18 ديسمبر، 2024 11:07 م

السياسيون والحنقبازية يرومون دفع العراق نحو الهاوية

السياسيون والحنقبازية يرومون دفع العراق نحو الهاوية

كرار حيدر الموسوكرار حيدر الموسومن المعلوم أن الناس أعداء ما جهلوا وهذه الحقيقة معروفة سواء علم بها الإنسان أو لم يعلم بها .لكن لهذا المفهوم مصاديق كثيرةً تطبق بأرض الواقع وخصوصاً لدى المجتمع العراقي الذي كثرة عليه الشبهات والأراجيف والخدع والمكر الذي لم يتصوره أحد حتى بات لا يميز بين ما ينفعه وبين ما يضره ولكون الشعب العراقي شعب طيب ولديه قيم إنسانية رائعة .فمن هنا توالت عليه حقب زمنية مجحفة ومظلمة أضرت وتضر به لحين الوصول إلى المبتغى والهدف والقائد الحقيقي الذي يسير به نحو الطريق الصائب والمعتدل لا طريق الحروب والقتل والدمار والفتنة والتهجير وسفك الدم .هكذا هي أغلب القيادات العراقية من مرجعيات فارسية أو قيادات ارتبطت بالمشروع الفارسي أو الأميركي .ولو عدنا الى السابق من الزمن نلاحظ كيف كان للمرجعية الأعجمية وقياداتها والأحزاب المرتبطة بها كيف خلطت الأمور وهيّأت رجال مافيات وقتل وتدمير مارست كل وسائل الإرهاب والترهيب بحق كل مكونات الشعب العراقي والنتيجة نلاحظها اليوم صراع وقتل وتفجير وفساد ورشاوى وصراعات عشائرية وإطلاق رصاص يومياً بدون رادع .إذاً ما هو دور مرجعية السيستاني والقيادات التي إرتبط بها ما هو دورهم حينما نصبوا أنفسهم لقيادة البلد وأتيحت لهم كل الوسائل ؟ ونحن نلاحظ أن العراق وأهله يسير من سيء إلى أسوء .وهنا نتوجّه بسؤال لماذا لا يلتحق العراقيون إلى من يسير بهم نحو الطريق الصحيح ؟ لماذا لا يسلطون إعلامهم عليه؟ إنها المرجعية العراقية العربية المتمثلة بالسيد الصرخي الحسني .ذلك المرجع الذي طرح العديد من المشاريع التي تخدم شعبنا ووطننا . لماذا لا نتمسك به بعد أن كشف لنا الزمن كذب وخداع العديد من المشاريع الفارسية والأميركية والدعاوى الكاذبة التي نطقت هنا أو هناك.لماذا لا يتمسك العراقيون بمشروع الدولة المدنية التي دعا لها سماحته بعد فشل مشاريع الأحزاب بكل قومياتها؟ إن الغريب بالأمر عند الحديث عن الحل وهو الدولة المدنية وحكومة التكنوقراط نواجه الرفض والتشكيك .ولا كأننا جربنا الفاسد والعميل والخائن ولعلنا نجد له المخرج لكل جرائمه ومفاسده القبيحة والذليلة كما حصل مع قضية دفن سارق الآثار في مرقد الامام الكاظم (عليه السلام) .إن الظرف خطير جداً وإننا سائرون نحو الهاوية إذا لم يفعل الصواب ونتجه نحو الهدف والقائد الحقيقي .فلا نبقى نصدق تفاهة القوم وخداعهم فلقد حان وقت التغيير.

