23 نوفمبر، 2024 1:15 ص
Search
Close this search box.

وأسفا بيروت صارت تقارن بناكازاكي وهيروشيما والعالم يتفرج ولاتقلم الاظافر الشريرة!!!

وأسفا بيروت صارت تقارن بناكازاكي وهيروشيما والعالم يتفرج ولاتقلم الاظافر الشريرة!!!

أن الحادثة وقعت بسبب مواد مصادرة منذ 2014 من مادة “الأمونيوم”.
لا يزال الغموض يكتنف التفجير الذي ضرب العاصمة اللبنانية بيروت، وسط سيناريوهات عديدة طرحت عقب الانفجار الذي خلف العشرات من القتلى والآلاف من الجرحى.

وعلى الرغم من صعوبة الجزم بمعرفة سبب الانفجار مبكراً، فإن ما تسرب من معلومات وتصريحات وما يعرف من ملابسات عن وضع لبنان الدقيق يجعل هناك عدة سيناريوهات محتملة، تزيد الانفجار المروع غموضاً على الغموض الذي أثارته التصريحات الأولية عن الانفجار.

وأدى اشتعال حدث عدة دقائق في مرفأ بيروت إلى انفجار كبير وهائل هز العاصمة اللبنانية والمناطق المحيطة، وترددت أصداؤه في المدن والبلدات المحيطة على مسافة 40 كيلومتراً.

انفجار مرعب ومعلومات متضاربة – عاش لبنان، في الـ4 من أغسطس 2020، حالة من الهلع والهول والوجوم والصدمة العارمة المخيفة، من جراء الانفجار المرعب الذي وقع مساءً في مرفأ بيروت، وتسبب بدمار هائل في المناطق المحيطة وطرحت سيناريوهات مختلفة من قبل مسؤولين لبنانيين، حيث نقلت وسائل إعلام لبنانية عن وزير الصحة اللبناني حسن حمد قوله، إن الانفجار سببه مفرقعات، وهو ما استبعده اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني المقرب من حزب الله، مقدماً تفسيراً آخر وقال إبراهيم، في تصريحات له، إن الانفجار حدث بسبب مواد متفجرة مخزنة في مرفأ بيروت منذ سنوات بعد أن صودرت وبدوره قال وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي، عقب ساعات من الحادثة، إن المعلومات الأولية تشير إلى أن مواد شديدة الانفجار مصادرة منذ سنوات ومخزنة هناك قد انفجرت، وقال لاحقاً لوسائل إعلامية إن مادة النترات كانت مخزنة هناك منذ 2014.
ولم تغب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضاً عما حدث، بعدما رجَّح، خلال مؤتمره الصحفي في 4 أغسطس، أن يكون الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية “ناجماً عن قنبلة، وأنه يبدو اعتداء”.

لن يكشف عن السبب – وطرح محللون سياسيون في صفحاتهم على مواقع التواصل وفي تصريحات تلفزيونية إمكانية ضلوع الاحتلال الإسرائيلي في الانفجار، فيما اعتقد آخرون أن يكون لحزب الله اللبناني يد في ما حدث، لامتلاكه 2750 طناً من نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، وهي التي كانت وراء الانفجار ويؤكد أستاذ دراسات الشرق الأوسط ومدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر، محجوب الزويري، ضرورة التذكير بوجود مواجهة غير معلنة بين “إسرائيل وإيران”، باستخدام ميادين مثل (لبنان، وسوريا، والعراق) وعدة مناطق عبر الحرب السيبرانية، لكنه لم يضع ترجيحاً مباشراً لأي سيناريو محتمل لما حدث ويشير إلى أن الحادثة “يمكن أخذها من سياقين مختلفين (غياب الدولة، وحضور الدولة الفاشلة) التي لا تعرف كيف تتصرف مع الأزمات، بسبب الصراعات الداخلية، والتجاذبات السياسية والخلافات الطائفية، إضافة إلى غياب دور اللاعبين الخارجيين، مثل أمريكا والسعودية، وبقاء إيران فقط وأضاف، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “لبنان حالياً في وضع فاشل سياسياً واقتصادياً وفي مختلف الخدمات، وقد رأينا كيف فشلت في أزمة كورونا والأزمات الاقتصادية التي تزداد سوءاً”.
وعن الاحتماليات المطروحة والسيناريوهات، “هناك احتمالات مفتوحة، لكن لن يكون هناك معلومات دقيقة عن الحادثة، بسبب التجاذب السياسي داخل الأجهزة اللبنانية، سواء الأجهزة القضائية أو الأمنية وغيرها وأوضح أن تلك التجاذبات “لن تساعد في الكشف عما جرى، وسيبقى الأمر طي الكتمان، وربما تتصدر فرضية وجود مواد متفجرة محفوظة منذ نحو 6 سنوات قائمة الاحتمالات التي سيُعلَن عنها”.

