23 نوفمبر، 2024 3:36 ص
Search
Close this search box.

بغداد..واشنطن.. والشيطنة الامريكية..

بغداد..واشنطن.. والشيطنة الامريكية..

قبل اربعة اشهر؛ دعت الولايات المتحدة، الحكومة العراقية، لأجراء حوار بينهما لتفعبل اتفاقية الاطار الاستراتيجي، (للصداقة والتعاون المشترك، بين العراق والولايات المتحدة الامريكية). قبل اكثر من شهر جرى حوار بين الجانبين في بغداد، اتفقا فيه على عقد اجتماع لاحق في واشنطن، لأستكمال مناقشة النقاط التي حددها الجانب الامريكي. في ال 20 من الشهر الحالي سوف يغادر رئيس الوزراء العراقي مع الوفد الذي سيرافقه، الى واشنطن لمناقشة النقاط التي حددها الجانب الامريكي كمحاور للحوار والنقاش. المحارو هي؛ الطاقة، الكهرباء، الصناعة، الزراعة، الخدمات، التعليم، وتحديد علاقة العراق مع ايران، والوجود الامريكي العسكري في العراق. تردد في الاونة الاخيرة وفي اكثر من مكان ومحفل ومنتدى، وفي الكثير من مقالات الرأي؛ بان امريكا ترامب عازمة على مغادرة منطقة الشرق الاوسط والعراق من ضمنها، ان هذه الرؤية لاتمت الى الحقيقة باي صلة وهي في الاول والاخير تجافي الواقع، سواء الواقع الاقليمي او الدولي، الساحتين ستشهدان صراع اقليمي ودولي في المقبل القصير من الزمن، وهنا العراق عقدة مهمة جدا في هذا الصراع، وعلى جميع الاصعدة. عليه فان الولايات المتحدة لن تتخلى عن وجودها في العراق بسهولة او بطلب او بجرة قلم،( لا بالمقاومة اي بالرفض المقاوم والفعال..) لأنه يقع في صلب الاسراتيجية الكونية الامريكية، وفي صراعها الشديد القادم مع محور الصين- روسيا. اما الحديث عن ان امريكا ستتخلى عن منطقة الشرق الاوسط والعراق من بينها، فهو كلام للاستهلاك وللخديعة ليس اكثر او اقل. ترامب يلعب بورقة سحب القوات الامريكية من منطقة الشرق الاوسط، في الانتخابات الامريكية القادمة لتقليل حظوظ منافسه في الفوز، وليس العمل الحقيقي على سحب قواتها من المنطقة، لسببين، الاول ان ترامب ليس هو من يقرر الاستراتجية الامريكية سواء في المنطقة او في بقية اركان كوكب الارض بل ان من يقرر هذا الامر هي امريكا العميقة. ادارة ترامب هي ذاتها ليس في تفكيرها او في نيتها؛ الانسحاب من المنطقة، واكبر دليل ذلك، امران، الاول ما قامت به امريكا ترامب في سوريا، وفي منطقة التنف السورية وفي حقول النفط والغاز السوريين، وفي التواجد الامريكي العسكري على الحدود بين العراق وسوريا، بأقامة حاجز للمراقبة والمنع والرصد، في الممر بين البلدين، سوريا والعراق، الذي يستخدم لتدفق البضائع وغيرها..لمنع التواصل والرفد والتبادل التجاري وغيره بين البلدين.. ان ترامب يريد من هذه المفاوضات كورقة انتخابية من جهة ومن الجهة الثانية، يريد من وراءها تحديد وتحجيم علاقة العراق مع ايران، لزيادة الضغط على الاخيرة، لأجبارها على الدخول الفعلي المعلن، في المفاوضات مع الولايات المتحدة الامريكية. ايران من جانبها تسعى ولو بصورة خفية غير معلنة، الى المهادنة مع الولايات المتحدة، والعمل على تخفيف حدة التوتر بينهما، وبالذات في الاشهر الثلاث هذه التي تسبق الانتخابات الامريكية، على امل فوز منافس ترامب، جو بايدن. عندها سوف كما تتصور الحكومة الايرانية، تتغير قواعد اللعبة بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية. لذا، سوف تشهد المفاوضات او الاصح والادق والاكثر تمثلا للواقع، المشاورات بين الوفد العراقي والامريكي في واشنطن، المهادنة والتراضي في مناقشة المحاور سابقة الذكر والاشارة، وبمعنى اخر؛ سيتم الاتفاق على جميعها، على شكل خطوط عامة، بما فيها وضع القوات الامريكية في العراق، التي سوف يجري او يتم الاتفاق على تخفيضها مع بقاء القسم الفعال منها، بحجة محاربة الارهاب في العراق الى حين القضاء عليه. مع الاتفاق على بقاء المستشارين والمدربين، وهنا وفي هذا الشطر تكمن العلة والشيطنة الامريكية بالوصول الى ما تريد بطريقة معلبة وخادعة.. هذه المخارج ستخدم ترامب انتخابيا،لأنه سيقول للأمريكية ها أنا حققت لكم ما وعدت به..عليه فان النقاش الامريكي العراقي ماهو الا وفي جانب منه وليس جميع جوانبه؛ لعبة انتخابية امريكية..

أحدث المقالات

أحدث المقالات