اليوم وضعنا بائسٌ في العراق .. شعبُ هائج في محافظات عدة مظلومين وفقراء وكارثة لا تعالج في هذا البلد الذي يحتضر .. بأختصار سوف أقولها لكل سياسي ولكل مواطن ولاي مخلوق يعيش على أرض العراق .. كل مايحصل في العراق هو لسبب واحد فقط . السبب هو ان نفط الشعب ليس للشعب !! بل للسياسيين .! 10 سنوات يسرقون بالنفط ويتحصنون في وسط بغداد في منطقة لعينة اسمها الخضراء تاركين الشعب يأكل من القمامة وتنفجر عليهِ ألف قنبلة وقنبلة حتى أصبح الموت عراقي واالشهادة عراقية والذي يؤلمني أن اولاد السياسيين وهم انفسهم لم يمت فيهم ( فرد ) واحد !! والان يستغربون لماذا الشعبُ هائج .. سيهج الشعب وسيضحك عليه سفلة القوم بأتفه الاشياء لاننا لم نجد حقنا وارضنا وخيرنا ونفطنا ومالنا ولو في ( قطرة ) .. أنا لم أرى في حياتي مثل هؤلاء السياسيين العراقيين .. بدايةً بما يسمى نوري المالكي وحتى اخر زبال في حكومتهم .. يشتمون صدام حسين ويقولون عنهُ كل الاشياء وفي نفس الوقت يقلدونهُ في كل شيء بالتفصيل الممل ..

حكومة المالكي تستولي على كل خيرات العراق مثل صدام حسين

حكومة المالكي تسكن في قصور صدام حسين وتتحصن مثل صدام حسين

حكومة المالكي تملك صلاحيات واجهزة واموال مثل صدام حسين

حكومة المالكي تتكلم ساعة او ساعتين في مقابلة من دون ان تفهم او ترى شيئاً لمنجز او معنى للكلام فقط ( تعبئة لقاء ) مثل صدام حسين

حكومة المالكي تتمتع بامتيازات وحقوق لم يتمتع بها كل حكومات الولايات المتحدة الامريكية منذُ نشأتها مثل صدام حسين

حكومة المالكي تملك ارتال وجيوش من الحمايات والسيارات مثل صدام حسين

حكومة المالكي تنام على نفط العراق وتعيش مثل هارون الرشيد مثل صدام حسين

لكن أهم نقطة ويجب على كل عراقي أن يؤمن ويـتأكد منها هو ان العراقيين

يعيشون بؤساء وفقراء ومعدومين ومظلومين وشهداء وبدون عمل أو ضمان صحي أو تقاعدي أو حتى قطرة من النفط لم تصلنا في حكومة المالكي وفي حكومة صدام ..

انظرو الى شوارعنا حدائقنا وبيوتنا ودوائرنا المليئة بالرشوة والفساد وسفلاء القوم ..! هل تستطيعون أن تقولو لي بأن حكومة المالكي وحكومة صدام قد جعلو مني .. غير شهيد .. وانساناً مكرم ؟؟؟؟ اذن لا تقولو لما العراق ذاهبُ الى الهاوية !

أتفائل بأن الشعب العراقي لابد أن يصحو من غفوته ويبدأ بإعادة حساباته …ولدي بضعٌ من الأمل بأن مثقفينا سينزعون ثوب الانتماءات الضيفة لي تكلموا ويكتبوا بعناوين ومضامين وطنية

وقد يعود الأمل للكثيرن حينما يرفع قائد سياسي صوته عالياً ولا يهاب وإنما يقول الحق ولو على نفسه …هذا القائد ورائه أناس وقادة لهم ذات الهم ولديهم نفس المشروع الوطني الانساني

يقال كثيراً عن نظرية المؤامرة وهناك الكثيرين ممن حاول دحظ النظرية وجعل الذنب كله على الشعوب لكونهم لم يثوروا بوجه الطغاة ويطالبوا بحقوقهم …وحدث ما يسمى بالربيع العربي وأزالوا دكتاتوريين وماذا جنى الشعب بعد ذلك وبعد كل التضحيات التي قدموها…قد يقال الزمن هو الكفيل والتغيير بحاجة لوقت طويل…لكنني أسك بأن تجار وسراق الثورات واقفين بالمرصاد

الشعب العراقي قدم أكثر منذ عام 1991 حين ثار ضد الطاغية, ولكن من وقف مع الشعب وماذا حصل غير المقابر الجماعية التي ملئت أراضي العراق من كردستان ووسطه وجنوبه ولم يعثر أهالي الضحايا على جثث شبابهم…لأن الطاغية استخدم مكائن لثرم العراقيين ورميهم في نهري دجلة والفرات طعما للأسماك ومنهم أذيب بالتيزاب…وهل أنتهى القتل والتهجير بعد احتلال الجيش الأمريكي للعراق…والسنين التي تلت ولحد الآن ما هي احصائيات القتل الجماعي بالمفخخات وكواتم الصوت وزرع الالغام والسجون زادت عن العهد الدكتاتوري أكثر بكثير…قالوا مقاومة المحتل

