17 نوفمبر، 2024 6:51 م
Search
Close this search box.

الأمارات وأسرائيل التطبيع كان باهتا!

الأمارات وأسرائيل التطبيع كان باهتا!

مر يوم 13/8/ 2020 مرورا عاديا عابرا على مستوى الأحداث التي تعصف بالعالم وبالمنطقة العربية تحديدا!، رغم الأعلان فيه عن أتفاق ( أبراهيم) بين أسرائيل والأمارات والذي يعني تطبيع العلاقات بين الدولتين وحسب ما نقلت وسائل الأعلام بأن الأتفاق سمي بأتفاق (أبراهيم) تيمنا ونسبة الى نبي أبراهيم بأعتباره الشخصية المحورية في الأديان الثلاثة ( الأسلام والمسيحية واليهودية). نعود بالقول لقد مر يوم الأعلان عن الأتفاق باهتا جدا ولم يأخذ حيزا كبيرا من الأعلام العالمي ولا حتى العربي وكأنه جاء كحاصل تحصيل لأمور تجري لمستقر لها!. فلم تكن هناك ضجة على مستوى الشارع العربي، الذي عودنا على ضجيجه وظاهرته الصوتية!، في مثل هكذا أحداث منذ أغتصاب فلسطين من قبل أسرائيل عام 1948 ، فلم نشاهد العلم الأماراتي يحرق ولا الأسرائيلي ولا حتى العلم الأمريكي بأعتبارها الدولة التي رعت الأتفاق !، كما لم تغضب الجماهير العربية وتحرق صورا للقادة العرب والزعماء اليهود وصور عرابي هذا الأتفاق!، هذا أذا ما أستثنينا رد فعل خجول ومخجل وعلى أستحياء من داخل الأراضي الفلسطينية وأزقتها وشوارعها وبيوتات الفلسطينيين وعنترياتهم التي لم تقتل ذبابة!، الذين نددوا بالأتفاق وأعتبروه خيانة للأمة العربية وللقضية الفلسطينية!. كما لم تكن هناك أية مفاجأة!، فالأمر كان متوقعا له أن يعلن في أي وقت!، لا سيما أذا علمنا بأن أسرائيل سبق وأن فتحت مكتبا دبلوماسيا لها في الأمارات منذ عام 2015!!. كما أن الحديث عن أسرائيل وعن ضرورة العيش معها بسلام لم يعد أمرا محضورا أو عيبا من قبل الكثير من المسؤولين العرب وتحديدا الخليجيين الذي يجاهرون بذلك في الندوات والمؤتمرات واللقاءات وعبر مواقع التواصل الأجتماعي!. كما لا نتوقع أن تكون هناك ردة فعل على هذا الأتفاق ولم ولن تكون مستقبلا من قبل الدول العربية حكومات وشعوب!، أذا ما قورن بردة الفعل عند أعلان أتفاق السلام المصري الأسرائيلي في 26/5/1979 والذي أحدث ضجة كبيرة في حينها وترتبت عليه أمور كثيرة وعاشت مصر في حينها بعزلة عن محيطها العربي، وتم تنحيتهاعن الكثير من المناصب التي كانت تتبؤها عللى مستوى الجامعة العربية، حتى تم نقل مقر الجامعة العربية من مصر الى تونس بسبب ذلك الأتفاق والتطبيع!. وكذلك لم يرتقي مستوى الأتفاق الأسرائيلي الأماراتي وردة الفعل عليه أذا ما قورن بأتفاق الأردن وأسرائيل الذي جرى في 26/10/1994، وما خلفه من ضجة كبيرة وتداعيات أكبر على مستوى العلاقات العربية!. وفي حقيقة الأمر أن هذا الأتفاق لم يأت من فراغ ولم يكن مفاجأ كما يرى البعض بل أنه جاء بتخطيط وتدبير محكم منذ فترة ليست بالقصيرة وبرضا وقبول من قبل الطرفين ، فالعلاقات بين الطرفين موجودة أصلا! وهي كانت كما يقال تحت الطاولة، فقط أنتظر الطرفان لتنضج الأمور السياسية بالمنطقة وتتداعى أكثر وأكثر لتصل الى ما وصلت أليه من فوضى وتمزق فتم الأعلان عن الأتفاق!