بأوائل ازمة الكورونا ظهر عنصر استخباراتي اعلامي دعائي للبروباغندا تابع للجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران وصرح ان الجمهورية ستكتشف علاج الكورونا بعد عشرة ايام!؟ ومرت شهور ولا شئ وانكشف الجانب الدعائي الاعلامي.
والرئيس الامريكي ترامب كذلك روج لأحد الادوية وايضا ثبت انه لا يصلح وانفجرت فقاعة الوهم التي نفخ فيها الرئيس الامريكي ترامب.
وبين ترامب والعنصر الاستخباراتي للجمهورية العشرات من الاعلانات والتصريحات الاعلامية لشركات دوائية وشخصيات مختلفة وايضا ظهر عدد من النصابين والافاقين وكلها انتهت كالفقاعات المائية الصابونية عندما تصطدم بجدار الواقع والحقيقة الطبية الاحصائية وتنفجر وتتلاشي بالهواء.
هذه مقدمة سريعة مهمة للتعليق على
اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسجيل أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في العالم!؟
قال الرئيس بوتين الاتي: “تم إبلاغي اليوم صباحا عن تسجيل أول لقاح في العالم ضد فيروس كورونا المستجد.. وآمل أن نتمكن من بدء إنتاج كميات ضخمة منه في المستقبل القريب وهذا أمر بالغ الأهمية”.
وهذا الاعلان ايضا الى الاعلانات القديمة الأخرى يعتبر تقليد دعائي استعراضي بدون نشر اي دراسات احصائية معتمدة وبدون مرحلية روتينية طبيعية متبعة بالاحصاء الطبي لاعتماد اي دواء ضمن بروتوكولات العلاج العالمية المعتمدة!؟
واجد نفسي مضطرا لأعادة فقرات تقنية اذا صح التعبير بخصوص مسألة الاعتماد الطبي للأدوية ولأهميتها ولأنها عبارات كاشفة توضح الفرق بين التصريح الدعائي وبين الحقيقة الطبية الاحصائية.
“هناك مؤشرات إحصائية دقيقة يجب تفعيلها بواقع العمليات الإحصائية المعقدة ضمن مراحل تجريب إحصائي دوائي في نطاق عينة عددية تزداد بين مرحلة إحصائية وأخرى وكذلك هناك مؤشرات إحصائية دقيقة مضاعفة يتم تفعيلها لضمان عدم وجود أسباب أخري سببت الشفاء كالمناعة الطبيعية أو أي أدوية أخرى مصاحبة وكذلك قوة ودرجة مضمونيه الدراسة الإحصائية يتم قياسها بوسائل ضمان قوة الدراسة وابتعادها عن التأثير البشري.
وعند مرور الدواء ضمن كل هذه المراحل وأيضا نقاشها والنشر بمجلات علمية محكمة تحتوي لجان مراجعة أكاديمية معتمدة يتم النشر وايضا بعدها بعد تطبيق البروتوكولات العالمية المعتمدة هذه أيضا هناك ترتيبات إحصائية للمتابعة والمراجعة.”
اذن بالنسبة للروس نعيد كتابة نفس الاسئلة المهمة جدا؟
اين الاحصاء الطبي الموثق؟
اين النشر العلمي الطبي الاكاديمي؟
اين المرحلية الاحصائية الطبيعية المتبعة بمثل هذه الامور؟
لم يتم تقديم شئ منها الى الان وما لدينا الى الان الا التصريح الدعائي للرئيس الروسي كما صرح ترامب قبله دعائيا!؟
لذلك الى لحظة كتابة هذه السطور ما يقوله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو بنفس القيمة والوزن لفقاعات الوهم الدعائية للرئيس الامريكي ترامب ولفقاعات العنصر الاستخباراتي التابع للجمهورية وما بينهما ومن معهما من تصاريح اعلامية دعائية على طول فترة ازمة وباء الكورونا.
الا اذا نشر الروس ابحاثهم الاحصائية وارقامهم بكامل المراحل التقليدية المتبعة ؟ بتلك النقطة يختلف الكلام ويتغير؟
ولكن من غير احصاء طبي حقيقي معتمد تظل هذه فقاعات للوهم دعائية استعراضية يفجرها هذه المرة الرئيس الروسي بوتين بدلا من ترامب.
واذا كان العالم يحركه الاستعراض والدعاية فشيمة شعوب العالم الرقص على انغام البروباغندا!؟ ولكن بكل الحالات ليس هناك لقاح معتمد الى وقت كتابة هذه السطور.