افضل مخلوقات الله عز وجل على الارض هو الانسان ، ومحل خلاف بين كل القوى في العالم هو الانسان فكل طرف يريد كسب او تطويع او ارغام الانسان لكي يتبعه ، الانسان هو الوسيلة والغاية وفق الاسلوب الصحيح الذي يحقق المصلحة الايجابية للمجتمع، منظمة حقوق الانسان التي اصبحت تتهاوى وتتهادى مع الهوى السياسي ولمن يدفع اكثر ، اصبح الانسان في هذا العصر ورقة تفاوضية بيد الحكام المتسلطين على شعوبهم.
حرب انتهت وبعد عشر سنوات تتم عملية تبادل اسرى ، ماذنب هذا الاسير ان يبقى اسيرا بعد عشر سنوات من توقف الحرب ؟ لاشيء سوى اختلاف الرؤيا السياسية بين رئيسي الطرفين وبسبب هذا الاختلاف كتب على ذوي الاسير ان يحرموا من لقاء ابنهم او اخيهم او ابيهم او قريبهم بسبب هذا الاختلاف، وبسبب ما ترمي اليه حكومة معينة تشن حرب وتقتل الابرياء في قصف عشوائي يقتل اطفال ونساء وابرياء غايته ايصال رسالة بالرغم من ان الرسائل اليوم الكترونية الا ان هذه الحكومة تستخدم الاسلاك لتجعلها حبال مشانق حتى تعطي درسا لغيرها، وحاكم يقتل المظلومين حتى يمنع الثائرين ، ودول عالمية تتفاوض فيما بينها لخلافات سياسية او عسكرية وبسبب عدم التوصل الى حل يقوم كل طرف باستخدام ما يملك من ادوات للبطش بالشعب الاخر اي الانسان كي يرضخها لمطاليبه.
لا تختلف هذه الحكومات عن عصابات الخطف والاغتيال، ففي العراق يغتالون طفل او شاب او بنت لانه احد اقرباء شخص سياسي يختلف معه، ولهذا تجد كل سياسي لاسيما في العراق يوفر حماية لارحامه حتى الدرجة الثالثة من النسب .
سمعنا عن الدروع البشرية وهذا يعني استخدام الانسان البريء ليكون حائط صد ضد الهجوم الذي قد يشن عليه، هذا الانسان الذي ابدع ايضا في ابتكار وسائل تعذيب متخصصة وباسلوب تقني حديث بحيث يعذب ولا يقتل حتى يستلذ الطاغية في تعذيب الابرياء اطول فترة ممكنة قبل اعدامه.
يتحدثون عن الاقلية والاكثرية فلو ان الانسان محترم لالغيت هذه المصطلحات وغيرها من الخاصة بالمذاهب والاديان والقوميات.
اصبحت الاخبار وبشكل معتاد تذكر كم انسان قتل ونحن نمر عليها مر الكرام والحكومات تتارجح بين الاستنكارات والتنديدات الروتيني ومن غير حياء او خجل ، فعندما تتحدث وسائل الاعلام عن اساليب بشعة في الجريمة او حالات اغتصاب او انتحار وكان الانسان اصبح لا شيء او الورقة التي تارة تصبح تفاوضية وتارة تمزق.
حتى ردود الافعال بل ومجالس الفاتحة وعدد المعزين تختلف من شخص لاخر فالفقير المظلوم لاتجد من يلتفت الى مظلوميته بينما اصحاب المصالح والمنافقين من السياسيين يعملون هرجة اعلامية لما يتعرضون له.
في السعودية طفلة سقطت في بئر بقي اعلامهم شهر يكتب عن مظلومية هذه الطفلة ويوميا عشرات الاطفال يقتلونهم في اليمن ، هكذا ينظرون الى الانسان ليس لانه انسان بل لانه يحقق مكاسب سياسية.