وإذ لا يمكن الإعتراض على حقّ الطلبة للتزود بالمعارف ونيل الشهادات الجامعية , وقد بدا ” بعيداً عن ذلك ” أنّ شرائحاً ما من الطلبة استسهلوا مسبقاً دراسة علم الإعلام .! وانضموّا الى تلك الكلّيات , ودونما درايةٍ أنّ مستقبلهم الإعلامي يكادُ يعانق عالم المجهول .! , بجانب أنَّ فرصَ تعيينهم في الوزارات والمؤسسات الحكومية , كأنها محكومةٌ معنوياً بالإعدام او شنقاً حتى الموت مع وقف التنفيذ .!
ايضاً , فالقنوات الفضائية والصحف المحلية لديها درايةً موضوعية مسبقة لعدم امكانية تشغيل وتعيين ايٍّ من اولئك الخريجين الجُدد , لإفتقادهم التجربة الطويلة و الممارسة الميدانية , مع الخبرات المتعددة في التعاطي مع تفاصيل الإعلام ومتطلباته , واعتبار هؤلاء الخريجين وكأنهم لم يدرسوا الإعلام اصلاً .!
هذا الإنفتاح غير المتفتّح لحكومات ما بعد الإحتلال في فتح بوابة الإعلام على مصراعيها , قد تسبّبَ بعنصرٍ آخرٍ او إضافيٍ في نشر وانتشار البطالة ايضاً ,
وهذا ما يكشفُ جليّاً لماذا تعمّدت وحرصت انظمة الحكم الجمهوري او الحكومات العراقية المتعاقبة , ومنذ افتتاح وتأسيس اوّل قسم لتدريس الإعلام ” وكانت تسميته بقسم الصحافة التابع لكلية الآداب في عام 1964
في حصر هذه الدراسة بقسمٍ واحدٍ فقط , ولكلّ محافظات العراق , لأجل المحافظة على الجانب النوعي والتوعوي للإعلام والإعلاميين , وهذا ما اشرنا له في مقالتنا السابقة بهذا الشأن .
ثُمَّ , وبغضِّ نظرٍ وبصرٍ عن كلتا التي واللتيا السابقتينِ , فإنَّ جلب الأمريكان وقيامهم المنظم ” بلملمة ” ساسة ولاجئين عراقيين ونصف عراقيين ومتجنسين من ازقّة وارصفة العديد من الدول وتسليمهم السلطة على طبقٍ من ارقى اصناف الماس , فهو العنصر الرئيسي في جعل العراق بلا إعلام , او بإعلامٍ مشوّه .! وقد يتطلّب تعفيره وتعقيمه ومعالجته لسنينٍ طوالٍ , وهنا قد تكمن مخاطر التزاوج المبكّر جداً ” وقبل بلوغِ سنّ البلوغ ” بينَ السياسةِ والإعلام .!