حزب الله والنظام السوري,و أن الحديث عن تسبب مادة الأمونيوم بالانفجار غير صحيح جزئياً، مشيراً إلى أنه “من الصعوبة أن تنفجر هذه المادة إلا في حدوث انفجار مواد خطرة جداً ساهمت في انفجارها ويشير إلى أن استمرار الحديث عن تسبب الأمونيوم بالانفجار هدفه “التعتيم على قضية معينة، وهي أن النظام السوري يستعمل الموانئ اللبنانية عن طريق حزب الله لجلب مواد متفجرة، والتي تستخدم في صنع البراميل المتفجرة والقنابل ويقول لـ”الخليج أونلاين”: “حزب الله اللبناني ونظام بشار الأسد يعملان معاً لاستيراد تلك المتفجرات واستخدامها في القتال في سوريا، إضافة إلى ما ترسله إيران لمليشياتها في العراق وسوريا ويضيف: “ربما من الغباء جداً تخزين مادة الأمونيوم في العنبر رقم 12 في ميناء بيروت كل هذه السنوات ولا تشعر بها السلطات ولا الميناء ولا الجمارك، إلا إن كان هناك شيء واضح والجميع يعلمه، أن حزب الله يسيطر على الدولة اللبنانية وتابع “نترات الأمونيوم لا تنفجر إلا بعد صعقها بمواد معروفة عسكرياً، والتي تنتج حرارة بمقدار 4 آلاف درجة تقريباً خلال جزء من الثانية، إلا أن ما حدث بالأمس يؤكد وجود بصمات لمواد قابلة للانفجار ربما ساهمت في انفجار الأمونيوم ولم يستبعد أيوب أن يكون الطيران الإسرائيلي سبباً في استهداف تلك الأسلحة التي يستوردها حزب الله، إلا أنه يرى أن المتسبب في انفجار الأمس يقف وراءه حزب الله اللبناني، في إشارة إلى “وقوع التفجير بشكل خاطئ لمواد متفجرة كان الحزب يستوردها أو يخزنها في المرفأ”.
ارتباطات مختلفة -ولعل اعتقاد بعضهم بوقوف إسرائيل وراء الحادثة مرده إلى الحوادث الغامضة التي وقعت في إيران خلال الشهرين الماضيين (يونيو – يوليو)، والتي خلفت تفجيرات وحرائق غامضة تسببت باحتراق سفن إيرانية، وتعرض منشأة تابعة لشركة شهيد توندجويان للمواد البتروكيماوية لحريق وانفجار بمصنع “سباهان برش, كما وقع حريق في محطة للطاقة بمنطقة الزرقان، وآخر في مبنى بمنشأة “نطنز” النووية الإيرانية، ومنشأة طبية في شمال طهران، وانفجار بالقرب من قاعدة بارشين العسكرية وفي المقابل يُتهم حزب الله بسعيه لتخزين كميات كبيرة من نترات الأمونيوم في دول مختلفة، كما حدث في ألمانيا، والتي تسببت في حظر الحزب من قبل برلين بناءً على توصية الموساد الإسرائيلي كما طرح كثيرون فكرة أن الانفجار تدبير حزب الله كرسالة استباقية لتيار المستقبل قبل الإعلان عن قرار المحكمة الدولية التي تحاكم أعضاء في الحزب غيابياً بتهمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري، خصوصاً مع الأنباء التي تحدثت أن الانفجار طال بيت سعد الحريري.
غموض كبير – ويبدو أن ثمة غموضاً حول من يقف وراء التفجير، خصوصاً لدى اللبنانيين، وإن جميع الروايات الرسمية “غير واضحة بخصوص ما جرى”، مشيراً إلى ضرورة الانتظار لمعرفة نتائج التحقيقات التي ستُجريها السلطات ,
ووجود كثير من التساؤلات لدى اللبنانيين حول ما حدث، موضحاً بقوله: “رئيس الوزراء تحدّث عن أن المواد المتفجرة موجودة في المستودع منذ 6 سنوات، ومسؤولون آخرون ذكروا أن هذه المواد المتفجرة مُصادرة منذ تلك الفترة، فلماذا لم يكن الرأي العام اللبناني مطلعاً على هذه القضية من قبل ما دام أنها بهذا الحجم؟”.