، ومع الأسف أن هذا ما سيكون مع بقية دول الخليج والدول العربية!. أن هذا الأتفاق وبهذه الصورة التي ظهر عليها يدلل على أنتصار العقلية الأسرائيلية وأنتصار أرادتها! ، حيث جنت ثمار نضالها من أجل قيام دولة أسرائيل، بالمقابل هو يدلل على خيبات الأمة العربية وفشلها وتخبطها بسبب قادتها وزعاماتها الذين لم يعملوا من أجل رفعة بلدانهم وشعوبهم بقدر ما عملوا وخططوا للبقاء بالحكم أطول مدة ممكنة وأنشغلوا بالتآمرعلى بعضهم البعض وبالحروب فيما بينهم! والأمثلة معروفة وواضحة لدى الجميع . فأسرائيل حصدت ثمار ما زرعت وخططت وكان النجاح حليفها والعرب حصدوا ثمار ما زرعوا وخططوا وكان الفشل نصيبهم. أن أسرائيل بوضعها الحالي القوي جدا، تحاول أن تجبر الدول العربية وشعوبها أن تعترف بها بأنها دولة ودولة قوية لها وجودها وكيانها ومسألة الأعتراف بها والعيش معها بسلام أصبح واقع يفرض نفسه على جميع الدول العربية، والتي في حقيقتها ترغب وتعترف بذلك مع نفسها!. فأسرائيل أستطاعت أن تحول صراعها التاريخي مع العرب منذ عام النكبة في 1948 الى صراع عربي عربي!، وتخرج هي من حلبة الصراع هذه وتجلس على التل وتتفرج على العرب وهم يقتلون بعضهم البعض!، ومن ثم تنزل لتجني ثمار ما صنعت وخططت وهذا ما حدث وما سيحدث مستقبلا، وخاصة بعد رحيل الزعامات العربية المعروفة بتوجهاتها القومية ونصرتها للقضية الفلسطينية. فالواقع العربي المزري والصراعات والتقاتل بين الدول العربية أنسى الشعوب العربية موضوع أسرائيل بل أنساهم أصلا موضوع القضية الفلسطينية!. فعلى سبيل المثال: لو سألت المواطن اليمني، من تكره؟ الأسرائيلي أم السعودي أوالأماراتي أوالقطري؟ فسرعان ما يأتيك الجواب بأنه يكره السعودي والأماراتي والقطري كره العمى لأنهم دمروا اليمن وجعلوا منها أرضا خراب!، ولأن اليمن تتعرض الى حرب أبادة من قبل هذه الدول!. ونفس الجواب يأتيك أذا سألت السوري واللبناني والعراقي!. فأسرائيل نجحت بأن تجعل العرب أعداء أنفسهم ويكرهون بعضهم البعض بل ويكيدون ويمكرون ويتآمرون على بعضهم!. فأوضاع الأمة العربية المخيبة والمحبطة، تجعل الطريق معبدا ومهيأ أمام أسرائيل لأقامة أتفاقات مع بقية الدول العربية والتي يبدوا أن لعابها يسيل أمام أسرائيل، وتريد أن تقيم علاقات معها اليوم قبل الغد!، ولربما سنشهد في الأمد القريب كيف تتسارع بقية الدول العربية لأقامة العلاقات مع أسرائيل؟!. من جانب آخر أذا سألت المواطن الأماراتي عن رأيه بما حدث من أتفاق سلام مع أسرائيل، فلا شك أن الجواب سيأتي بالقبول والأيمان المطلق بما تقوم به حكومته لأن المواطن الأماراتي يثق ثقة عمياء بحكومته وبقيادتها التي أشعرته بأنها تعمل من أجل سعادته ونذرت نفسها لخير البلاد والعباد ، فلماذا يعترض؟ وعلى من يعترض؟ وهو الذي يرى بأن حكومة بلاده أستطاعت أن تحول صحراء ورمال الأمارات الى جنات عدن حتى جعلتها قبلة أنظار العالم، في كل شيء، لا سيما وأن المواطن الأماراتي يعتبر صاحب أعلى دخل سنوي بالعالم حيث وصل معدل دخله الى 40000 ألف دولارسنويا!، ويعيش بأمن وأمان في ظل حكومته التي أمنت ووفرت له كل سبل العيش الكريم من تعليم الى صحة الى خدمات الى الى الى الى . من جانب آخر نرى أن أصحاب القضية الفلسطينية هم أنفسهم يعيشون حالة من الصراع والأقتتال فيما بينهم( منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة حماس) على من يقود الدولة ومن يقود القضية؟