< القاعدة الجماهيرية الحالية هي بالضدّ من احزاب الإسلام السياسي الحاكمة > .!!
ليس لدينا احصاءات ولا استطلاعات رأي ولا ارقام او استبيانات , ومحالٌ أن نلجأ الى تخميناتٍ وتكهّناتٍ وتنبّؤات , فما لا يدركوهُ ولا يستشعروهُ قادة الأحزاب الدينية وتفرعاتها الأخرى , ومعهم ملاكاتهم والعاملين معهم , أنَّ ايّة عمليةِ من عمليات الإغتيالٍ او الخطفٍ التي حدثت لنشطاء ومتظاهري انتفاضة تشرين , فأنها بنظر عموم الرأي العام العراقي ” ومن كلتا الزاويتين السوسيولوجية والسيكولوجية – مجتمعةً ” فقد غدت محسوبةً على كل هذه الأحزاب المشار اليها , بالرغم منْ أنّ معظمها او اغلبها ليست مساهمة فعلياً بمثل تلك العمليات , وقد لا تكون لها حتى علاقةً عاطفية معها .! , وقد امسى واضحى ذلك كتحصيلٍ حاصلٍ ربما , لكنه غدا كواقعٍ واقع .!
وقد عزّزَ ذلك وزرعه في الصورة الذهنية للجمهور , عبارات وكلمات النقد الحادة والصاق الإتهامات من بعض زعماء تلك الأحزاب للمتظاهرين , ومحاولة تشويه صورهم المعنوية سواءً في إعلام قنواتٍ فضائية او في السوشيال ميديا , وخصوصاً عبر جيوشٍ الكترونيةٍ فتّاكة , وبصحبةِ ذبابٍ الكتروني يعاني من الضعف والنحول الإعلامي , وهذا ما هو سائد ومتوطّئ في العراق منذ سنينٍ انجبت نسخاً من حكوماتٍ متشابهة ومشوّهة جرت ولادة معظمها بعمليات تزييفٍ وتزويرٍ لصناديق الإقتراع وطريقة جمع وطرح اصوات الناخبين المفترضة , ولانقول أنّ عملية توليد وإنجاب تلكم الحكومات جرت عبر عملياتِ ولادةٍ قيصرية , ولا حتى بواسطة التلقيح الصناعي – السياسي , وننفي ذلك اصلاً وفصلاً .!!
لو كانَ لأحزاب السلطة الحاكمة هذه ايّ درايةٍ اولاً , ومراكز ابحاثٍ واستطلاعات رأيٍ ” ثانياً ” لإستقراء الشارع العراقي ودراسة مكنوناته ورؤاه , وبشكلٍ خاصّ لبعضِ شرائحٍ اجتماعية ” مضلّلة ” أيّدت وصوّتَ بعضها لأوّلِ حكومةٍ منسوبة ومحسوبة للإسلام السياسي , ثُمّ اكتشفوا خطأهم وغيّروا مواقفهم , لأدركّ زعماء هذه التنظيمات وفصائلها مدى الخطأ الجسيم الذي وقعوا فيه في مهاجمة جموع المتظاهرين الغفيرة في الإعلام وما يفرزه ذلك .! , ولعلّ خير دليلٍ على صحة ما نشير اليه هو قيام المتظاهرين ” منذ بدء انتفاضة تشرين ” والى الآن بمهاجمة وحرق مقرّات مختلف هذهنّ الأحزاب ” وليس حزباً واحداً فقط ” ولأكثرِ منْ مرّة .!
ما لا يفهموه ولا يحسّوا به قادة – سادة تلك الأحزاب , أنّ الملايين من الشرائح والقطاعات الجماهيرية التي لم تسمح لها ظروفها الخاصة في النزول الى ساحات الأحتجاج , ومنذ انطلاقتها الأولى ولغاية الآن , فإنّ مواقفها السياسية مصطفّة مسبقاً وكلياً الى جانب ابناء هذه الحركة الإحتجاجية وبحماسٍ مماثل , وماذا ستغدو نتائج واصوات مشاركتهم المقبلة في الإنتخابات المقبلة؟
لا نبتغي هنا استباق نتائج ما ستؤول اليه انتخابات حزيران المقبلة , ولا نرغب بأيّ استشهادٍ بأنّ قدوم الرئيس المصري – السيسي الى عمّان لحضور قمةٍ يحضرها الكاظمي ” ولو لساعاتٍ ” بأستضافةٍ خاصة من الملك الأردني , ولا الى الزيارة الخاصة للرئيس الفرنسي ماكرون الى بغداد في الإسبوع القادم , انّما هي لدعم حكومة الكاظمي على الصعيدين العربي والدولي , ووفقَ الحسابات السياسية القائمة , لكننا ايضاً مع إدراكٍ مسبقٍ آخر بأنّ هذه الأحزاب التي تحكم بواجهة او ” فاترينة ” الدين , سوف لن تستسلم بكلّ سهولة , وإلاّ فما فائدة تسليحها الثقيل ومن الوزن النوعي الثقيل ! هل لتحرير فلسطين !؟ , وقد انتهى دور داعش للتذرّع به .! , وايضاً فذلك ليس نهاية الأمر , وربما نهاية بدايته وفق اعتباراتٍ عالمية .!