22 نوفمبر، 2024 6:15 م
Search
Close this search box.

لكم عمامتكم ولي وطني

لكم عمامتكم ولي وطني

بعد الانفلات الامني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي عقب سقوط النظام الصدامي سنة 2003، طفحت ظاهرة التعمم لدى اغلب ابناء المجتمع العراقي، والتي اراد مرتديها ايجاد الفرص البديلة لاثبات وجودهم بشكل يعطيهم المساحة الكافية للتحرك داخل المجتمع المتعطش جدا جدا لممارسة الدين والمذهبية حد الافراط.
ولان عامة الناس كانوا يعتقدون ان العمامة شيء مقدس ولا يمكن لاي احد لمسها الا من كان على طهارة قصوى وايمان مطلق..! وعلى هذا الاساس استغل بعض السماسرة والمتاجرين بالمجتمعات لهث الناس وراء العمامة وتقديسهم لها ، استغلوا هذه المساحة لبناء امبراطورياتهم الوهمية على عقول الناس والدفع بهم الى مزالق الطائفية والعزف على اوتار المذهبية بشكل جعل العقل الجمعي هو الحركة الوحيدة التي تحرك المجتمع ككل..!
فكان للعمامة السياسية الدور الابرز في قيادة الشارع العراقي ( وهنا لا اعني عمامة دون اخرى) فكل اغطية الرؤوس التي يرتديها القائمون على الاديان هم من طبقة واحدة ( كلمن يحوش النار لخبزته) غير ابهين او مكترثين لما سيحصل من سلبيات وانشقاقات لها القدرة على تفكك ابناء المجتمع الواحد.. فترى العمامة الشيعية السياسية تدعو بأسم المذهب ابناء طائفتها لمصالح خاصة تمكن المعممين السياسيين من البقاء على كرسي السلطة لاطول فترة ممكنة..! وكذلك العمامة السنية تراها تدعو ابنائها لمصالح اخرى خاصة بهم حتى وان كلفها ذلك ثمنا باهضا ، وبقية الاديان مثل الصابئة والمسيحية والايزيدية وان كانت على مستوى اقل بسبب الرقعة الجغرافية التي يعيشون عليها او بسبب انهم اقليات غير قادرين على فرض مساحات كبيرة وسط التناحرات الشيعية و السنية..!
ولهذا فأن العمامة السياسية بكل انواعها اثبتت بالدليل القاطع فشلها في ادارة البلد ، كونها لا تحمل الصفات الوطنية او الانسانية الحقيقية في تحمل المسؤولية..
العمامة لا تشكل خطرا على المجتمع ، بقدر الخطر الذي تشكله العمامة المستعارة في زمن السياسة المنفلته التي لا تخضع لاي قانون سوى قانون الغاب،، فمن الخطاء الفادح ان يكون مصير بلد بحجم العراق بيد فئة لا تمتلك اي مقومات سوى انها تنتمي الى العمامة المذهبية ، فهذا لا يعطيها الحق المطلق بأدارة البلد المتجه بسبب سوء ادارتهم الى قعر الهاوية..! ان لم يتخذ المجتمع دوره الحقيقي في ايقاف هذا التمدد فأن الكارثة حتمية والنهاية طامة قد يفجع التاريخ بتفاصيلها..

أحدث المقالات