“نترات الأمونيوم” نكبت بيروت.. ما صلة حزب الله بها؟
وأضاف: “لماذا بقيت هذه المواد المتفجرة كل هذه السنوات في مرفأ يقع وسط العاصمة المكتظة بالسكان؟ وهل كان هناك قرار سياسي يحول دون ذلك؟ ما حصل كارثة وفضيحة بكل المقاييس أياً كانت أسبابها”.

ويرى، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن وعد الحكومة بإجراء تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة “يجب أن يخرج بنتيجة واضحة تُحمل المسؤولية لكل الأطراف بغض النظر عن مستواها السياسي”، إلا أنه رأى أيضاً أن ثقة اللبنانيين “معدومة بهذه السلطة السياسية وتحقيقاتها”.

وأكد أن السبيل الأفضل لكشف ما حدث في بيروت “إجراء تحقيق دولي وليس محلياً لتحديد المسؤولين ومحاسبتهم”.

أدخنة متصاعدة، وسحابة غريبة في سماء العاصمة، وواجهات لكثير من المباني دمرت، عقب انفجار هائل خلف نحو 2700 جريح وسقوط أكثر من 137 شهيدا , وهذا ملخص انفجار بيروت المدوي مساء الثلاثاء، الذي فجر معه تساؤلا بشأن ما الذي جاء بهذه الكمية الكبيرة من المتفجرات لمستودع المفرقعات بالعنبر 12 قرب صوامع القمح في مرفأ العاصمة بيروت؟ خبيران لبنانيان رجحا في أحاديث منفصلة لـ”العين الإخبارية”، مصادرة الدولة اللبنانية لمواد شديد التفجير من أحد البواخر، وقامت بتخزينها لأشهر عدة، دون تنفيذ قرار الاتلاف.

خبير عسكري لبناني يضع فرضيات بأسباب انفجار بيروت
فيما تبنى محلل سياسي لبناني بارز سيناريو أن المتفجرات تعود إلى حزب الله الذي يسيطر على مرفأ بيروت سياسيا، وبالتالي علمت إسرائيل بتخزين هذا العدد من المتفجرات، فأقدمت على قصفها.

قوة انفجار هائلة – المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز قال لـ”العين الإخبارية” إن “انفجار بيروت يوازي أضعاف الانفجار الذي أودى بحياة رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، حيث بلغت قوته 8 أطنان من التفجيرات، مقارنة بحادث الحريري الذي بلغت قوته 2 طن فقط ورسم المحلل السياسي اللبناني صورة لحالة لبنان المنكوبة، عقب الانفجار، قائلا “بحسب المرصد الأردني للزلازل فإن الانفجار يوازي زلزال قوته 5 درجات على مقياس ريختر، ووصلت قوة التفجير نفسه بحسب متخصصون في التفجيرات إلى 7000 متر ثانية، ما يعني أن هذه القوة ضربت عدد كبير من المناطق اللبنانية بمحيط يقدر بـ2 كيلو مترا، حول معه معظم مناطق بيروت إلى أماكن منكوبة ومتفقا معه، قال الخبير اللبناني طلال العتريسي إن “هذا الانفجار يعادل التفجير النووي لأن حجم الدمار أحدث ما يشبه الهزة الأرضية، وخلف خسائر ضخمة سواء على صعيد المباني أو البشرية وأوضح العتريسي، مدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبناني أن “لبنان يعيش ظروف دقيقة وحرجة من الناحية الأمنية والاقتصادية والسياسية، فعلى المستوى الأمني لبنان قلق من أي مواجهة مع العدوان الإسرائيلي سواء طائرات مسيرة تخترق الأجواء أو غيره فضلا عن أنه ينتظر قرار المحكمة الدولية بشأن اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، ويتخذ إجراءات حظر تجوال بسبب فيروس كورونا، وأيضا هناك ضغوط داخلية وخارجية لإسقاط الحكومة وتابع:” كل هذه الأجواء من القلق والضغوط والأزمات الاقتصادية حدث هذا الانفجار، وبالتالي يجب أن نسأل أنفسنا هل هذا التفجير له علاقة بأحد هذه المحاور، وحينها يمكن الحديث عن توقيت الانفجار”.
السيناريوهات المطروحة – وقال المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز إن “السؤال الأهم ما الذي أتى بهذه الكمية الكبرى من المتفجرات في عنبر 12 بمرفأ بيروت، موضحا أن هناك ثلاث سيناريوهات رئيسية، الأول علم الدولة اللبنانية علم بوجود هذه المتفجرات منذ عام 2011 وبالتالي فهي من مخلفات الحرب اللبنانية، مع وجود تحذيرات بأن هذه المواد ستنفجر في حال ارتفاع الحرارة أما السيناريو الثاني، فهو أن “الدولة اللبنانية صادرت عدد من براميل النفايات السامة مثل نترات الألومنيوم التي استقدمتها إحدى المليشيات إلى لبنان وصادرتها الحكومة منذ أشهر، وبلغت حوالي 11 ألف برميل يحتوي على مواد كيماوية ونووية سامة، وبالتالي نتيجة لحادث معين أو حريق معين انفجرت”.
هل حزب الله متورط؟فيما ذهب السيناريو الثالث، والذي رجحه المحلل السياسي اللبناني الرز، أن “حزب الله خزن عدد من المواد التفجيرية داخل العنبر، معتمدا في ذلك على تأثيره الكبير على المرفأ نتيجة تحالفه مع التيار الوطني الحر، والذي يتبعه رئيس مرفأ بيروت وتابع الرز:” أتصور أن إسرائيل علمت بشكل أو بآخر فأقدمت على قصف متفجرات حزب الله ووقع هذا الانفجار الكبير الذي شاهدناه جميعا.. هذا الانفجار لا يمكن أن يحدث بشكل عادي كنتيجة لشرارة كهربائية أو غيرها.. المؤكد أنه حادث مدبر وبفعل بفاعل واستدل المحلل السياسي اللبناني بحديث بعض شهود العيان ممن شاهدوا صاروخا ينتقل من البحر باتجاه مرفأ بيروت وبالتالي فإن الطيران الحربي الإسرائيلي كان موجودا في الأجواء وعمد إلى اختراق جدار الصمت وشدد على أن “أصابع الاتهام تشير إلى تورط حزب الله الذي قام بتخزين هذه المتفجرات من الأساس، وتسبب في تفجير البنية التحتية وإحداث هذه الحالة من الانهيار في لبنان”.
السيناريو الأقرب – المحلل والصحفي اللبناني فادي عاكوم قال لـ”العين الإخبارية” “رغم أن الوقت لايزال مبكرا لتحديد أسبابا الانفجار وتداعياته، لكن نحن أمام سيناريوهين اثنين أساسين، الأول هو وجود أسلحة لحزب الله وتفجيرها من جانب إسرائيل سواء من خلال عبوة ناسفة أو طائرة مسيرة، ويفتح جدلا حول سلاح حزب الله وضرورة تسليمه للدولة اللبنانية، وحصر قرار الحرب والسلم والتسليح بيد الجيش اللبناني وحده أما السيناريو الآخر، وهو “فرضية وجود بعض المواد المتفجرة كنترات الألومنيوم، وهذا السيناريو الأقرب وفق عاكوم، حيث تم تسريب معلومات بأن المستودع كان يحوي 2700 طن لهذه المواد الخطرة المحرمة دوليا، ويبقى السؤال من يقف وراء بقاءها طيلة هذه الفترة رغم وجود قرار قضائي علني بضبطها منذ عام 2014″.
متفقا معه، ذهب المحلل اللبناني طلال العتريسي إلى أن” الانفجار سببه نوع من الإهمال والفساد، في تخزين مواد متفجرة صادرتها الدولة اللبنانية من أحد البواخر، مشددا على أن يجب البحث عن أي صفقة حدثت في ذلك التوقيت وكيف وقع هذا الانفجار هل هو بسبب الحرارة أو الرطوبة، هل هذا الانفجار متعمد للضغط على الحكومة اللبنانية وتحميلها مسؤولة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، في ظل ظروف حرجة فعليا تمر بها لبنان واستبعد العتريسي وقوع عمل تخريبي، قائلا: “هذا الأمر يبدو لي له علاقة بالسياسية وهذا أمر شائع في لبنان، معتبرا أن الحادث ربما يشكل فرصة للحكومة اللبنانية في فتح ملف الفساد وملاحقة المتورطين وطالب كل من “عاكوم” و”العتريسي” بمحاكمات علنية للمتورطين، فمن جهته قال عاكوم “ضروري محاكمة أسماء المتورطين ممن قاموا باستيراد هذه المواد والاحتفاظ بها طيلة هذه الأشهر مع شكوك أن هناك تورط لجهات سياسية، خاصة أن الانفجار يحتاج إلى حريق كبير بدرجة حرارة مرتفعة أو تفجير لتنشيط هذه المواد أما العتريشي فقد رأى أن “الحادث المنكوب يتطلب تحقيقا جادا تجريه الحكومة اللبنانية بإشراف دولي وعربي حتى تكون النتائج ذات شفافية وعدم تستر على أحد وضرب لبنان، الثلاثاء، انفجار ضخم أسفر عن أضرار مادية فادحة فضلا عن أكثر من 70 قتيلا، ونحو 2700 مصاب، بحسب وزير الصحة اللبناني حمد حسن وكان حريق كبير شب في مستودع للمفرقعات تلاه انفجار هائل، وسط حالة من الهلع بين السكان، وسمع دوي انفجارات قوية في المكان، ترددت أصداؤها في العاصمة والضواحي.