خرج المحتل بالشكل الصوري وبقى الواقع…وما يحدث اليوم يبدد ويحضر لتدخل عسكري جديد وواسع النطاق بحجة مواجه المد الايراني وما تؤل إليه الأحداث في وريا واليمن والبحرين…وسيطرة الاسلاميين في تونس ومصر

هل القادة السياسيين في العراق على درجه من العلم بالموضوع وهل من منهم يتعاون في هذا المجال…حيث يخلقوا أجواء التحاقن الطائفي الذي تشهده الساحه العراقية وما طرح من تصريحات تركية بخصوص الحرب الطائفية في العراق وعدم سكوتها على ما يجري في سوريا والعراق وغيرها

إيران تهدد بغلق مضيق هرمز وهذا الأمر أن حدث لهو كارثه اقتصادية على الشعب العراقي الذي يعاني من نقص في جميع مستلزمات العيش الكريم…مليون يتيم ومليون أرمله والعدد في التزايد…والبطالة وصلت حدها الأعلى في تاريخ العراق الحديث…والعراق متصدر القائمة فيما يخص الفساد الادراي والمادي والسياسي

وحقوق الانسان مهان لدرجه أن المنظمات العالمية رفعت صوتها لكن لا حياة لمن تنادي

السؤال هل بعض القادة العراقيين ادواة تنفذ مخططات كبيرة للمنطقة؟

هل بإمكان التوصل لحل لمواجهة المخاطر الكبيرة التي تحيط بالعراق؟

هل أن النخب قادرة لتوضيخ هذه المخاطر للعراقي البسيط لكي يكون مستعد؟

انهم يدفعون العراق نحو إيران – تتحدد علاقات الحكومة العراقية بدول جواره وفقا لثلاثة عوامل رئيسية هي العامل الطائفي والأخر القومي والثالث البراغاماتي، إذ تساهم تلك العوامل في بلورة علاقات صداقة ايجابية تتضمن تعاونا مختلفا على شتى الأصعدة أو على العكس من ذلك تُبنى علاقات سلبية قائمة على أساس الاتهام والتشكيك ومحاولة كل منها إلقاء أسباب مشاكلها الداخلية، الأمنية خصوصا، على تلك الجارة التي لم تصن حقوق الجار الأخلاقية قبل حقوقها السياسية , وتُعد علاقات العراق بدول جواره أحدى أهم التحديدات التي تواجه الحكومة الثانية للسيد المالكي، كما هي الحال بالنسبة لحكومته الأولى، حيث يتطلب من الحكومة في المرحلة الحالية أن تقيم علاقات متطورة مع دول الجوار من اجل كسر الحاجز النفسي والسياسي الذي ارتسم في أفق هذه العلاقات بعد سقوط نظام صدام وصعود الشيعة لحكم العراق بعد سنوات المعارضة والاضطهاد التي عاشوها في ظل أنظمة حكم حُسبت على السنة

فملف العلاقات الشائكة مع الدول المجاورة له تأثير ونتائج تتحدد ايجابياتها من سلبياتها طبقا لما تقوم به هذا الدولة تجاه العراق وخصوصا في الملفات الجوهرية الثلاثة التي ترتبط بالسياسة أولا من خلال التبادل الدبلوماسي وتحسين العلاقات السياسية بينهما والأمن ثانيا عبر تشديد الحدود ومراقبتها لمنع تسلل المسلحين الى العراق، والاقتصاد ثالثا كما يظهر في إقامة سوق مشتركة لتنشيط اقتصاد البلدين وتبادل البضائع وما يمكن أن يندرج ضمن اطر التعاون الاقتصادي الايجابي بين البلدين.

