19 ديسمبر، 2024 6:24 ص

ايها القارئ قد يثيرك العجب من افعال صدام, ومن سلوك دواعش العصر ورجال تنظيم القاعدة, لكن الحقيقة ان له ارتباط وثيق بالماضي البعيد, انهم رجال معاوية بن ابي سفيان في عصرناالحالي, فما كان يفعله معاوية هم الان ينفذوه حرفيا, في حرب شيعة علي ومنهج الطعن بالإسلام بخنجر الخيانة, ان اكبر المصائب التي مرت على الامة الاسلامية هو صعود معاوية بن ابي سفيان لكرسي الحكم, حيث مهد خط النفاق والمصالح لعودة العائلة المعاندة للإسلام (عائلة ابي سفيان), حتى تم لهم الامر بعد عام 40 للهجرة, عبر معاوية ابن هند اكلة الاكباد, الذي رضع حليب الحقد والشرك والافساد, حتى كبر على هذه الصفات, ليكون القنبلة الموقوتة التي ستهد البناء, وتعيد الجاهلية في حياة الامة, وهذا ما حصل عبر عشرون عاما من حكمه.

فما ان وصل معاوية للحكم بعد اغتيال الامام علي عليه السلام, حتى عمل على مبدأ خبيث, سعيا لتثبيت حكمه وتوسيع جغرافيا مملكته.

سياسة الارهاب

حيث عمل على اتباع منهج الارهاب والقتل والتجويع مع كل مسلم لا يتفق مع هواه السياسي, خصوصا مع المحبين لعلي ابن ابي طالب (ع), حتى وصل الامر ان يتمنى المسلم ان يقال عنه زنديق او كافر ولا يقال عنه من شيعة علي, بل تعدى الامر فاصبح هنالك خوف حتى من مجرد النطق باسم “علي” بل حتى الحديث النبوي عندما يروى عن الامام علي (ع) يقول الراوي (روي عن ابو زينب ), ويمنع منعا باتا رواية حديث في فضائل الامام علي اهل بيته.

ومثال عن ارهاب معاوية كتاب معاوية الى جميع عماله بعد عام الجماعة حيث يقول: ” أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته”, فقام الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا, ويبرؤن منه, ويقعون فيه وفي أهل بيته.

وكان اكثر الناس بلاء اهل الكوفة لكثرة ما فيها من شيعة علي, وقد طبق معاوية سياسة متوحشة بحق اهل العراق, وكان يكلف القتلة بالأمارة على مدن العراق, امثال زياد بن سميه وسمرة بن جندب, وقد اسرفوا اسرافاً لا حد له في القتل والتنكيل بالناس, من قطع الايدي وقلع العيون, حتى وصل بهم الامر لبيع النساء المسلمات في الاسواق!

معاوية واحياء النزعة القبلية

عمل الرسول الخاتم (ص) على ازالة التعصب للعرق والجنس داخل المجتمع الاسلامي, واعتبار الناس جميعا سواء من حيث الانسانية المشتركة, وقد جاء عن الرسول ص- انه قال في حجة الوداع : ” ايها الناس , ان الله تعالى اذهب عنكم نخوة الجاهلية وفخرها بالإباء, كلكم لادم وادم من تراب, ليس لعربي على عجمي فضلا الا بالتقوى”.

وتابعه على ذاك الامام علي (ع), فعمل على تركيزها بأعماله واقواله طيلة حياته , بعد ان شهد عهد عثمان انحرافا خطيرا عن النظرة الاسلامية, واتجاها خطيرا نحو الروح الجاهلية والعصبية القبلية التي اتبعها عثمان وعماله.

وقد عمد معاوية في حياة الامام علي (ع) سبيل الدساس والمؤامرات ضد حكم الامام علي (ع), فاستعمل المال والخبث في اثارة الروح القبلية في القبائل العربية في العراق, فتارة يلوح لزعماء القبائل بالامتيازات المادية والاجتماعية التي يخص بها الزعماء القبليون في الشام, وتار يهدد بقطع تلك الامتيازات المادية اذا لم ينسجم فعل زعماء القبائل مع هوى معاوية.

وتحولت الشام ملاذا لمن يغضب عليه الامام علي (ع) من هؤلاء الزعماء القبليون لجناية اقترفها, او خيانة خانها في عمله, حيث وفر معاوية ملاذا امنا لكل خارج عن القانون! واصبح الخضوع لأوامر معاوية مطمعا لمن يريد الغنى والمنزلة مهما كان الثمن!

واهتم معاوية كثيراً بأثارة احقاد الجاهلية بين القبائل العربية عبر الدفع بشعراء البلاط للتذكير بالحوادث الغابرة, وبالفعل نجح, عبر الجهاز الاعلامي الخطير الذي كان بيده (الشعراء المأجورين), بالاضافة للتفريق في العطاء والتقريب بين زعماء القبائل العربية من جانب, ومن جانب اخر الفريق بين القبائل العربية والغير عربية, بهدف زرع التحاسد والبغضاء بينهم, وهذا الامر نجح فيه بامتياز فعمل على تفتيت وحدة المجتمع عبر احياء الروح القبلية, مما يعني اضعاف دور قيم الاسلام داخل المجتمع وهذا هدفه الاساس من الحكم وهو محاربة الدين الاسلامي التزاما بخط ابيه ابي سفيان اللعين.

مصيبة العصر الحالي

من غرائب الامة الاسلامية الحالية ان تجد مثقف او كاتب او صاحب شهادة عليا يدافع عن معاوية ابن ابي سفيان, واتذكر جيداً كيففرض علينا الطاغية صدام في المناهج الدراسية الترضي على معاوية! واعتباره كاتب الوحي وصحابي جليل, مع انه اشد الخلق حربا للإسلام, فهو امير خط النفاق, لكن هناك من آمن وتربى على اكاذيب الحكام العرب (امثال صدام) ليكون بوقا في الالفية الثالثة للدفاع عن امير الكفر والنفاق معاوية.

وحتى الخط الوهابي والدواعش والقاعدة, كلها تعظم وتقدس “معاوية وابيه” فامتدادهم لهما, وهم عبيدهما في عصرنا الحالي.

وهنا ادعو كل طالب حق ان يراجع كتب التاريخ والحديث, ويبحث بعمق ودون انحياز ليكتشف حقيقة هذا المجرم معاوية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات