مما ورد في زيارة عاشورا المروية عن الامام الباقر (ع) انه قال ( إني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم الى يوم القيامة ) أذن من الواضح والبديهي ان هناك حرب ضد الامام الحسين (ع) لم تقتصر على واقعة الطف حصرا بل تعدتها لتستمر الى يوم القيامة وعندما يقرأ الزائر بعض مصلحات هذه الزيارة المباركة يجد نفسه في موضع العهد مع الامام الحسين وهذا العهد سوف تترتب عليه جملة من المواقف والصعاب والظروف الاستثنائية أكيداً لانه مستند على مصطلح (الحرب ) وجميعنا يعلم بأن للحرب ظروفها واستعداداتها النفسية والمعنوية واللوجستيه وتحدث بين طرفين طرف سيمثل وجهة الحق وطرف اخر يمثل وجهة الباطل بكل صوره ومسمياته .
ومن هنا نجد ان القضية الحسينية حوربت اكثر من مرة وعلى مدى العصور والأزمنه وبشتى الاساليب الشيطانية الماكرة فمرة يريدون حكام الظلم والجور اغراق قبر الحسين وتفشل محاولاتهم ومرة يشددون الاجراءات وأوامر الزيارة بقطع اعضاء من اجساد الزائرين والمحبين الذين اوفوا بعهدهم مع الله ومع الحسين وقطعوا ايديهم من اجل استمرار الزيارة ومرة تمنع علناً الزيارة ويعتبر من يمارسها كافر مرتد وضد الحكومة ومرة تضرب الاضرحة بالصواريخ كما حصل ايام البعث الكافر وما تبعها من اوامر بالقتل واعدامات وتسفير وتهجير من اجل محاربة الحسين واتباع الحسين ولكن السؤال هل افلحت هذه الافعال البائسة والشيطانية امام صلابة وقوة الموالين والمحبين للحسين وأين الظالم وأين الملظوم !!؟
ما نراه اليوم من حرب غير مسبوقة ضد الشعائر الحسينية وزيارة الحسين هي اكيدا سلسلة تمتد لما شهدته واقعة الطف وهي صورة من تلك الملحمة البطولية فالعدو ذات العدو والانصار ذات الانصار وان اختلفت المسميات والمعطيات والظروف والدرجات فما نشده الان من حرب اعلامية وميدانية لا تقل ضراوه عن ما مرت به زيارة الحسين من محن وصعوبة وخوف وارهاصات فالعدو اليوم سلط جميع امكانياته ورسم خططه الخبيثه من اجل محاربة زيارة الحسين وبشتى الطرق فبعدما فشلت القوى الاستكباريه الماسونيه بانتشار فيروس كورونا الذي هو بطبيعة الحال فيروس مصنع لضرب الانسانية ولتحقيق اهداف معادية للبشرية عامة والاسلام خاصه راحت هذه القوى تبحث عن بدائل سريعة لضرب هذه الزيارة لانها تعلم جيدا بأن زيارة الحسين هي مفتاح العدل الألهي والحرية والانسانية وهي الأمل الذي ينطلق منه ناصر المستضعفين الأمام المهدي المنتظر (عج) ومن هذه البدائل التي دعمتها قوى الشر والارهاب العالمي هو الاعلام والحرب الناعمة المدعومة ماديا ً من امريكا واسرائيل ودول الخليج لضرب الدين والمذهب وكل ما يتعلق بالحسين واهادف ثورته العالمية اضافة الى دعمهم لشخوص وتنصيبهم اياهم يعملون معهم ويسيرون بتوجيهاتهم المعادية.
أن انتشار صفحات الجوكرية والناشطين البعثيه بهذا الكم الهائل والممول وعبر مواقع التواصل الإجتماعي وتوقيتهم بنفس التوقيت والعمل والاهداف المسمومة ناهيك عن القنوات الفضائية المتعددة لم يكن صدفه او شيء اعتيادي بالعكس هو دليل واقعي وملموس بأن الحرب لم تضع اوزارها مع يزيد وبن زياد واتباعهم وملحمة الطف لازالت مستمرة بنحو تصاعدي وصولا ليوم ظهور الامام المهدي (عج) .