 

والعراق في ظل المعطيات السياسية المتوافرة لحد الآن يحاول أن لا يكون جزءا من أي محور إقليمي في المنطقة ضد محور آخر كما قال ذلك صراحة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي في لقاءه الأخير مع صحيفة وول ستريت جورنال بتاريخ 28-12-2010 حيث اشار الى انه من المستحيل “ان ينجر العراق الى اي محور أو مدار، ونحن نرفض بدورنا ذلك سواء جاءت هذه المحاولة من إيران اوتركيا أو العرب”، فالعراق يحاول أن يلتزم الحياد في خضم سياسة المحاور التي يغلب طابعها على المنطقة التي انجرت إليها تحت مبررات وأسباب ربما تكون وجيهة وتحتمل المصداقية نوعا ما، خصوصا والصراعات السارية الآن أصبحت تتجه نحو التكتلات والمجاميع أكثر من كونها فردية.

ومع ذلك فإننا لا نستطيع أن ننفي وجود سلوكيات وتصرفات تقوم بها دول الجوار تؤدي إلى أن يخرج العراق من هذا الحياد وينتقل إلى تبني سياسة أخرى، فقد كشفت وثائق ويكيليكس عن مراسلات وبرقيات خلال السنتين الأخيرتين كتبها السفير الأميركي السابق في العراق كريستوفر هيل يتحدث فيها عن علاقة العراق بدول الجوار وخصوصا المملكة العربية السعودية والكويت وإيران وتركيا في أعقاب تفجيرات 19 آب الدامية، كشفت عما يمكن أن يدفع العراق نحو إيران بصورة أو بأخرى.

البرقيات التي نشرتها ويكيلكس تكشف عن توجه عربي واضح لا لبس فيه لدعم سنة العراق ضد الشيعة. فالمملكة العربية السعودية، وحسب الوثائق، تستخدم المال وسلطة الإعلام من اجل دعم توجهات وطموحات السنة السياسية ضد الأحزاب الشيعية، مما يؤدي ذلك، برأي المحللين، إلى الوصول إلى نتيجة تخشاها هذه الدول العربية نفسها وهي “دفع العراق لكي يكون أكثر قربا إلى إيران” كما استنتجت ذلك صحيفة الواشنطن بوست في بداية الشهر الماضي وكانت عنوانا لافتتاحيتها.

تقول المراسلات التي كتبها السفير الأميركي، بتاريخ 24- سبتمبر2009، إلى إن “علاقة العراق مع جيرانه تمثل عنصرا حرجا في جهوده للمحافظة على الأمن والاستقرار وتطبيع وضعه في الخليج وفي المنطقة، فبينما حقق العراق تقدما ملموسا في عام 2008-2009 في ملف الأمن الآن انه لم يحقق نظيره في علاقاته مع السعودية والكويت وسوريا”. فهجمات 19 آب التي استهدفت بناية وزارة الخارجية العراقية شكّلت “العامل الحاسم في تراجع هذه العلاقات” التي لم تتحسن أصلا.

وتشير البرقيات إلى أن “هدف السعودية واغلب الدول العربية وان بدرجات مختلفة هو تعزيز تأثير السنة في العراق والتخفيف من سيطرة الشيعة وتقوية قيام حكومة ضعيفة ومقسمة في العراق”، وفي نفس الوقت تتحرك جهود إيران” بواسطة إصرار واضح على رؤية الحكومة الشيعية معزولة عن الولايات المتحدة الاميركية امنيا ومعتمدة استراتيجيا على إيران”.

فالمملكة العربية السعودية، وفي إحدى العناوين الفرعية للبرقيات التي تقول “السعودية العربية ضد الشيعة كسياسة خارجية” كانت تنظر للعراق دوما كحاجز لمنع انتشار التشيع ونفوذ إيران في المنطقة، بينما الآن الوضع تغير وأصبح الشيعة فيه على غير ما تريده المملكة حيث تقدم الشيعة الى الواجهة السياسية وأضحكت الحكومة ممهورة بهم.

ونحن نتفق مع الواشنطن بوست في قراءتها التحليلية لهذه الوثائق وتداعياتها على العلاقة بين العراق ودول الجوار العربي وخصوصا في الرأي الذي يقول ان العداء العربي للعراق الجديد أمر لاشك فيه لكن الأمر المثير في المسألة أن هذه البرقيات تأتي في وقت جددت فيه ولاية السيد نوري المالكي وأصبح الآن رئيس وزراء العراق للفترة المقبلة.

