ترد هذه الكلمة كثيرا ً في العراق بالاخص بعد سنة 2011 عندما تراجعت الخدمات مع وجود طفرة اقتصاديةبأسعار النفط لكن لا نسبة بين المُباع من النفط والخدمات المقدمة للشعب ! وكان هناك تحسن لا بأس به في سلم الرواتب نحو الافضل …
أقترنت لفظة الناشط مع التظاهرات اصبح كل من يدعو الى تظاهر سلمي للمطالبة بالحقوق من ماء او كهرباء او تعيين للخريجين أصبح ناشطا …
وبغض النظر عن هذا الذي يدعو الناس الى تصحيح الخلل ناشط سياسي أو مواطن مستقل أو … المفترض يُشكر على ذلك ؛ لأن نشاط التظاهر السلمي يعتبر عمل مشروع في الدول الديمقراطية او التي تؤمن بتعدد الآراء ومشاركة الشعب في تصحيح المسار ..
في تظاهرات 2011 تم تصفية الشهيد هادي المهدي في منزله في بغداد ..ولا ادري اين وصل التحقيق في مقتله؟ كان بعض المتظاهرين يُطالبون بعدم تولي المالكي لولاية ثانية. فأخذت المظاهرات تأخذ منحى سياسي أكثر من منحى المطالبات بتحسن الخدمات لأنهم يعتقدون ان المالكي سيقود البلد الى تراجع وضعف.
في آخر سنة من ولاية المالكي سقطت ثلاث محافظات بيد داعش وكانت نكبة كبيرة ومصيبة عظمى .
نعود الى النشطاء
تكررت التظاهرات في حكومة العبادي مطالبة بمحاسبة الفاسدين الذين سرقوا عشرات المليارات بمشاريع وهمية لم تحقق فيها أهم الخدمات كالكهرباء والصحة والتعليم والبنى الأساسية رغم ان البلد كان يعيش حربا ضد داعش .وايضا لم يحاسب اي فاسد كبير !
وشاهدنا هجرات مئات الألوف من العراقيين عبر البحر عن طريق تركيا نحو اوربا فارين من وطنهم او مجتمعهم !
ولم يقف نشاط التظاهرات بين الحين والآخر لغاية عام 2019 طالبت قوى سياسية بالتظاهر قوى لها تمثيل سياسي في البرلمان وبعضهم لديه بعض المناصب كمدير عام او وزير…طالبت هذه القوى بالخدمات ومحاسبة الفاسدين وهي مطالبات مشروعة كمطالبات التي طلبها المواطنون أو النشطاء …بعدها أخذت التظاهرات تظهر بأعداد كبيرة وزاد عدد النشطاء عن الذين خرجوا عام 2011.
الذي فاقم من حدة التظاهرات القمع غير المبرر من قتل او اعتقال
ظلت الحكومة بعد تظاهرات 2019 حائرة بين التعيين العاطلين او الوعود بتحسين الخدمات او اعطاء فرصة اكبر …بينما تعرض الكثير من منظمي التظاهرات الى التهديد أو التسقيط بالعمالة لأجهات خارجية! الغريب ان هذه الجهات الخارجية لديها تمثيل دبلوماسي معترف به داخل العراق ولو ثبت ان هذه السفارات لديها مخطط تخريبي على البرلمان والدولة قطع العلاقات وهذا افضل من دخول ابناء الشعب الواحد في صراع القوى الخارجية !؟
وهنا اخذنا نسمع بتهمة ابناء السفارات !؟
بمجيء الكاظمي الذي جاء بعد ضغط الجماهيري من المتظاهرين بأغلب محافظات العراق وعلى رأسها ذي قار وبغداد والبصرة…
قام الكاظمي بتعيين بعض النشطاء أو الأعلاميين البارزين ، الاعلامي الذي يشبه صوت المتظاهرين ولديه مشاهدات جيدة او عالية…ووعد بانتخابات نزيهة قريبة.
ما اريد قوله بعد هذا السرد المختصر
الناشط او المتظاهر جاء ضرورة لتغيير الوضع الراهن …
فساد بالمليارات خدمات ليست على المستوى المطلوب خروقات أمنية واضحة
الناشط مجرد مواطن
ليس سياسيا او مدنيا ، والسبب باختصار ما زالت سياسة الرأي الواحد والفكر الواحد موجودة في العراق واي فكر او رأي يخالفني سيكون مصيره القتل او التهديد !
ولا مدنية لدينا لان المدنية تعني تطبيق القانون .
والفرد هو وحده المسؤول عن تصرفاته وليس جماعته او مذهبه او عشيرته ، المدنية تقوم على الفردية .
ما نجده لدى النشطاء من مطالبة بالحقوق من نزول الى الشارع أو من هتاف ، او منشور بالفيس، او مقال بموقع او جريدة هي حالة طبيعية .كلها طرق سلمية
لا يمكن كتم الافواه والتخويف الى الأبد وهذا النشاط سيتحول من مطالبة مشروعة الى نشاط مدني حقيقي او من نشاط اجتماعي الى سياسي مشارك في الحكم ؛ لأن لا أمان ولاخدمات ولا تطور يليق بحجم واردات العراق.
فلا بد من تغيير المنظومة التي جعلت من البلد متراجعا رغم ثروته الهائلة وجعلت منه غير آمن رغم حجم القوى الأمنية من شرطة وجيش وأجهزة مختلفة ..
لابد من الإصلاح والحل الأمثل بالتظاهر السلمي والمحافظة على حياة المتظاهرين اصحاب الرأي والحقوق المشروعة.