ان الاعلام الالكتروني اخذ حيز كبير على مستوى الرأي العام وحياة الشعوب واصبح عامل مؤثر قوي وتستطيع قوى الشر والارهاب تجييره والاستفادة منه حسب ما تريده من اهداف وبمسانده ومساعده من العقول الساذجه والهمج الرعاع الذين يتبعون الاعلام المظلل بدون ادنى وعي او تركيز او فهم فاستخدمت بذلك امريكا مفهوم اتباع القطيع !!
فراح عدد كبير جدا ممن التبس عليهم الحق بالباطل ببث ما تريده قوى الشر من حيث يعلم او لا يعلم وصار جندي طوع امرتهم وهو لا يفقه من الامر شيء !!
عمدت امريكا وحليفها البعث الكافر وايتامه بوضع خطط مدروسه ومعدة مسبقاً لضرب زيارة الحسين وعلى شكل مراحل زمنية مرسومة بدقه ابتدأتها بتإجيج الوضع العام في العراق فيما تسمى بتظاهرات تشرين ودعم عصابات الحرق والنهب الجوكرية واعداد شعارات طائفية وحاقدة ضد الدين والمذهب خاصة لهم ليهتفوا بها من قبيل ( وين الملايين كلهة جذب تطلم على حسين ) و(ايران بره بره ) وبث قصيدة ( ياحسين بضمايرنا ) للشيخ ياسين الرميثي في فندق العهر والرذيلة الفندق التركي بالتزامن مع الصخب الغنائي العلماني والرقص الصاخب والذي لا يبعد عن بث القصيدة امتار محدودة !! الخ ….
والتركيز على دعم اشخاص معينين لجعلهم قادة ورموز للجماعات المنحرفة انتهاءا باستهداف قائدي النصر سليماني والمهندس (رض) واللذان هم اكيدا انصار للثورة الحسينية وامتداد طبيعي لانصار الحسين وذلك تمهيداً للهدف والضربة النهائية التي بذلوا ملايين الدولارات من اجلها وهي تنصيب من يرونه يمثل تحقيق اهدافهم وعزل كل من تراه وطني مخلص للمذهب والدين فبذلوا جهود جبارة وضغوط سياسية لتنصيب عمليهم الكاظمي الذي هو صورة واقعية للجوكر الامريكي .
ان حملة الكاظمي في اول استلامه مهام منصبه رئيساً للوزراء في المنافذ الحدودية الجنوبية حصراً هي اول خطوات محاربة الزيارة بدقه متناهيه وبعد ذلك قراره الذي اصدره بعدم دخول اي زائر لزيارة مدينة كربلاء المقدسة منذ اول يوم محرم من هذا العام بحجة فيروس كورونا والذي تعايشت معه اغلب دول وشعوب العالم واصبح امر طبيعي دليل اخر بان منع زوار الجمهورية الاسلامية في ايران هو امر دبر باليل وهو امر سياسي اكثر مما هو صحي وامني وواضح ان لمسات السفارة الامريكية تتطغي عليه بالكامل وهو ضمن النهج الذي تنتهجه قوى الشر والارهاب في حربها الاقتصادية والاعلامية ضد ايران الاسلام والمذهب الشيعي تحديداً .
المستغرب بالأمر ان الكاظمي لا زال يتجاهل كل الدعوات المجتمعية العراقية ناهيك عن السياسية لدخول الزوار عبر المنافذ الحدودية حيث دعا ولا زال يدعوا اصحاب المواكب والحسينيات من ابناء الشعب العراقي الوفي والغيور الى فتح الحدود وبينوا انهم على استعداد كامل لخدمة زوار الحسين ومهما تكن الظروف والمستجدات ولكن الكاظمي وحاشيته واستمرارهم بغيهم يحول دون دخول الزوار الاحرار .
نعتقد جازمين ان كل من يحارب الحسين وقضيته بكل مفاصلها ومنهم الكاظمي وحاشيته هو انسان جاهل وواهم لانه لم يقرأ التاريخ جيدا ولم يأخذ العبر والمعان الساميه ولم يطلع على الوقائع الميدانيه التي رسمتها ثورة الحسين وعبر السنين فالحسين لا تحده جغرافية او زمن معين لكن ما يحز في النفس هو ان يكون امر الزيارة متعلق بموافقة جوكري حاقد لا يفقه من الاخلاق والذوق والدين شيء ومحاط بزمره منافقه بعثيه حاقدة واخيرا سيبقى شعار زيارة الحسين هو (كد كيدك واسعى سعيك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميتن وحينا ) .