ولهذا على الدول العربية ان تتعامل مع ذلك، شاءت ام ابت، لا ان تنطلق في التعامل معه من منطلق اعتبار رئيس وزراء العراق “عميل أيراني” كما وصفه الملك السعودي في المراسلات السرية التي كشفتها ويكيليكس.

المعطيات التي تكشفها هذه المراسلات سوف تدفع العراق الى البحث عن فتح أواصر علاقات ايجابية مع إيران التي تتمنى ذلك، حيث ترغب بكل قوة أن ترى العراق سائرا في ركبها وحينها لا يجب أن تعاتب تلك الدول العربية اصطفاف العراق مع ايران ووقوفه معه في شتى المواقف، إذ أنهم بلا ريب هم من دفع العراق لهذا الموقف وهم يجب ان يتحملوا النتائج المترتبة عليه

الكذب عامة، خصلة ذميمة وصفة قبيحة، وعادة مرذولة وظاهرة اجتماعية، قلما ينزه منه أي إنسان أو يسلم منه أحد صغيرًا كان وكبيرًا، ذكرًا أو أنثى.

السياسيون كالمنجمين يكذبون حتى لو صدقوا فلذلك يكذب كل من السياسيين والشعوب على بعضهم البعض، وذلك لأن الكذب في السياسة كالشعر (أعذبه أكذبه) كما قالت العرب قديمًا، كما تؤكد البروتوكولات حكماء صهيون (على السياسي أن يكذب ويكذب ويكذب حتى يصدق نفسه فيصدقه الناس).

لذا ظهرت في السياسة الدولية أشكال وأنماط عديدة، ويكون الكذب على الشعب ودول أخرى صديقة وحليفة كانت أم عدوة، وفي الدول الديمقراطية او غير الديمقراطية، والأكثر في الدول الديمقراطية تصبح القيم مجرد شعارات فارغة، ولكن السؤال كيف، ومتى وعلى مَنْ يكذب السياسيون في السياسة الدولية، وما هي أنماط الكذب في السياسة الدولية.. ولماذا؟ وهل الكذب موجود في سجلات التاريخ؟ وهل ينجو الكاذب دومًا من عقوبة أكذوبته الفاشلة في تحقيق الهدف من ورائها؟ وهل يدفع الثمن جراء ذلك؟ أجاب على أسئلتهم في كتابه (جون جي ميرشايمر) وضرب أمثلة من التاريخ عسى أن تتضح الصورة في ظل العولمة الإعلامية الواسعة الانتشار والمجتمعية في اتخاذ القرار، لمنع الحروب والعنف، وتحقيق إنسانية الإنسان في المحبة والتعاون والصدق إنقاذًا للبشرية

قرأت له في كتاب (لماذا يكذب القادة؟ وحقيقة الكذب في السياسات الدولية) فأولها أن ثمة أنواع مختلفة من الخداع في إطار الممارسة السياسية فبدأ بأنواع الكذب باختلاف الأكاذيب السياسية، ومنها نشر الخوف بهدف خدمة الصالح العام، والثاني الكذب مع الدول المتنافسة والثالث التغطيات الاستراتيجية لتغطية فشل في إحدى السياسات بهدف عدم الإضرار بالدولة، مثل الكذب على الشعب بشأن الكفاءة العسكرية في وقت الحرب، الرابع خلق الأسطورة القومية، والهدف من هذا النوع من الأكاذيب هو خلق نوع من الهوية الجماعية بين أفراد الشعب، أما النوع الخامس من الكذب فهو الأكاذيب الليبرالية التي بموجبها قد تخوض حربًا لأسباب أخلاقية، والسادس الإمبرالية الاجتماعية التي تهدف للالتفاف حول الحاكم، ولكن بغرض تحقيق مصلحة ذاتية، أما النوع الأخير فهو لدراسة كل من نشر الخوف والتغطيات الاستراتيجية، واختلاف الأسطورة القومية، والأكاذيب الليبرالية على وجه الترتيب.

