدّ ألأسرائيلييّن منذ مطلع سنة1974م عندما كان كلّ ألجيش ألأسرائيلي مستنفرا على ألجبهتين ألمصريّة وألسوريّة بسبب حرب يوم ألغفران في أواخر1973م .عندها أنطلق ألكثير من رجال ألمنظّمات ألفلسطينيّة من لبنان و تسللّوا الى شماليّ اسرائيل و قاموا بتنفيذ عمليّات انتحاريّة( عليّ وعلى أعدائي )كان أبرزها عمليّات كريات شمونة, ومعالوت, وفسّوطة-ترشيحا ,ونهاريّا ,وتل أبيب ,و عمليّة تفجير ألثلاّجة في ” ميدان صهيون” في ألقدس ألغربيّة سنة1974م , ثمّ عمليّة اختطاف باص ” ايغد” عند كيبوتز “معغان ميخال” في آذار 1978م و اقتياده بأتّجاه ألجنوب صوب مدينة تل أبيب لمسافة ستّين كيلومترتقريبا قبل أن يقوم ألفدائيّون ألفلسطينيّون بتفجير ألباص بمن كان فيه عند حدود تل أبيب !
و لا يزال في دماغنا ألعمليّات ألمسلّحة ألجريئة ألّتي نفّذتها حركة”حماس” و شملت ألكثيرمن تفجير حافلات ألركّاب ألأسرائيليّة ألمليئة بألركّاب ألأسرائيلييّن ,وتفجير شتّى ألمطاعم, و ألمقاهي , وألبارات,ومحلاّت ألديسكو للرقص , و ألأماكن ألعامّة في ألشوارع. وكلّ تلك ألعمليّات ألفلسطينيّة صارت في أكبرمدن اسرائيل و نشرت ألخوف وألذعر و ألرعب في نفوس ألمدنييّن ألأسرائيلييّن و كلّ ألمجتمع ألأسرائيلي ألغاشم ممّا جعل ألمدنييّن ألأسرائيلييّن يعانون من مختلف ألأمراض ألنفسيّة… اذن دولةاسرائيل خاضت ألحروب ضدّ ألعرب في عقود ألأربعينات ,والخمسينات, وألستّينات,وألسبعينات,وألثمانينات, وألتسعينات من ألقرن 20م ,ثمّ حربا شرسة ضدّ “حزب أللّه ” اللبناني في ألعقد ألأوّل من ألقرن 21م . فهل من ألمعقول أن تستمرّ دولة اسرائيل في ألبقاء وهي في حالة حرب غير منقطعة ؟ و هل من ألمعقول أن تنعم اسرائيل بألسلام وألأطمئنان طالما أنّها مستمرّة في أغتصاب وانكار حقوق ألشعب ألفلسطيني ؟ وهل من ألمعقول أن تسترخي دولة اسرائيل وهي على يقين أنّ أعدائها ألشرسين “حزب أللّه”أللبناني ,و سوريا, وجمهوريّة ايران ألنوويّة , وحركة ” حماس” ألمرعبة لا تزال تحيط بها و تستمر في محاربتها بطريقة أو أخرى ؟ يبدو أنّ دولة اسرائيل ألصهيونيّة قد وصلت أوج مجدها وغرورها مباشرة بعد حرب 1967م ,ولكن هزيمة ألعرب في تلك ألحرب كانت بداية نقطة ألتحوّل و بداية دوران ألدائرة على دولة اسرائيل وبداية اندثار اسرائيل.