19 ديسمبر، 2024 2:21 ص

الكاظمي ولغة استجداء العواطف

الكاظمي ولغة استجداء العواطف

بكلمات متقطعة وادغام للمفردات قل نضيره وتقطيع صوري لا ينم على مهنية وحرفية اعلامية لاخراج كلمة تليق برئيس وزراء اي حكومة وبتكرار لمفردة ( تفاقم ) خرج على الشعب العراقي رئيس الحكومة المؤقت مصطفى الكاظمي بكلمته المنتظرة حول تحديد موعد الانتخابات المبكرة .

خطاب الكاظمي لم يخلو وكالعادة من لغة استجداء العواطف من قبيل الاتهامات التي توجه اليه والى كل من يقرب اليه وظيفيا وانسانيا !! حسب دعواه . ولا نعلم لماذا يميل رئيس حكومة بمستوى العراق الى هذه اللغة الركيكه والهابطة والضعيفة .

المتعارف عليه ان الانسان اذا احس او ايقن ان الاغلبية تتهمه في مجال عمله فهو امام امرين اما انه مقصر فعلا وهنا يجب ان يراجع نفسه جيدا او يفتح الباب لمعارضيه ويجلس معهم ولا يلتجأ الى التشهير الاعلامي المتكرر بدون ذكر مسميات او عناوين وبدون ادلة كما اننا ربما نسمع ان هناك اتهامات وظيفية ولكن اتعامات للمقربين اليه ( انسانيا ) فهذا المصطلح لم نسمع به ولم نعرف معناه ويحتاج الى دراسات واستعانة بالراسخون بالعلم لتفسيره !!

يتحدث الكاظمي عن دور اقليمي وتقاطعات وتدخلات اثرت على البلد وأكيدا هو يستغل النفس المتصاعد في الرأي العام ليوجه اصبع الاتهام ضد الجمهورية الاسلامية في ايران دون الاشارة اليها كما يفعله اغلب السياسيين العراقيين ومن باب حقدهم الطائفي البغيض والمتجذر وبدعم من السفارة الامريكية والجوكرية ولعل الكاظمي نسى او تناسى ان يتطرق بصورة علنيه عن التدخل السافر من مملكة الشر والارهاب السعودية في الشأن الداخلي العراقي واخرها وليس اخرها ما تسعى اليه من ضغوط تمارس من اجل الغاء او تجميد الحشد الشعبي المقدس من اجل اقراض العراق وهو يمر بازمة مالية ناهيك عن التجاوزات الاعلامية الطائفية ضد رموزنا الدينية ومرجعيتنا الرشيدة وما نشرته صحيفة الشرق الاوسط مؤخرا خير دليل .

اتجه الكاظمي في كلمته الى محور التمجيد بانجازات حكومته المزعومة التي لا وجود لها على ارض الواقع سوى في الخيال ومنها فتح مستشفيات بعد ان كانت مكتضه بالمرضى حسب كلامه وهنا لابد لنا ان نتسائل اي مستشفيات يتحدث عنها الكاظمي يحتمل انه يقصد مراكز الشفاء التي انجزتها واكملتها العتبة الحسينية المقدسة في عدد من محافظات العراق وبزمن قياسي ومواصفات صحية ممتازة وهو بهذه الحالة سرق جهود غيره وبوبها اليه اعلاميا والقران يقول (ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) ان كان يؤمن او قارىء للقران اصلا !!

يقول الكاظمي حكومتي فرضت هيبة الدولة ومثال على ذلك حملة المنافذ !!
ياسيادة الكاظمي منفذ جريشان الحدودي مع الجارة الكويت بيد القوات الامريكية اضافة الى منافذ عراقية اخرى فهل هذه الهيبة التي تتبجح بها !!؟؟

ويضيف انه في حكومته تم تشغيل معامل ومصانع ومشاريع للشباب !! وهذه ايظا لم نسمع بها اطلاقا ولا زالت البطالة مستشرية بين شريحة الشباب ولا حلول واقعية فتندرج هذه الفقرة ضمن الاساليب الملتوية للكاظمي كما عهدناه منذ تسنمه المنصب .

يتحدث دائما عن وجود سلاح منفلت وهذا الامر لم نراه ولم نسمع به بالعكس الاجهزة الامنية موجودة وتعمل بكفاءة والجيش موجود وبصنوفه المتنوعة وحشدنا الشعبي المقدس موجود ايظا ويسطر اروع صور البطولات ضد الارهاب والوضع الامني جيدا جدا لولا وجود الجوكرية وابناء السفارة الذي عكروا صفو امننا الداخلي وعطلوا سير الحياة لفترة ليست بالقليلة هل يعلم الكاظمي ان التطرق بين فترة واخرى لموضوع وجود سلاح منفلت يعرض العراق كدولة الى خطر الحظر الدولي والتدخل وله تبعات كبيرة على كل الصعد والمجالات .

كيف للكاظمي ان يدعو ويؤكد على موضوع الاستثمار وهو في ذات الوقت يصرح بوجود سلاح منفلت وعصابات كما اسماها !! فأي تناقض هذا . كيف للعراق ان يجلب الشركات والمستثمرين بعد هذه التصريحات والصورة السوداوية التي رسمتها عن واقع العراق .

العراق لم يكن بهذا المستوى من الرعب الذي وصفه الكاظمي قبل حدوث اعمال الشغب التي قام بها الجوكرية بالعكس فقد عقد اتفاقية اقتصادية كبيرة جدا مع الصين وحيوية ولها جوانب ايجابية كثيرة على واقع الخدمات والاقتصاد العراقي والبنى التحتية لو طبقت ولك تتوقف ولو فعلت وكيف لها ان تفعل بعد جهود ابناء السفارة والاعلام البعثي المدعوم والذي كان يديره المقربون منك الان امثال ملا طلال ونبيل جاسم !! والذين صبوا جام غضبهم وحقدهم من على منابر الفتنة ضد حكومة سلفك عادل عبد المهدي وتسقيط كل ماهو وطني وديني !!

اخطر كلام عمد الكاظمي على بثه ودسه في كلمته هو تأجيج شريحة الشباب واستنهاضهم للعودة الى سياسة التعطيل وهذه المرة عبر دعوتهم لخوض الانتخابات وكأنما يريد بذلك عزل كل الشرائح الباقية من المجتمع العراقي ومنها الاحزاب والكتل والتي تعمل وفق قانون مصوت عليه مسبقا !!

اسرد كثيرا في الحديث عن السيادة وعن الاتفاق الامني مع امريكا واستعرض عضلاته بصورة مركزة وهو امر مضحك جدا اي سيادة وطائراتهم تحوم في سماء العراق ليلا ونهارا وقواعدهم منتشره في ارض العراق وسفارتهم تعمل ليلا نهارا لافشال اي حكم شيعي وطني غيور وتدفع مليارات الدولارات للمنظمات المشبوهة وعملائهم للتخريب وبث الاخبار الملفقة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي !!

كلمة الكاظمي وما رافقها من سخافه وعدم تركيز وانضباط وسوء تعامل ومفهومية سياسية لا تتعدى بنضر المراقبين ان تكون مشهد استعراضي جديد يضاف الى مشاهده الصورية حينما ابدع بها مصوره الخاص ولكن هذه المرة عبر كلمة متلفزة اتشحت بالمهازل اللغوية والعثرات البيانية وان من هوان الدنيا ان يكون الامر العراقي بيد الكاظمي وزمرته الصبيانية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات