موسوعة هكذا عرفتهم للاستاذ جعفر الخليلي تعتبر موسوعة جامعة وتثبت الاحداث التي مرت بالعراق في النصف الاول من القرن التاسع عشر بكل جوانبه بالرغم من انه يسلط الضوء اكثر على الحركة الادبية والشعراء الا انه اجاد في وصف المجتمع النجفي وما جرى فيها من احداث خلال تلك الحقبة الزمنية اضافة الى الخصوصيات التي ذكرها الخاصة بمن عرفهم من رجال دين وادباء وبكل جراة مع اشارته الواضحة الى توجهاته الدينية والثقافية حتى انه يقول رايه بكل صراحة في الاحداث التي وقعت ومنها مثلا حادثة شرعية الشعائر الحسينية وما ترتب عليها بعد فتوى السيد محسن الامين بحرمتها فانشطر المجتمع النجفي الى شطرين فمن يؤيد الشعائر اعتبروه علوي ومن يرفضها اعتبروه اموي وقد رافقت هذه الاحداث فتن واعتداءات حتى بين الاصدقاء وقد قال الخليلي رايه صراحة انه مع الامين ، وذكر حادثة وقعت للسيد عبد الحسين شرف الدين عندما اراد زيارة الشيخ محسن شرارة في بيته في بنت جبيل بسبب مرضه والشيخ شرارة من مؤيدي السيد محسن الامين بخلاف شرف الدين فما ان راى اتباع شرارة شرف الدين حتى توجهوا له بالحجارة قبل ان ينزل من السيارة فسارع بالهرب قبل ان ينالوا منه بينما زميله الشيخ عبد الله السبيتي اسقطوا عمامته ومزقوها واستطاع الهرب ، عجبا تتعصبون لراي بهذا الشكل وترفضون تعصب الاخر للحسين عليه السلام ، انا لست مع هذا او ذاك .
وقد ذكر الخليلي مجموعة من الاحداث التي تحتاج الى تحقيق وقد دونتها ان مكننا الله عز وجل سانشرها في كتاب دون تحقيق .
ومما ذكر ان الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قدس سره انه يشكل ويرفض اثبات ولادة الامام المهدي عليه السلام على هذا النحو ، ولم يعقب الخليل بماذا قصد على هذا النحو واغلب الظن عندي هي اثبات وجوده بسرد الاحلام والقصص الخيالية ، كما وذكر ان الشيخ كاشف الغطاء ينكر الرجعة وقد اورد ذلك في كتابه ( اصل الشيعة واصولها ) في الطبعة الاولى ثم حذفها من بقية الطبعات
واكثر ما اثار دهشتي فيما ذكر الخليلي في موسوعته الجزء الرابع ص 42 بخصوص سيرة السيد عباس شبر ( ت 1971م) “انه اشترى حمارا بـ (180) فلسا ليمتطيه من الكاظمية الى كربلاء كما واشترى ـ هنا المهم ـ عبدا بقطعتين من الذهب على ان يخدمه طوال سفره ومن ثم يعتقه ” والسؤال المهم يعني ان في العراق في بداية القرن التاسع عشر كان هنالك سوق لبيع العبيد ، وهؤلاء اين اصلهم ومن اين اتوا وكيف يكون هكذا سوق في هكذا عصر ؟ هذه بحاجة الى توقف .
يقول الخليلي صاحب مجلة الهاتف ان الحكومة العراقية خصصت ورق بسعر مدعوم لاصحاب الصحف والمجلات الا ان الشرطة بتحريض من مديرية الدعاية العامة وضعت يدها على الورق الذي لدى الهاتف بدعوى اننا نشتري الورق من السوق السوداء ، فلما سمع بذلك السيد ابي الحسن الاصفهاني ارسل الورق الذي خصصه لطباعة رسالته الى المجلة وقد حمله لنا التاجر مهدي البهبهاني ( هذه العائلة لها مواقف في اعمار العتبة الزينبية وقد اشرت لها في كتابنا راقدون عند الحوراء عليها السلام الذي قيد المراجعة قبل الطباعة) وقد نشر الهاتف الخبر حبا بالسيد الاصفهاني الا ان السيد ساءه الخبر ، هكذا مراجعنا لهم حساباتهم الدقيقة والصائبة .
هنالك حقائق تخص المجتمع النجفي ومنها بيوت العلماء وارائهم التي لم نطلع على البعض منها