• سيناريوهات متضاربة … من مفرقعات إلى ضربة إسرائيلية إلى «سي فور» ونيترات الصوديوم والأمونيوم
• الانفجار الهائل سُمع في قبرص وهزّ مناطق لبنانية بعيدة لم توفّرها الأضرار
• بيروت تحوّلت مدينة منكوبة وعائلات علقت تحت الأنقاض وضحايا قضوا في سياراتهم
… كأنه زلزالٌ وأكبر ضرب بيروت ومحيطها حتى أبعد مدى، عصر أمس حين دوّى انفجارٌ هائل تَطايَرَتْ أضرارُه انطلاقاً من المرفأ وصولاً إلى مناطق عدة، وسط مشهد «دمار شامل» في موقع الحَدَث المرعب ومداره الأوسع، في حين أمر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني بإرسال مستشفيات ميدانية، على إثر اتصال أجراه بالرئيس ميشال عون.
وبدت العاصمة اللبنانية منكوبةً بعيد الانفجار الذي اعتقد كثيرون للوهلة الأولى أنه ناجم عن زلزال، أو ما قد يطلق عليه «بيروتشيما»، في ما يشبه الدمار الذي لحق بمدينة هيروشيما اليابانية، التي تعرضت لقنبلة نووية أميركية خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن يبدأ الدخان اللاهب المتصاعد من مرفأ بيروت برسْم سيناريوهات لروايات عدة لم يكن حُسم حتى أولى ساعات المساء أي منها، لتبقى الحقيقة الوحيدة أن مئات القتلى والجرحى سقطوا، بينهم الأمين العام لحزب الكتائب اللبنانية نزار نجاريان، البعض في سياراتهم، والبعض الآخر تحت الأنقاض في المرفأ، وآخرين في منازلهم وأماكن عملهم.
… مفرقعاتٌ نارية انفجرت بعيد حريق بدأ في العنبر رقم 12، استهداف اسرائيلي لشحنة أسلحة وصواريخ لـ«حزب الله»، كمية من متفجرات «سي 4» التي ضُبطت سابقاً انفجرت، العنبر رقم 12 كان يحتوي على مواد نيترات تفسّر قوة الانفجار الزلزالي… عيّنة من السيناريوهات التي انهالتْ بعيد «تسونامي» الذي ضرب وفاقَم من «حبس الأنفاس» حياله التداولُ بتقارير منسوبة للإعلام الاسرائيلي عن كونه نتيجة ضربة اسرائيلية وهو ما ترافق مع شهادات لمواطنين تحدثوا عن سماع طيران حربي أو رؤية جسم طائر قبيل الانفجار الذي نقلت وكالات عالمية عن شهود أن دويه سُمع في قبرص، في حين نفى وزير الخارجية الإسرائيلي غابي اشكينازي، صلة بلاده بالانفجار.
وحتى مكتب «الراي» الكائن في منطقة الحمراء في بيروت لم ينجُ من حلقة الأضرار الكبيرة التي تسبب بها الانفجار الذي سبقتْه، كما عايشتْه «الراي»، اهتزاز الأرض لبرهة كانت كافية للاعتقاد أن الأمر ناتج عن هزّة أرضية قبل أن يحصل الانفجار الكبير بعدها بثوانٍ قليلة، لينكشف مشهد بيروت والشاشات على صور وفيديوات مخيفة لطوفان الدخان والنار والدمار والدم الذي ظنّ البعض لدقائق أنه ناجم عن عمل إرهابي استهدف شخصية سياسية خصوصاً بعد حديث وسائل إعلام عن ان الانفجار وقع على مدخل دارة الرئيس سعد الحريري في وسط العاصمة، وذلك فيما كانت الأنظار مشدودة في لبنان على الحُكْم الذي ستُصدِره المحكمة الدولية بعد غد في الجريمة – الزلزال التي استهدفت الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005 والتي حوكم فيها غيابياً 4 من «حزب الله».
ومع مرور الدقائق وتأكُّد أن الحريري بخير، بدأ الغموض يزداد حيال انفجار المرفأ وسط غيابٍ لأي رواية أمنية رسمية وتناقُل معلومات عن المدير العام للجمارك بدري ضاهر بأن «عنبر كيماويات انفجر في مرفأ بيروت» وأن الجيش أرسل تعزيزات كبيرة الى المكان فيما عملت طوافاته على اخماد الحريق الذي اندلع جراء الانفجار في المرفأ.
وفيما نُقل عن مصادر قريبة من «حزب الله» أن لا صحة لكل ما يتم تداوله عن ضربة اسرائيلية لأسلحة للحزب في المرفأ، سخر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من موقع الانفجار من الكلام عن ان الانفجار ناجم عن مفرقعات، معتبراً «أن ما حصل ليس انفجار مفرقعات بل مواد شديدة الانفجار كانت مصادَرة منذ سنوات».
وفي موازاة ذلك، كانت نداءات الاستغاثة من مستشفيات ومواطنين تتصاعد، وسط إعلان صاحب سفينة «أبومرعي» مرعي أبو مرعي، «أن هناك جرحى عالقون على متن السفينة ونناشد الصليب الأحمر إنقاذهم»، والمعلومات عن نقل عشرات الجرحى بسيارات مدنية وعسكرية بعدما أصيبوا في محيط المرفأ.
وإذ كان الصليب الأحمر يفيد «بان المعطيات الأولية تشير إلى وجود عدد من الأشخاص تحت الأنقاض والصليب الأحمر أرسل عدداً من سيارات الإسعاف إلى مختلف المناطق الشوارع المحيطة ببيروت»، أعلن محافظ بيروت مروان عبود، ان بيروت منكوبة وهناك دمار كبير وما حصل غير مسبوق في لبنان.