، فأزاء كل هذا أصبح لسان حال المواطن العربي يقول، على من نضحي ولأجل من ؟ وأصحاب القضية هم مختلفون ويتقاتلون فيما بينهم؟. كما وعلينا أن لا ننسى بأن المواطن العربي أصابه الملل واليأس من الشعارات الوطنية والعروبية والقومية وشعارات فلسطين والنضال الفلسطيني والتي عاش عليها عقود طويلة من الزمن والتي خرمت أذنه، وليكتشف في نهاية المطاف أنها كانت فعلا شعارات جوفاء مخطوطة على الجدران ومكتوبة على الحيطان وبين الكراريس والكتب المدرسية ولا تصلح ألا للأستهلاك الأعلامي ولا فائدة ترجى منها، ولم تجني الشعوب العربية من ورائها غير التعب ودوخة الراس والتراجع والتخلف!، ولم يتحقق منها أي شيء. هذا هو واقع أمتنا العربية وما هي عليه الآن من حال لا يسر ألا الأعداء وليت الأمر سينتهي الى هنا! فالأمة العربية تنتظرها خيبات أكبر وأكبر وأذل! وما ستصل أليه غدا من سوء سيكون أكثر!. يبقى الألم والحسرة الكبيرة لكل من ضحى وأستشهد من أجل القضية الفلسطينية بل ومن أجل قضايا الأمة العربية بصدق وأيمان وعقيدة، سواء من الفلسطينيين أنفسهم أو من بقية شعوب الدول العربية عبر ذلك النضال الطويل والصراع المرير والحروب منذ عام 1948 من القرن الماضي ولحد الآن. ثم آه وألف آه على تلك الأيام ونضالاتها وعلى أؤلائك القادة العرب الذين أفنوا حياتهم وضغطوا وجوعوا شعوبهم من أجل الأمة العربية والقضية الفلسطينية!، ويا للحسرة على أغاني أم كلثوم على القضية الفلسطينية وهي تشدوا ( أصبح عندي الآن بندقية الى فلسطين خذوني معكم..) والألم نفسه وأكبر على أغاني فيروز الوطنية التي أنتظرت أن تقرع أجراس العودة الى فلسطين، ولكنها لم ولن تقرع أبدا! ، ويأسفاه على أشعار نزار قباني وألحان عبد الوهاب وأوبريت الوطن الأكبر) وغيرها من الأغاني والأبريتات الوطنية، وفي الأخير كانت هذه النهاية وكان هذا الخسران. نكرر القول وبكل ألم وحسرة ونقول: مبروك لأسرائيل أنتصارها الكبير هذا على العرب بدون أن تدخل معهم بأية حرب؟!، وجعلتهم يتسابقون من أجل أن يقيموا علاقات سلام ومعاهدات صداقة ويطبعوا معها العلاقات!. أخيرا نقول: لقد كانت الدول الخليجية وكل زعاماتها ولا زالت خاصرة الأمة العربية الرخوة والضعيفة والموبؤة بالخسة والدناءة والعمالة والتآمرعلى العرب وطعنهم من الخلف، فليس جديد على ما قامت به دويلة الأمارات التي تمثل عنوان للشر والشرور على الأمة العربية وما ستعمله وتفعله في قادم الأيام! ، فدويلة الشر هذه أوغلت مع دويلة قطر وبقية دول الخليج في دمائنا وهي وباقي دول الخليج يشكلون العنوان الأسود لكل ما أصاب أمتنا العربية من نكبات وويلات وخيبات وأن كل قطرة دم سالت في العراق ولبنان واليمن وسورية وليبيا ومصر وتونس تتحملها دويلة الشر هذه مع بقية دول الخليج وكل مصائب ما يسمى بالوباء العربي وليس بالربيع العربي!، في رقبة دولة الشر هذه!، فأسرائيل كانت تخطط والأمارات وبقية دول الخليج كانت هي أداة التنفيذ. ولا حول ولا قوة ألا بالله.

أحدث المقالات