هناك طرائق مختلفة ينتجها القادة عندما يكذبون وهي تعظيم قدرات دولهم بغرض ردع الخصم، مثلما حصل خلال الحرب الباردة، عندما ادعى الاتحاد السوفيتي إطلاقه قذائف صاروخية عابرة للقارات للمرة الأولى مما أدى بأمريكا شعورها بالضعف الاستراتيجي وكان العكس هو الصحيح، أما الثانية فهي نشر الأكاذيب بغرض تهوين القدرات العسكرية، أو إخفاء سلاح بعينه، والقصد منه تجنب إثارة الرأي العام الدولي تفاديًا لضربة تأتي على من يملك القدرات والإمكانيات أو لتثبيط همة الخصم لتغيير استراتيجيته، وتعزيز دفاعاته، ومثالها الكذب الإسرائيلي على إدارة كيسنجر بشأن مفاعل ديمونه في ستينات القرن الماضي.

أما في عام 1933م فتتعلق من حدة الكراهيات المضمرة لخصم تفادى ضربات همجية محتملة مثال من ادعى التزامه بالسلام في الفترة الممتدة في حين ترتبط الرابعة بالتهور ومن نياتها العدائية إزاء دولة أخرى، تفاديًا لسلوك لا حاجة له، أما الخامسة فتتعلق بالتهديدات الجوفاء التي تستهدف تغيير سلوك الدولة الأخرى، وهذا ما حصل عندما أعلنت فيها توجيه ضربة عسكرية ادعت مثلما ما فعلت الولايات المتحدة تجاه القذافي، وتحدث عن السابعة عندما تشعر دولة بأن الدولة الحليفة لا تولي اهتمامها، وتهدف الطريقة السادسة من الكذب لدفع دولة لمهاجمة الدولة المعنية او دولة أخرى (السلوك البسماركي بعد معاهدة فرنسا بروسيا 2005،

عندما أثاروا حفيظة الصين واليابان ضد كوريا لازمًا للدول المعادية لها، فإنها قد تنسج الأكاذيب حول قدرات تلك الدولة المعادية ونياتها لتجعل حلفاءها يستعشرون خطر الأخير (بوش وإدارته في الشمالية)، أما الطريقة الثامنة التي تسهل التجسس وأعمال التدمير في وقت السلم، وتعسير إثبات الإدانة بالقيام بهذه الأعمال، متى تشكك المجتمع الدولي، وهو ما أقدمت عليه إسرائيل في العلاقات بين مصر من جانب والولايات المتحدة وبريطانيا من جانب آخر، ويكون الكذب للحصول على ميزة استراتيجية في العمليات العسكرية خلال الحرب، وأخيرًا يهدف تحقيق أعلى عائد للدولة، وتحسين وضعها في حالة التفاوض، وإبرام المعاهدات وهو ما فعلته اليونان للدخول في منطقة اليورو عندما كذبت بشأن حجم العجز في الميزاينة.

وعلى الرغم من الميل الى الكذب في العلاقات الدولية وهو سلوك ذرائعي بالأساس، ولكن يترتب عليه آثار سلبية تترواح ما بين ارتداد الأثر السلبي على السياسات الداخلية للدولة التي قامت بالكذب أو ارتداد هذا الأثر السلبي عليها، وهنا نقول متى تفشى الكذب في دولة ديمقراطية فقد مواطنوها الثقة فيها، وآثروا أن يكونوا تحت حكم أي شكل آخر من أشكال الحكم السلطوي.

ان القادة الذين يقومون على ديمقراطيات أكثر ميلاً للكذب على شعوبهم من أجل خوض حرب اختيارية، فإنه من المحتمل أن تستمر الولايات المتحدة الامريكية في التدخل في شؤون الدول الأخرى في المدى المنظور، لاسيما أن الولايات الامريكية أصلاً آمنة، حيث تنفق على جيشها ما يعادل إنفاق دول العالم مجتمعة، ولديها أكبر ترسانة نوويه ممكنة، ومن ثم فما يتبقى لديها استجابة لتطلعاتها العالمية، وهو إقناع شعبها في خطر محدق، وبالتالي فإن ادعاء الخوف سوف يكون السمة المميزة لخطاب الأمن القومي في المستقبل القريب.