وقال خلال تفقد الاضرار في مرفأ بيروت انه فقد الاتصال بعناصر من اطفاء بيروت، فيما نقلت «رويترز» عن مصادر أمنية وطبية لبنانية وقوع عشرة قتلى على الأقل.
وكتب أحد اللبنانيين على «تويتر»: «حجم الصوت والهدير استمر لبضع ثوان، ولم اسمع مثله في حياتي».
وقالت امرأة في وسط العاصمة: «شعرت بما يشبه هزة أرضية، ثم دوى الانفجار. شعرت بأنه أقوى من انفجار العام 2005».
وفي حين كان لافتاً ما أعلنتْه القيادة الوسطى الأميركية من «أننا قلقون حيال وقوع خسائر بشرية كبيرة في انفجار بيروت ونتابع التقارير»، سارع وزير الداخلية محمد فهمي لإعلان أنه «نظراً للحادث الخطير الذي شهدته العاصمة بيروت مساء، ومواكبة لتداعياته والاضرار الكبيرة التي خلّفها، يلغى العمل بمضمون القرار الصادر عن وزير الداخلية والبلديات والمتعلق بالاقفال العام ضمن اجراءات التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا خلال الفترة الممتدة من نهار الخميس ولغاية الثلاثاء المقبل».
وجاء هذا التطور الدراماتيكي فيما كانت بيروت تعيش أجواء بدء العدّ التنازلي للحُكم التاريخي الذي ستُصدره المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد غد بحق المتَّهَمين الاربعة من «حزب الله» باغتيال الحريري، حيث بدا أن لا صوت يعلو فوق صوت مطرقة العدالة التي سيتردّد دويّها من لاهاي إلى كل العالم الذي يترقّب 7 اغسطس للنُطق بالحقيقة في جريمةٍ إرهابية سياسية… لم يجفّ دمها بعد.
ورغم أن المحكمة الدولية لن تدين «حزب الله» ككيان، إلا أن مجرّد صدور أحكام بحقّ عناصر منه سَبَقَ أن وصفهم أمينه العام السيد حسن نصرالله في معرض «حربه» على المحكمة ورفْضه قرارها الاتهامي بأنهم «قديسون»، سيجعل الحزب أقلّه أمام مسؤولية سياسية ومعنوية وتالياً أمام واقع جديد، «يطارده» حُكْمٌ يصعب تَصَوُّر أنه لن يدْخل على خط الاشتباك الكبير الأميركي – الإيراني والذي يشكّل «حزب الله» أحد أبرز مَحاوره.
وفي حين سيضع الحُكْمُ الحكومةَ اللبنانية التي يعتبرها المجتمع الدولي «حكومة حزب الله»، أمام اختبارٍ جدي هي التي تتخبّط في أزمةٍ مالية – اقتصادية غير مسبوقة في تاريخ البلاد وتعاني عزلةً خارجية بفعل التموْضع الاستراتيجي للبنان في المحور الإيراني، ستكون الأنظارَ شاخصة ابتداء من الجمعة على ما سيترتّب على النطق بالحُكم من تداعيات قانونية وسياسية، ولا سيما أنه سيخضع لمعاينةٍ دوليةٍ لصيقة تنطلق من كون المحكمة صدرت بقرار عن مجلس الأمن (1757 في مايو 2007) تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ولفح هذا الملف المشهد اللبناني ما قبل انفجار المرفأ وذلك على مساريْن متوازييْن:
* الأول على مستوى السلطة التي بدت، إلى جانب الامتحان الصعب الذي سيشكّله الإصدار المرتقب لمذكرات توقيف بحق المتَّهمين الأربعة الذين حوكموا غيابياً والجواب المنتظَر «بحثنا عنهم ولم نجدهم»، أمام تحدّي استيعاب ردّ الفعل الشعبي في بيئات مختلفة أبرزها «تيار المستقبل» الذي يقوده الرئيس سعد الحريري.
* والمسار الثاني قاده الحريري الذي سيكون حاضراً جلسة النطق بالحكم في لايتشندام والذي برز أمس إجراؤه عشية مغادرته بيروت سلسلة لقاءات مع القادة الأمنيين شملتْ قائد الجيش العماد جوزيف عون، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
ولم يكن ممكناً قراءة هذه اللقاءات خارج حرص الحريري على إحاطة يوم 7 أغسطس بعنايةٍ أمنية، في ضوء المنع المرتقب للتجوّل ربْطاً بـ«كورونا»، وتفادي أي انزلاقاتٍ تتّخذ طابعاً صِدامياً، خصوصاً بعدما بات موقف زعيم «المستقبل» واضحاً من التمسك بالحقيقة والعدالة ولكن بعيداً من أي «ثأر أو انتقام».
وفي حين يُنْتظر أن يَحْضر هذا العنوان اليوم في إطلالة نصرالله التي ستتطرّق في شكل أساسي إلى الوضعين الأمني والاقتصادي في البلاد والتهديدات الاسرائيلية للبنان و«حزب الله»، وذلك من باب الدعوة لعدم الانزلاق لأي ردات فعل وتفادي جرّ البلد إلى «فخ الفتنة»، فإن تعاطي السلطة مع الاستقالة – الصدمة لوزير الخارجية ناصيف حتي وحرْصها على إصدار مرسومين متلازميْن «سوبر سريعيْن» بقبول الاستقالة وتعيين شربل وهبة خلفاً لـ حتي اعتُبر أيضاً في إطار استشعار الائتلاف الحاكم بضرورة رصّ الصفوف بملاقاة استحقاق 7 اغسطس وارتداداته الدولية التي ستكون على طريقة «كرة الثلج»، كما بإزاء التوقعات المتقاطعة باندفاعةٍ جديدةٍ في قلْب الهاوية التي سَقَط فيها لبنان نزولاً نحو «جحيمٍ» بات حديثَ الإعلام الغربي والعربي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات